لا يمكن تجاهل مدى قيمة السينمائيين وصناع الأفلام والتلفزيون في إيران في تقديم نموذج حقيقي لعبثية النظام الإيراني وأسلوبه القمعي في التعامل مع الفن والفنانين في إيران سواء كان على المستوى الرقابي أو من خلال محاسبة المضامين التي يقدمها صناع السينما في إيران والتي يجب أن تكون متوافقة مع توجهات ومبدأ الثورة ولا تتعارض معها بأي شكل من الأشكال وهو يذكرنا بالقمع الذي يتعرض له الصحفيون في الصين الشعبية أو في الرقابة التي فرضها الاتحاد السوفيتي على صناع السينما السوفيتيين قبل انهيار الاتحاد السوفييتي. والتاريخ يعيد نفسه هنا مع أسلوب النظام الإيراني المستفز في التعامل مع الفنانين، فلا شيء يمكن أن يكون أقسى من اعتقال المخرج السينمائي جعفر بناهي وسجنه وإيقافه عن صناعه الأفلام بسبب أفلامه ومواضيعه التي تفضح التشدد الإيراني وتضعه في موقف محرج رجعي مع العالم المتقدم.وتعامل الحكومة الإيرانية مع الفنانين في السينما الإيرانية ليس جديداً في الساحة السياسية، فسبق أن قام الجناح الديني في الحكومة الحالية بإلصاق التهم لبعض من الصحفيين والمدونين والذين لهم وجهة نظر تتعارض مع الحزب اليميني المتطرف في إيران، ووصلت بعض الأحكام للإعدام في مناسبات عدة، الأمر الذي تجه العديد من المنظات المستقلة والتي تعني بحقوق الإنسان انهاكاً واضحاً للاتفاقيات الدولية والتي تحرص إيران على تجاوزها بشكل متواصل طوال العقود الماضية وبالتحديد منذ الثورة الخمينية التي دمرت تقدم الشعب الإيراني ووضعته في مواجهات غير محسوبة العواقب سواء مع العراق أو مع دول الخليج أو الأزمة الحالية مع إسرائيل والمجتمع الدولي.