بعد فشل سفارتنا في التعامل مع إخلاء مواطنينا من مصر أثناء اندلاع ثورة 25 يناير، تفشل سفارتنا في التعامل مع إخلاء مريض من ماليزيا، على الرغم من كل المناشدات والمتابعات والاتصالات، وعلى الرغم أيضاً من تبرع فاعل خير بتسديد كلفة علاجه في المستشفى الماليزي. في النهاية، مات المريض الأسبوع الماضي، وتم تسجيل علامة رسوب كاملة جديدة لآليات سفاراتنا في الخارج. الغريب، أن سفاراتنا تتمتع بسمعة ممتازة بل خارقة في مجال العلاقات العامة والاستقبال وتسيير أمور الأشخاص الذين يهم السفارات أمرهم. ولا أعرف لماذا لا يتم توظيف هذه القدرات في الشؤون الأخرى، التي تعكس الجوانب الثقافية والإعلامية والخدماتية الصحية والتعليمية ؟! وحين أقول لا أعرف، فليس معنى هذا أنني أنا الوحيد الذي لا يعرف، فالكل لا يعرف، لماذا هذا التردي في المكاتب الصحية أو التعليمية في سفاراتنا؟! لماذا هذا التجاهل للمواطن والتعالي عليه، عندما يطرق باب السفارة في مصر أو ماليزيا أو إندونيسيا أو الفلبين أو الهند أو فرنسا أو ألمانيا؟! إن هذه الظاهرة عامة، والتقصير في الخدمات موجود في سفاراتنا في الشرق والغرب، ولا بد من تدارس منشأ هذه السلبيات بشكل سريع، بهدف إيجاد حل قطعي لها، فالجميع يتذمر، والجميع يكتب والجميع يصوِّر، وليس هناك أحد من موظفي السفارات، يوصِّل الأصوات والكتابات والصور للسفراء، بل يقولون لهم: كل شيء تمام!!