كتب الكاتب النصراوي عبدالله الكثيري أمس في (الجزيرة) أنه كان متفائلاً بفوز النصر على الهلال!! وهذه حالة ربما تكون طاغية على أغلب جماهير نادي النصر الذين يظنون أنهم يتفاءلون، والحقيقة أنهم (يحلمون) فحسب؛ ذلك أن التفاؤل يحتاج معطيات تسنده وتبرره؛ فلو سألت نصراوياً قبل المباراة ما الذي يجعلك متفائلاً؟ لما وجدت لديه إجابة فنية مقنعة، إنما هي (أحلام) يعيش عليها النصراويون ويستدعونها في كل مرة يقابلون فيها الهلال، والأحلام الخيالية عادة وسيلة (الفقراء) غير القنوعين الذين لا يرضون بحالهم ولا يفعلون ما يتجاوزون به هذه الحال. رأي الكثيري الذي قرأته أمس يُعبّر عن حال كثير من النصراويين الذين يعطون فريقهم أكبر من حجمه، ويُحمّلونه ما لا يطيق، ثم يقسون عليه بالنقد واللوم مثل حال الابن الذي يعرف والُدُه (قدراته) العقلية المتواضعة، لكنه يريد منه أن يكون (طبيباً)!! وأنا أقولها نصيحة صريحة لكل النصراويين «إذا أردت أن تُطاع فأمر بما يُستطاع» كالتأهل إلى البطولة الآسيوية ثالثاً أو رابعاً والتأهل إلى نصف نهائي كأس ولي العهد عبر القادسية والرياض وغيرهما من الإنجازات التي تقع في (دائرة الممكن) نصراوياً.. أما المبالغة في الأحلام والأماني فإنها توقع اللاعبين تحت ضغط فني ونفسي لا طاقة لهم به، فلا يجدون متنفساً سوى تقديم أعذار ومبررات غير منطقية يتلقفها الجمهور النصراوي ويرددها كوصفة (مسكنات) تنسيهم الألم، لكنها لا تزيل المرض، كما أن (تضخيم الذات) الذي يمارسه النصراويون بإطلاق ألقاب كبيرة جداً وفضفاضة على فريقهم لن تجدي نفعاً، ولن تساهم إلا في زيادة احتقان اللاعبين؛ ف(لقب) العالمي ثوبٌ طويلٌ جداً كثيراً ما تعثر به الفريق و(خبط على وجهه) أمام جماهيره التي ساهمت في سقوطه وهي لا تدري، وتردد: «انهض.. انهض.. يا عالمي» غائباً عن بالها أنه لا يستطيع النهوض؛ لأن الحِمْل الذي على ظهره أثقل بكثير من قدرته حتى بات (العالمي) أقرب إلى (العبارة) من كونه لقباً يفتخر به الفريق.. وعليه فإنني أقترح على جمهور النصر الذي يتعامل مع فريقه وكأنه الهلال كما يقول المثل «النصر في عين جمهوره هلال»! أن يختاروا لفريقهم لقب على (قد الحال) يتناسب مع أحوال الفريق الحالية مثل الفريق الطموح أو فريق (مد لسانك على قد بطولاتك) أو فريق (لا يأس مع الحياة) أو فريق (ما أطولك يا ليل) أو فريق (كل مطرود ملحوق)، خاصة اللقب الأخير؛ لأنه يُبقي على الأمل قائماً، لعل وعسى. لماذا يا رادوي؟! التصريح الغريب الذي أدلى به لاعب فريق الهلال رادوي يفترض ألا يمر مرور الكرام على المعنيين بالشأن الرياضي كلهم وليس لجنة الانضباط أو الجهات الرسمية فحسب؛ ذلك أن هذا الكلام الخطير لا بد أن يكون له مبرر لدى رادوي يُفترض أن يكشف عنه لجميع المتابعين، وينتظر من رادوي أن يجيب عن هذه الأسئلة: لماذا قلت ما قلت؟!.. لماذا كنت حريصاً على نقل معاناتك على أكثر من قناة؟!.. لماذا اخترت حسين عبدالغني ولم تختر لاعباً نصراوياً آخر.. ترى هل رادوي كاذب أم أنه بحكم اختلاف العادات والتقاليد كان الأجرأ على كشف بعض الممارسات السيئة التي تمارس في الملعب تجاه اللاعبين المميزين، والتي نسمع عنها منذ سنين طويلة، وأشار إلى إحداها سلطان خميس في برنامج (مساء الرياضية) الجمعة الماضية؟.. رادوي فجّرها وتحدّث عن المسكوت عنه تحت ذريعة (العيب).. ولكن هل رادوي صادق؟.. الله أعلم. مقاربات لو كنت على رأس العمل الصحفي لكان العنوان المناسب لمباراة الهلال والنصر الأخيرة (قال عالمي قال.. زعيمك الدائم هلال). انفراد لي يونج.. انفراد ويلهامسون.. انفراد ياسر.. انفراد القرني.. ضربتا جزاء لم تُحتسبا، إضافة إلى الهدفَيْن.. تعني أن النتيجة الطبيعية كان يفترض ألا تقل عن خماسية جديدة تُجدّد (الكي) الأول. ق (2) دخل عباس بتهور على عزيز، ومثلها فعل ماكين على أحمد علي ق (9)، وسعود حمود على هوساوي ق (16)، وأخرى من عباس على الشلهوب ق (46)، ومن عبدالرحمن القحطاني على لي يونج من الخلف ق (4)، وأخرى بتعمد من القحطاني على ويلهامسون ق (85)، وكذلك عباس يعود ويضرب ويلهامسون من الخلف ق (90).. كلها حالات تستوجب البطاقات الصفراء سكت عنها الهلاليون؛ لأن الهلال جابر عثرات الحكام. الاحتجاج على قرار الحكم يوجب بطاقة صفراء.. عودوا إلى تعمد أحمد عباس دفع الحكم بصدره عقب قرار ضربة الجزاء، واحكموا بأنفسكم. تسبب حسين عبدالغني في إثارة الفوضى ق (31) بتعمده دفع رادوي أكثر من مرة بدون وجه حق لمنعه من الوصول إلى زميله الروماني بيتري الواقع على الأرض.. عبدالغني دائماً يكون (الشرارة) التي تفسد أجواء الديربيات. ماجد المرشدي تجاوب مع استفزاز حسين عبدالغني وانطلق من مركزه إلى الجهة الأخرى على سبيل (الفزعة) فأخذ بطاقة صفراء ثم عاد إلى مركزه.. ماذا استفدت يا ماجد؟! أحالني مشجع نصراوي إلى حركة ويلهامسون مع أحمد عباس، ورغم كثرة الإعادة لم يظهر لي سوى أن السويدي (لكز) عباس في جنبه الأيسر.. إن كان قد فعل شيئاً لم أره فيجب عقابه وردعه إن ثبت ذلك.