تتوالى الأيام وتمر العصور وتختلف الحضارات ويُعتبر الفخار دليلاً وشاهداً وملموساً لتلك الحضارات؛ كون الطين - وهو مادة الفخار - قريباً من متناول الجميع، ولاسيَّما أن صناعة الفخار كانت من الصناعات التقليدية التي امتدت جذورها منذ بدايات ظهور الإنسان. وقد اختلفت صناعة الفخار من عصر لآخر، ويحكم هذا الاختلاف الكثير من المقاييس؛ حيث كانت بداية ظهور هذه الحرفة نتيجة لسد حاجة واستخدام في الحياة اليومية كأدوات وأوان للأكل والشرب؛ لذا فطريقة تصنيعه تخلو من الدقة أو النظر إلى الجانب الفني والجمالي. ولكن مع مرور الزمن، ومن جراء استقرار الرحل وتغير السلوك الاستهلاكي، فقد طرأ على صناعة الفخار الكثير من التحولات العميقة في أنماط المنتجات الفخارية كالاهتمام بالجوانب الفنية والجمالية. الجدير بالذكر أن صناعة الفخار من الصناعات التقليدية التي تُشكِّل تراثاً وتاريخاً لأبناء القرى من سكان الجزيرة العربية، التي ما زالت قائمة إلى وقتنا الحاضر، يتوارثها الأبناء عن آبائهم وأجدادهم.