وقعت جامعة الملك سعود صباح يوم الأحد عقود ثماني شركات في الاستثمار المعرفي بتمويلها من صندوق تمكين واحتضانها في مركز الرياض للحاضنات، ويأتي ذلك بالتزامن مع إطلاق حملة 100 فكرة في 100 يوم. وقام بتوقيع عقود الشركات الثماني معالي مدير جامعة الملك سعود رئيس مجلس إدارة شركة وادي الرياض الدكتور عبدالله العثمان، وهي توقيعات تؤذن بقيام باكورة استثمارات قوية وفعالة من خلال شركة وادي الرياض في الابتكار والاقتصاد المعرفي، إذ تعمل هذه الشركات في مجالات متنوعة تخدم الاقتصاد الوطني وتسهم في تحقيق التنمية الشاملة، وستقوم شركة وادي الرياض بتمويل كل شركة بمبلغ مليون ريال أو بنسبة 30% من رأس مالها وذلك من خلال صندوق التنمية والاستثمار المعرفي «تمكين» التابع للشركة، وستفتح الشركة المجال أمام المستثمرين للاستفادة من هذه الفرص الاستثمارية للمشاركة فيها. وبهذه المناسبة عبر معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله العثمان عن سعادته بهذه التوقيعات معتبراً أن هذا اليوم حفلاً للخريجين حيث يتم تخريج أحد عشر طالباً من الطلاب المبتكرين يقدمون فرص عمل لأنفسهم ولغيرهم وهو ما يدعو للفخر مؤكداً أن فخر الجامعات ليس بكم عدد الخريجين لديها، بل بعدد الموهوبين فيها، والمؤسسات الصغيرة التي أنشأتها وقدمتها للمجتمع، ضارباً المثل بمعهدMIT الأمريكي العريق الذي انطلق بتفكير عالمي وليس فقط بتفكير أمريكي حيث يعد من أكبر المؤسسات العلمية البحثية الرائدة في مجال الاقتصاد المعرفي فقد ساهم في إيجاد ثلاثة ملايين فرصة عمل في العشرين عاماً الأخيرة بشكل مباشر وغير مباشر، كما ساهم في الاقتصاد الأمريكي خلال العقدين الماضيين بأكثر من 2000 مليار دولار، وهو ما يؤكد أن الاقتصاد المعرفي هو ما يصنع الفرق ويختصر الزمن. وقال الدكتور العثمان: يجب على جامعاتنا ألا تختزل العملية التعليمية في القبول والتخرج فهذه لم تعد محددات عالمية للجامعات الطامحة في الريادة والتطور والوصول إلى المكانة العلمية المرموقة، لأن محددات نجاح الجامعة هو كم فرص العمل التي استطاعت توفيرها، وكم الطلاب المبتكرين التي استطاعت إعدادهم، وكم طلاب رواد الأعمال لديها، وتلك هي أهم المحددات لأي جامعة تطمح للإبداع والتميز، مشيراً إلى أن إجمالي المقيدين في الجامعات العالمية 100 مليون وأن نصيب المملكة العربية السعودية من ذلك العدد الكبير هو 1% ممن يدرس في الجامعات على مستوى العالم، وأن عدد المقيدين في التعليم فوق الثانوي في المملكة العربية السعودية يتجاوز التسعمائة ألف وإذا أضفنا عليه مائة وأربعة عشر ألف مبتعث فنحن نتحدث عن أكثر من مليون طالب، وتساءل أين يتجه هؤلاء ؟ وأجاب لابد أن نتجه صوب الواحات العلمية في مراكز الابتكار ومراكز البحث والتطوير، موضحاً أنه من هذا المنطلق فقد قدمت جامعة الملك سعود فلسفة جديدة حيث استطاعت الانفتاح على العالم عن طريق دراسة تجارب الجامعات العالمية المرموقة وقامت بالتحالف مع أكثر من 83 جامعة عالمية في أكثر من 14 دولة متقدمة كما قامت باستقطاب نخبة كبيرة من العلماء المبدعين والمتميزين على مستوى العالم واستقطبت طلاب دراسات عليا، مؤكداً أن الجامعة بفضل الله سبحانه وتعالى في المقام الأول ثم بالدعم الكبير الذي يقدمه ولاة الأمر وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يجب أن يكون طموح حدودها السماء. وقال الدكتور العثمان : إن جامعة الملك سعود قامت بتأسيس موارد مالية ذاتية لأنها تريد أن تعتمد على نفسها، ونؤكد أنه في عام 2012 سوف تعتمد جامعة الملك سعود فيما يخص ميزانية البحث العلمي على نفسها بنسبة 50% بفضل الله سبحانه وتعالى الجامعة، كما استطاعت الجامعة أن تكتسب مجموعة كبيرة من المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص وأصبح لنا معها علاقات إستراتيجية طويلة المدى، ولدينا تعاون بمبلغ 200 مليون دولار مع أكبر شركة متخصصة في البتروكيميكال وهي شركة سابك، كما أسست علاقة إستراتيجية طويلة المدى مع وزارة الدفاع ممثلة في القوات الجوية من خلال معهد الأمير سلطان لأبحاث التقنيات المتقدمة، واليوم جامعة الملك سعود بصدد إنجاز جديد وهو توقيع عقود هذه الشركات، وبالتالي لابد أن ننفتح مع الآخرين ونتشارك معهم لأن ذلك هو السبيل للوصول إلى الريادة العالمية وتبادل الخبرات والاستفادة منها وتطبيقها حتى تستطيع جامعة الملك سعود بناء مستقبل مشرك لشباب وبنات الوطن. من جانبه ألقى الأستاذ عبد الرحمن الحلافي ممثل شركة تقنية الترشيد عقب التوقيع كلمة شكر فيها الجامعة وأضاف: إن الحياة نتاج للأفكار فمن كان تفكيره إيجابيا يعمل بالإيجاب ومن كان تفكيره سلبياً يعمل بالسلب، معرباً عن سعادته بأن يكون حاضراً بين رواد الاستثمار المعرفي بجامعة الملك سعود وشركة وادي الرياض وقدم شكره للأستاذ علي العامري الذي قدم له وللأستاذة نشوى طاهر فكرة هذه الشركة مؤكداً على فخره بهذه المشروع الهندسي الصناعي الذي يخلق فرصاً كبيرة للعمل في المملكة.