عبر المشاركون في المؤتمر العالمي العاشر للإعجاز العلمي الذي نظمته الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة في اسطنبول بالتعاون مع مركز البحوث الإسلامية (ISAM) الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية على دعمها أعمال الدعوة الإسلامية وبرامج الهيئة العالمية للإعجاز العلمي وقدموا التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بعودته إلى المملكة بعد أن من الله عليه بالشفاء. وأكد المؤتمر على أهمية ما أصدرته مؤتمرات الهيئة التسعة السابقة من قرارات وتوصيات وقرر تكوين لجنة لمتابعة تنفيذها. وأوصى في اختتام أعماله يوم أمس بتكوين هيئة علمية يتمثل فيها أتباع الأديان والعقائد المشاركون في المؤتمر لإعداد وثيقة بعنوان (العلم والإيمان) تتضمن الخلاصة العلمية للعلوم التجريبية بأن الله خالق الكون والخليقة، وأنه يستحيل أن يكون الكون قد وجد صدفة وأن ترعى الهيئة العالمية للإعجاز العلمي اجتماعات هذه الهيئة العلمية وتتعهد بتمويل احتياجاتها واجتماعاتها، ويتم إعداد الوثيقة وتعميمها على المؤسسات والمراكز والهيئات الدينية والثقافية في العالم. ودعا إلى نشر بحوث جميع مؤتمرات الإعجاز السابقة التي لم يتم نشرها وتمويل ترجمتها إلى اللغات العالمية وتعميمها على مؤسسات البحوث والجامعات والمراكز الثقافية في بلدان العالم والتأكيد على ضرورة الاهتمام بالإعجاز التشريعي والبياني في القرآن الكريم والسنة النبوية، وإعداد بحوث ودراسات وكتب في هذا الجانب وتعميمها على المكتبات والجامعات والمعاهد الإسلامية وكذلك دعوة الباحثين في إعجاز القرآن للحرص على أن يكون تفسير القرآن بالقرآن ثم بالسنة الصحيحة ثم بالآثار التي صحت عن سلف الأمة ثم بدلالة اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم ودعوة رجال الأعمال والمؤسسات الاقتصادية الإسلامية لتمويل نشر كنوز الإعجاز العلمي وبثها في وسائل الإعلام المختلفة تحقيقا لمقصد الدعوة الإسلامية في تعريف الشعوب الإنسانية بالإسلام وما يرتبط به من حقائق علمية وإيمانية ثابتة. وطالب المؤتمر بإبراز معاني الرحمة والتعاون التي جاء بها الإسلام والدعوة إلى الحوار بين النخب المثقفة من مختلف بلدان العالم حول قضايا الإعجاز العلمي وثوابته لتقريب الحق إلى الناس من مختلف الأديان والملل والاستفادة من علوم الإعجاز وبحوثها في عرض الصورة الصحيحة للإسلام، والرد المقترن بالبرهان على أن الدين الإسلامي هو دين العلم، وأن التشكيك برسالة محمد صلى الله عليه وسلم لا محل له أمام الردود العلمية الدامغة بصحتها وتسخير بحوث الإعجاز العلمي في الحوار مع غير المسلمين باعتبار أن الإعجاز العلمي أسلوب حكيم يؤثر في العقول وتنشيط أعمال البحث العلمي في إبراز القضايا الجديدة في مجالات الإعجاز المختلفة، وربط ذلك بثقافة الإسلام وحضارته وعطائه العلمي للبشرية عبر التاريخ. وأكد البيان على أهمية العمل الدؤوب على تحقيق التواصل مع العلماء غير المسلمين ومتابعة الحوار العلمي معهم من خلال عقد ندوات تخصصية تشارك فيها الجامعات ومراكز البحث العلمي في العالم وتحقيق التواصل الدائم بين الهيئة العالمية للإعجاز العلمي ووسائل الإعلام المختلفة وفي مقدمتها القنوات الفضائية الإسلامية والعالمية البارزة ومواقع التواصل الاجتماعي على شبكات الإنترنت العالمية وتنشيط موقع الهيئة الإلكتروني والمواقع المهتمة بالإعجاز العلمي على شبكة الإنترنت. وحث على السعي الجاد لإنشاء قناة الإعجاز العلمي الفضائية التي دعت إلى إنشائها مؤتمرات الإعجاز العلمي العالمية السابقة وإبراز جهود العلماء المسلمين في مجالات الإعجاز التي تتصل بالنهوض الحضاري في العالم الإسلامي. والعمل على ترسيخ القناعة بأن الإسلام دين العقل والعلم والعمل وهو يشجع على البحث العلمي. وحذر البيان مما يعرضه البعض من القضايا الوهمية الساذجة باسم الإعجاز العلمي مما لا يصح لمخالفته ضوابط الإعجاز العلمي، بهدف الاستهزاء والطعن بالإسلام من خلال تلك النماذج المزورة التي لا صلة لها بالإعجاز العلمي أو بدين الإسلام. ودعا إلى تنفيذ برامج العمل المشترك في إعداد الخطط في مجالات بحوث الإعجاز والقضايا التي تحتاج إلى التنسيق والتعاون بين الهيئات والمؤسسات واللجان العاملة في هذا المجال والاستفادة في مجالات البحث العلمي في القرآن والسنة بما شهده هذا العهد من ثورة في الاتصالات والتقنية مما يعزز أساليب البحث في مجال الإعجاز ويعزز إيصال خدماتها إلى شرائح واسعة من شعوب العالم. وشدد على ضرورة عقد مؤتمر لدراسة وسائل تطوير العمل وتبادل الخبرات في مجالات علوم الإعجاز تشارك فيه الهيئات والمنظمات العاملة في هذه المجالات ودعوة رابطة الجامعات الإسلامية واتحاد الجامعات الإسلامية مع للتعاون مع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في افتتاح أقسام للإعجاز العلمي في كليات الدعوة وأصول الدين والشريعة في الجامعات الإسلامية وزيادة عدد الكراسي العلمية الخاصة بالإعجاز العلمي في الجامعات المختلفة إضافة إلى ما تم تأسيسه من قبل في عدد من الجامعات الإسلامية وكذلك إشراك العلماء غير المسلمين في مؤتمرات وندوات الإعجاز العلمي العالمية مما يفتح الباب أمامهم للنظر في حقيقة الكون والخليقة والرجوع إلى الحق والدخول في دين الله الخاتم.لفت البيان أنظار العلماء في دول العالم خاصة أساتذة الجامعات ورواد مراكز البحث العلمي وأصحاب القرار ووزارات التربية والتعليم والتكنولوجيا لقضية الإعجاز العلمي، وشحذ هممهم جميعا لمتابعة البحث العلمي في القرآن والسنة وربط العلوم بالحقائق الإيمانية وإدخال مضامين الأبحاث المعتمدة في مناهج التعليم في البلدان الإسلامية من خلال اتفاقيات بين المؤسسات التعليمية والهيئة العالمية للإعجاز العلمي. ودعا البيان الدول الإسلامية والمؤسسات الإسلامية حكومية وغير حكومية بالدعوة إلى إبرام وتوقيع اتفاقية إسلامية لحماية حريات الإنسان وحقوقه الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وان يكلف أهل الخبرة في وضع مشروع لهذه الاتفاقية للمناقشة. و أعرب المؤتمر عن عظيم الشكر والتقدير لحكومة تركيا على استضافة المؤتمر وخص بالشكر رئيس مركز البحوث الإسلامية البروفيسور محمد عاكف والفريق العامل معه، ودعا الجميع إلى مواصلة جهودهم في مجال البحوث التي تقدم بها المركز معربا عن أمله أن ينال الإعجاز العلمي من قبلهم رعاية خاصة، كما شكر رابطة العالم الإسلامي وأمينها العام معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، والهيئة العالمية للإعجاز العلمي وأمينها العام فضيلة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح على ما بذلوه من جهود في خدمة الدعوة والعلوم الإسلامية، وطلب المشاركون في المؤتمر رفع برقيات الشكر والتقدير لكل من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز على رعايتهم ودعمهم لأعمال الرابطة والهيئات التابعة لها وفي مقدمتها هيئة الإعجاز العلمي.كما طلب المشاركون في المؤتمر رفع برقيات مماثلة لكل من رئيس جمهورية تركيا فخامة الرئيس عبدالله جول ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردغان للتعبير عن شكرهم وامتنانهم لاستضافة تركيا للمؤتمر كما عبروا عن شكرهم لسفارة المملكة العربية السعودية وقنصليتها على تعاونهم أثناء انعقاد المؤتمر.