نستظل في هذه البلاد المباركة بظلال الإسلام الوارفة، وننعم بعدالة ولاة الأمر -حفظهم الله- ونرفل في حلل الأمن والسكينة، فجدير بنا، وحق علينا أن نخلص لهذا البلد الأمين، وأن نتكاتف ونتآلف من أجل الحفاظ على هذه الكينونة الكبرى، وأن نضع أيدينا في أيدي ولاة أمرنا لما فيه الخير العظيم لحاضر هذا الوطن المعطاء، ومستقبله الزاهر والحافل بالنماء. إن الأمن الذي ننعم به أمانة يجب النهوض بحملها، والقيام بالمسؤولية تجاهها، فهي إرث تفانى من أجلها الآباء والأجداد، وحتم علينا أن ننقله إلى الأبناء والأحفاد، ومن يستلهم وحشة الخوف، وويلات الجوع، ومصائب الجهل، ومعاناة السقم يدرك أننا في مرحلة يجب الوفاء بكل المتطلبات الضرورية لبقائها، والتضحية بالغالي والنفيس من أجل ديمومتها. لو أن كل فرد من أفراد المجتمع شعر بالمسؤولية الملقاة على عاتقه، وبالأمانة المناط به الوفاء بمستلزماتها، وأدرك المرحلة الاستثنائية التي يعيشها، ثم نهض مستشعراً (كلكم راع) لأضحى المجتمع بأسره بنيانًا مترابطًا، وصرحاً شامخًا أبيّاً، يستعصي على الحاسدين النيل من حماه، ويعز على الحاقدين التطاول في علاه. بحق إننا نعيش في مرحلة استثنائية لا يعيشها بلد في هذا العالم المترع بالنكبات والمصائب والويلات، نعيش في مملكة الإنسانية التي جعلت من أولوياتها الحفاظ على علو ذاتها، يقود مسيرتها، ويرفع هامتها ملك الإنسانية العادل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- الذي امتلأ قلبه بحب شعبه، ملك أعزه الله بالإسلام، ورفع قدره بالعدالة، وملأ برديه بالصلاح والإصلاح، ملك طمأن شعبه بسلامته رغم تألمه، سافر فرافقته القلوب، وواكبت سفره الدعوات الصادقات بأن يعيده الله إلى أبنائه سالماً معافى، قد قرن الله له بين قرة العين بالشفاء، والسعادة بالأجر والمثوبة. منذ أن سافر -حفظه الله- والناس صغيرهم وكبيرهم يبتهلون إلى الله أن يلبسه حلل العافية، يدعون مخلصين لمليكهم في الحب والولاء؛ لأنه استحوذ على قلوبهم بعدالته، وملك أفئدتهم بمصداقيته ونزاهته، وما إن عاد حتى امتلأت القلوب فرحة وسعادة مثل ما نالها من الحزن على ألم الألم، والأسى على ألم الفراق. إن الشفاء والعافية لهذا البلد الكريم بعودة قائد مسيرته، عاد فعادت الأفراح، واستبشرت الناس، عاد -أيده الله- ليكمل مسيرة التنمية والإصلاح، ويواصل الرقي بمملكة الإنسانية نحو آفاق العالمية، عاد -وفقه الله- ليكمل ما شرع فيه بعزم وحزم وإخلاص من أجل الرقي بالوطن والمواطن، وقد أضحت البلاد في عهده المبارك عجلة خير وبركة تسابق الزمن، وتنافس الأمم كي تتبوأ الصدارة، لأنها تملك العزيمة والجدارة. نحمد الله تعالى على ما منّ به على ملكنا الغالي ملك الإنسانية من الخير والصحة والعافية، ونسأل الله تعالى أن يلهمنا الإخلاص لديننا ووطننا وولاة أمرنا، والعزيمة في رفعة بلادنا ومجدها وعزها، ونسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والإيمان في ظل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، وأن يديم علو بلادنا في كل المحافل والميادين. وكيل جامعة الملك خالد