وصلتني رسالة من بين الرسائل مختلفة.. رسالة تبحث عن كهرباء ورسالة عن ماء ورسالات أخرى تبحث عن علاج ومستشفى.. وبعد مقالي «مضى زمن هند ودعد» الذي أشرت فيه إلى غياب الحب العذري في زماننا هذا. هذه الرسالة تتحدث عن الحقول فماذا يا ترى تقول: تبتسم الحقول حين تراكِ مقبلة.. تتراقص السنابل.. أعذرها تهفو إلى مرآك... أشارك الطيور فرحها.. فرحي والسرور... نفسي مبهجة تعلنها: من مثلها يشعر بالحبور؟! أحبك.... هكذا قالت المروج والجبال والخضرة والوادي والظلال أحبك.. قالتها مياه النهر والجداول وصرخة الشلال.. أحبك .. قالتها حفنة الرمال الذهبية ولهفة التلال.. أحبك قالتها خفقة الفؤاد.. وابتسامة الثغر المشتاق.. أحبك.. قالتها عبرتي ودمعتي ولهفتي وأنَّتي وكل ما بي من شوق وحنين.. .. أحبك.. قالتها غصون الأشجار، وحمرة الزهور وقطرة الندى على الورود.. أحبك.. أحرف ترددت على مسامعي من كل ألوان الطبيعة، صامتها نطق، ومتحدثها ألجمته طلّتك وطلعتك وصوتك المشتاق وهمستك أقولها أنا: أحبك .. أحبك .. بل أموت من حبك... يا الله .. ما هذه المشاعر الجيّاشة من قارئة لأختها أو أمها أو صديقتها.. هل نحن فقدنا الحب كما قلت في مقالة سابقة.. لست أدري.. هذه الرسالة غاضبة من حديثي عن حب المرأة ومن ظلمي لها.. وتَأْمل أن أغيّر رأيي في حب النساء «اللامادي» الذي كتبت عنه في المقالة السابقة.. ورغم قناعتي في عدم نشر مقالات أو أحاسيس القراء في زاوية كاملة إلاّ أنني فعلت.. فاغفروا لي هذه المرة.. لا لشيء إلاّ لأن الكلمات صادقة ومعبِّرة عن موقف لي أوضحته.. حسناً لا بأس فاختلافنا في الرأي لا يفسد للود قضية.. الحب موجود ما وجدت الكائنات وما وجد الإنسان.. غير أن وسائل التعبير عنه تختلف من زمن لآخر ومن إنسان لآخر.. وليس هناك آليّة معيّنة تشترك فيها الأزمان ويتفق فيها بنو الإنسان في التعبير عن كنه هذا الحب ووسائل التعبير عنه.. أتمنى من الشاعرة أن تستمر في هذا العطاء الجميل وأن تنشر في صحافتنا فهي جديرة بالنشر.. ورغم حداثة عطائها إلاّ أنه يبشِّر بمستقبل زاهر. [email protected] ص . ب 90155 رمز 11633 الرياض