قالت مصادر سعودية رفيعة امس إن المملكة مستعدة وقادرة على توفير الخام الخفيف عالي الجودة للتعويض عن تعطل الامدادات الليبية. وذكر أحد المصادر أن "السعودية مستعدة وبإمكانها توفير نفط بنفس الجودة سواء الخام العربي الخفيف فائق الجودة أو عن طريق المزج" بين خامات مختلفة. وأضاف المصدر "تتعهد أوبك بقدرتها على توفير كافة أنواع النفط إذا ما دعت الحاجة... ليس هناك داع لارتفاع الأسعار." وقفزت الأسعار صوب 120 دولارا للبرميل اثر موجة من الاضطرابات التي تتركز حاليا في ليبيا عضو في أوبك والتي تصدر أكثر من مليون برميل يوميا. ولتقصير أجل الرحلة قالت مصادر إنه يمكن شحن النفط السعودي عبر خط الأنابيب الشرقي الغربي في السعودية ثم إلى البحر الأبيض المتوسط ومنه إلى أوروبا. واضافت المصادر انه يمكن أيضا إعادة توجيه بعض الخامات من غرب أفريقيا مثل الخام الانجولي إلى أوروبا بينما يمكن أن ترسل المملكة بصورة مؤقتة الخام فائق الجودة إلى آسيا كتعويض. وارتفعت أسعار النفط لأعلى مستوياتها في 29 شهرا امس مقتربة من 120 دولارا للبرميل بفعل تنامي المخاوف من اضطرابات في ليبيا وتاثيرها على دول أخرى منتجة للنفط بالشرق الأوسط مما يشكل خطرا على النمو العالمي. وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت في لندن 5.4 بالمئة متجاوزة 117 دولارا للبرميل بعدما لامست أعلى مستوى في 29 شهرا عند 119.79 دولار للبرميل. وزادت العقود الآجلة للخام الأمريكي 3.9 بالمئة لتتجاوز 101 دولار للبرميل. وتهدد القفزة في أسعار النفط بوضع حد لتعافي الاقتصادات المتقدمة وتعزيز الضغوط التضخمية في الدول الناشئة التي تشهد طفرة. وقال دويتشه بنك امس إن تجاوز أسعار النفط لمستوى 120 دولارا للبرميل سيكون نقطة تحول للنمو الاقتصادي العالمي. وقال دويتشه في مذكرته البحثية الصباحية عن سوق السندات إن النفط " يقترب بالتأكيد من مستوى يعتبره زملاؤنا خطرا على النمو العالمي." وأضاف "سعر 120 دولارا للبرميل هو المستوى الذي تبدأ عنده مساهمة النفط في الناتج الاجمالي العالمي تتحرك متجاوزة 5.5 بالمئة من الناتج وهي اجواء يتعرض النمو العالمي عندها تاريخيا لضغوط." من جهة اخرى قال جولدمان ساكس امس إن المخاوف تسود أسواق النفط من احتمال امتداد الاضطرابات التي اجتاحت ليبيا إلى دول أخرى منتجة للنفط وإن تعطل المزيد من الامدادات قد يؤدي لنقص حاد في الأسواق ويتطلب ترشيدا للاستهلاك. وقال جيفري كوري المحلل لدى جولدمان ساكس في مذكرة بحثية "لا تستطيع السوق من وجهة نظرنا تحمل المزيد من تعثر الامدادات خاصة وأن الاضطرابات الليبية تستنفد نصف فائض الطاقة الانتاجية لدى منظمة أوبك."