عند عقد المقارنة بين العالم العربي والولايات الأمريكيةالمتحدة.. من نواحي المساحة وعدد السكان والثروات والموقع الجغرافي.. نجد أن المقارنة تصب في صالح العالم العربي تماماً.. أما إذا كانت المقارنة في النواحي المعرفية والصناعية والتجارية والتقدم التقني والمستوى المعيشي والنظام السياسي فهي بلا شك في صالح أمريكا ولا مجال للمقارنة. أيضاً لو عقدنا مقارنة بين أمريكا وعلاقاتها مع المحيط المجاور لها.. والعالم العربي وعلاقته بالمحيط المجاور له.. لوجدنا أن علاقة أمريكا بالعالم أجمع علاقة مصالح.. وبسبب تلك المصالح تصادمت مع كثير من الدول مما خلق لها ثارات معاصرة وعميقة مع شعوب قريبة وبعيدة.. بينما العالم العربي يرتبط بالمحيط المجاور له بعلاقات عقائدية تجعل كامل المحيط القريب منه والبعيد عنه على امتداد آسيا وإفريقيا يرتبط معه برباط ديني عقدي ممتد لقرابة ألف وأربعمائة عام. في ظل ما يجري في العالم العربي اليوم كيف لنا أن نكون في المكان الذي نريده ونراه يليق بنا؟.. إليكم بعض الأماني: 1- ليت العرب لا يعيدون تجربة الخمسين سنة الماضية من الانغماس بالسياسة فقط.. وأن يهتموا بالتعليم والصحة وبناء مؤسسات المجتمع المدني. 2- ليت العرب يبتعدوا فيما بينهم عن أفكار التطرف التي تطالب بالقضاء على نصف المجتمع ليَسْلَم نصفه الآخر. 3- ليتنا كأفراد عرب نهتم بأبنائنا في دولتنا أولاً قبل أن نلتفت للآخرين.. وأن نتوقف عن تعليمهم الكراهية لبعضنا.. وكيف أن بعض دولنا العربية غني بالمصادفة والبعض الآخر فقير بالقَدَر.. وكيف أن بعضها خائن عميل.. وبعضها الآخر متخلف أو منحل. 4- ليت الحكومات العربية تتفق على الخطوط العريضة في التعامل.. بأن تتكامل لا أن تتطاحن.. بأن تتبادل المنافع لا أن تتبادل الإساءات.. بأن تنمي علاقاتها الثقافية والعلمية والتجارية بنسبة سنوية ثابتة ولو كانت قليلة وتلتزم بذلك التزاماً وطنياً قومياً مصيرياً. تلك كانت بعض الأماني.. ولنا أن نتفاءل!.. ففي رأيي أننا نحن العرب قد دخلنا مرحلة الإحساس بالألم.. وهذا أمر مبشر.. فهو يعني أننا تجاوزنا الغيبوبة التي عشناها منذ غزو التتار.. وإحساسنا بالألم معناه أننا قد استفقنا من غيبوبتنا.. وأننا بإذن الله سائرون على طريق الشفاء إذا طبقنا العلاج. من المهم أن نخطو إلى الأمام.. ومن المهم أن نفكر إيجابياً بذاتنا وقدراتنا وببعضنا.. فقد أزف الوقت للاستيقاظ والتعاون للنهوض والبناء.