لا أحد منصف يستطيع أن ينكر بأن الفنان (الكبير) علي عبد الكريم، هو واحد من الذين مزجوا نكهة بطعم جميل للأغنية السعودية خلال فترة الثمانينيات قبل أن يهدأ بريقه، ويتجه ناحية النسيان، وحين أقول بأنه فنان كبير فأنا أعني ما ذكرت. لا أحد ينكر بأن علي عبد الكريم كان (مطرب الشباب) الأول في السعودية، بعد أن قدم مجموعة من الأعمال التي لا يمكن نسيانها، حتى وإن حاول البعض اليوم طمس هذه الحقيقة أو الالتفاف عليها، لا أحد يقدر أن يلغي علي حتى وإن طغى على مسامعنا ألف ألف نشاز. عودوا بذاكرتكم سنوات طويلة للوراء وتذكروا (بنلتقي) التي كتبها الراحل فائق عبد الجليل ولحنها علي عبد الكريم، وتذكروا جيداً أين صورها علي وكيف كان التليفزيون السعودي يعرضها بشكل مكثف، ماذا يقول فائق وكيف غناها علي: أنت بعيد هناك وأنا المشتقي الشيب يبكي بمفرقي شمعة حياتي بتنطفي مهما يكون عندي شعور .. بنلتقي http://www.youtube.com/watch?v=kyH8xcmqb8k منذ أسبوعين تقريباً وأنا أستمع يومياً لأغنية (أبعتصبك) والتي كتبها ثامر الميمان، وهي واحدة من أهم الأغاني المكبلهة في تاريخ الأغنية السعودية، وواحدة من أجملها وأروعها، كلمةً ولحناً وتنفيذاً وأداءً. لم يكن علي عبد الكريم سوى ضحية لجمهور انصرف عن الجيد ليبحث عن الرديء وشركات إنتاج تواطأت مع التسطيح، والبحث عن (التنطيط) والإسفاف، والميل كل الميل نحو هاوية النشاز، أما علي عبد الكريم فقد نأى بنفسه عن هذا الوسط كثيراً، وحاول أن يتماهى مع هذه الموجة، لكن ضميره كان له بالمرصاد فتوقف. نحن جميعاً نتحمل مسؤولية توقف واحد من أجمل الأصوات العربية وأعذبها، وكما فعلنا مع غيره ها نحن نفعلها معه، والله وحده أعلم إلى أين ستتجه بنا رغباتنا في الأغنية العربية التي دفنت تحت خشبات المسرح وأقدم الجماهير ومقالاتنا التي جنّدناها لخدمة بضاعة رديئة في سوق النخاسة. استمعوا لعلي عبد الكريم في أغنية (أبعتصبك) لتعلموا جديداً ماذا حدث لواحد كان مرشحاً ليكون أحد أهم أضلاع الأغنية السعودية مثلثها أو مربعها، وأتحدى كل من يسمعها أن لا تعجبه أو حتى يتحسّر عليها. http://www.youtube.com/watch?v=4uE_o-JPO3U [email protected]