يتردد في الوقت الحاضر عبر مختلف وسائل الإعلام تعبير او مصطلح الوادي المتصدع وذلك عند الحديث عن مرض حمى الوادي. ويجيء اطلاق تسمية الوادي المتصدع كترجمة للاسم الاجنبي لهذا المرض وعبارته هي Rift Valley Fever ومعناها الصحيح او السليم هو حمى الوادي الصدعي او حمى الوادي الانكساري,. فالاسم Rift Valley هو مصطلح جغرافي وجيولوجي يطلق على الاراضي المنخفضة او اراضي الخسف والأخاديد التي تكونت نتيجة لهبوط الارض في بعض مواقع في سطح الارض نتيجة لحدوث انكسارين متقابلين في قشرة الأرض نفسها بفعل عوامل باطنية تتسبب في حركات دفع وشد لصخور القشرة الارضية ذاتها فتهبط اجزاء وترتفع اجزاء اخرى مكونة الاخاديد والحواف الصخرية المرتفعة والتي تمتد لمسافات طويلة في بعض الاحيان، ويطلق الجغرافيون والجيولوجيون وغيرهم في أحيان كثيرة على المنخفضات الصدعية تعبير الوادي الانكساري او الوادي الصدعي على اعتبار ان منطقة الصدع أو الأحواض الصدعية باتت تتخذ شكلاً يشبه شكل الوادي في كثير من خصائصه، ومن اشهر نطاقات الصدوع في العالم منطقة الاخدود الافريقي او الاخدود الافرآسيوي الذي يرجع تكوينه الى الزمن الجيولوجي الثالث ويبلغ طوله 4800 كيلو متراً تقريباً. ويبدأ في الجنوب من بحيرة نياسا في دولة ملاوي بالقرب من خط العرض 21 جنوب خط الاستواء ويواصل امتداده في قارة افريقيا عبر هضبة البحيرات الى منطقة القرن الأفريقي ويعتبر حوض البحر الأحمر جزءاً من هذا الأخدود. ويعتبر خليج العقبة ومنخفض غور الاردن جزءاً من هذا الاخدود الذي ينتهي تقريباً بالحوض الصدعي لسهل البقاع في لبنان، ويطلق على النطاق الاخدودي السابق بكامله اسم الوادي الصدعي العظيم The Graet African Rift Valley ويذكر ان مرض حمى الوادي قد اكتشف لأول مرة في عام 1900م في غرب كينيا في جزء من نطاق الاخدود الافريقي يطلق عليه اسم الوادي الصدعي او الانكساري Rift Valley وذلك الى الشمال من العاصمة نيروبي. ومما سبق يتضح ان الاسم الصحيح للمرض هو حمى الوادي الصدعي او حمى الوادي الانكساري وليس حمى الوادي المتصدع فالوادي الصدعي تكوّن كما اوضحنا بفعل حركة التصدع أو الانكسار التي اصابت القشرة الأرضية, اما عندما يقال الوادي المتصدع فذلك يعني ان الوادي كن موجوداً في الاصل بفعل التعرية المائية مثلاً ثم تعرض فيما بعد لحركة انكسارية صدعية أدت الى تصدعه. وفي لسان العرب ج8، ص 197 يرد مايلي: وجبل صادع: ذاهب في الارض طولا، وكذلك سيل صادع، وواد صادع، ومن الواضح ان هذا الوباء في حاجة الى ان تجرى عليه المزيد من الدراسات والبحوث العلمية المتعمقة من كافة الجوانب، ومن ذلك التعرّف على العلاقة بين حياة الفيروس المسبب للمرض والظروف الطبيعية للبيئات التي تم ظهوره فيها، ويستدعي هذا دعم مراكز البحث العلمي المتخصصة في هذا المجال,وختاما نتضرع الى المولى القدير أن يدفع عن بلادنا وبلاد المسلمين شر هذا الوباء إنه سميع مجيب.