تواصل أسعار النفط ارتفاعاتها حيث من المتوقع أن تصل إلى 120 دولاراً للبرميل وهو أعلى مستوى منذ انخفاضات العام 2008م وذلك بفعل الاضطرابات التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وخاصة ليبيا مما دعا البيت الأبيض إلى أن يفصح عن مخاوفة بأن هذه الاضطرابات قد تضر بنمو الاقتصاد العالمي، وتسببت هذه الاضطرابات في ارتباك بالأسواق العالمية مما نتج عنه زيادة مطردة في أسعار النفط والذهب والفرنك السويسري وانخفاضات في أسواق الأسهم العالمية، حيث وصل سعر أوقية الذهب إلى 1415 دولاراً كما وصلت أسعار النفط في بورصة نايمكس إلى مستوى 103 دولارات، وسعر النفط لخام برنت إلى 117 دولاراً بنسبة 5.4%، أما سعر الفرنك السويسري فقد وصل إلى مستوى هو الأعلى خلال الخمس سنوات الماضية، حيث انخفض الدولار أمام الفرنك ووصل إلى مستوى 0.9267 فرنك كما انتعش الين الياباني وبعض العملات الآمنة الأخرى وكان دوتشيه بنك قد ذكر أن أسعار النفط في حالة تجاوزها لمستوى 120 دولاراً للبرميل سيكون نقطة تحول للنمو الاقتصادي العالمي وأضاف: سعر 120 دولاراً للبرميل هو المستوى الذي تبدأ عنده مساهمة النفط في الناتج الإجمالي العالمي تتحرك متجاوزة 5.5 بالمئة من الناتج وهي أجواء يتعرض النمو العالمي عندها تاريخياً لضغوط.» لكنه قال إن النفط لن يتجاوز 120 دولاراً للبرميل إلا إذا تعطلت الإمدادات.. مضيفاً إن هذا المستوى «سيكون نقطة تحول بالنسبة للنمو العالمي». أما جولدمان ساكس فقد عبر في تقريره عن المخاوف التي تسود أسواق النفط من الاضطرابات التي اجتاحت ليبيا. وقال جيفري كوري المحلل لدى جولدمان ساكس في مذكرة بحثية: لا تستطيع السوق من وجهة نظرنا تحمل المزيد من تعثر الإمدادات خاصة وأن الاضطرابات الليبية تستنفد نصف فائض الطاقة الإنتاجية لدى منظمة أوبك». وأضافت المذكرة أن المستوى المرتفع من المخزونات العالمية قد يعوض بسهولة انقطاعاً كاملاً في الصادرات الليبية لأكثر من 100 يوم كما يمكن أن يستوعب فائض الطاقة الإنتاجية ل»أوبك» بسهولة الخسائر بالكامل إذا ما دعت الحاجة. وكان وزير النفط السعودي المهندس علي النعيمي قد أكد خلال مؤتمر الطاقة يوم الثلاثاء الماضي أن المملكة و»أوبك» قد أبدت استعداداتها لسد النقص في الأسواق العالمية. من جانبه قالت مصادر سعودية أمس الخميس إن المملكة مستعدة وقادرة على توفير الخام الخفيف عالي الجودة لتعويض تعطل الإمدادات الليبية. أما بنك بي.ان.بي باريبا فقد رفع توقعاته لأسعار النفط أمس الخميس مع تنامي المخاوف من اتساع نطاق الاضطرابات العنيفة في ليبيا ووصولها إلى مناطق أخرى من الشرق الأوسط مما دفع أسعار النفط نحو مزيد من الارتفاع. وقال البنك إنه يتوقع وصول متوسط أسعار الخام الأمريكي الخفيف إلى 105 دولارات للبرميل ومتوسط برنت إلى 117 دولاراً للبرميل في الربع الثاني من 2011م. وأضاف إن أي زيادة في إنتاج «أوبك» أو سحب من المخزونات الإستراتيجية لوكالة الطاقة الدولية سيستغرق وقتاً لدخول السوق. وقالت باركليز كابيتال أمس: على منظمة «أوبك» التحرك بصورة واضحة لطمأنة السوق بشأن إمدادات النفط إذا كانت تريد ممارسة أي ضغوط نزولية على الاسعار. وقفزت الأسعار صوب 120 دولاراً للبرميل إثر موجة من الاضطرابات التي تتركز حالياً في ليبيا عضو في أوبك والتي تصدر أكثر من مليون برميل يومياً. ولتقصير أجل الرحلة قالت مصادر إنه يمكن شحن النفط السعودي عبر خط الأنابيب الشرقي الغربي في السعودية ثم إلى البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى أوروبا. من جانبه طمأن وزير النفط علي النعيمي الأسواق العالمية بأن أوبك والمملكة على وجه الخصوص على استعداد لتعويض النقص في الإمدادات إن وجد، وأوضح النعيمي: أن الوضع الحالي يختلف عن 2008 حيث إن العرض يساوي الطلب ولا يوجد نقص بالعرض والكل معترف بهذا الوضع خاصة وأن المملكة تنتج حالياً أربعة ملايين برميل نفط يومياً تحد من تذبذب الأسعار ولن يكون هناك مخاوف كما أن هناك بلدان في أوبك مستعدة للاستجابة للطلب الإضافي ولا يمكن أن نلاحظ وجود خلل بالعرض ولا نتدخل، من جانبه قال نوبو تاناكا المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية إن المنظمة ستتعامل كما يجب مع الاضطرابات، وأوضح نوي فإن هولست الأمين العام لمنتدى الطاقة أن الميثاق سيمكن من خلال الآلية من تنظيم اجتماعات استثنائية عاجلة إذا اقتضى الأمر وهذا يضمن التدخل السريع لمعالجة الاختلال بالأسواق العالمية. وعاد النعيمي ليؤكد أن جميع تدخلات «أوبك» السابقة أسهمت في معالجة الأوضاع والقضاء على الاضطرابات بالأسواق.