يبدو أن لجنة الانضباط بالاتحاد السعودي لكرة القدم بدأت بفقدان التوازن في مواجهة الضغوط أمام تصريحات رؤساء الأندية والاعلام فقررت مواجهة الأمور بحزم شديد لتستنفر اللجنة قواها وتصدر عددا كبيرا من القرارات الانضباطية في فترة زمنية وجيزة عكس ما حدث في ثلثي الموسم الأولى : عقوبات مختلفة كانت البداية بايقاف لاعب الهلال الروماني رادوي مباراة واحدة وبعدها واجهت اللجنة هجوماً هلالياً كبيراً ومرة اخرى نذكر في هذا الجانب ان ايقاف اللاعب بناء على تلك اللقطة التليفزيونية التي اظهرته وهو يدعس بقدمه بطن لاعب نصراوي فالعقوبة مستحقة بلاشك لأن ذلك حدث خلف الحكم ولو حدث ذلك تحت نظر الحكم واتخذ عقوبة اخف من الطرد فهنا يجب ان لا تتدخل اللجنة اما حالتين اخرى وقع فيها اللاعب اثناء المباراة الاولى مع الحارثي والاخرى مع الزيلعي فهي لا تستحق ان يبت فيها من قبل اللجنة الموقرة لأن ذلك يحدث في مباريات كثيرة جدا والحكم هو المسؤول عن مثل هذه المخالفات وان لم يلحظها فلا يمكن لأحد التدخل فيها خاصة وهي لم تصل لدرجة السلوك المشين او الاعتداء بالضرب والغريب انه قبل هذه الحالة حدثت حالة مشابهة تماماً من خالد عزيز في مباراة النصر بكأس الأمير فيصل ولم تتخذ فيها اللجنة أي قرار وربما كان هناك حالات اخرى لم تلاحظ في باقي المباريات. أسبوع الاستغراب يستحق هذا الاسبوع ان يطلق عليه لقب اسبوع الاستغراب من قرارات اللجنة فاللجنة بدأت بقرار ايقاف الجيزاوي والصويلح مباراة واحدة وبحيثيات مختلفة فالجيزاوي لا يمكن لنا ان نعلق على قراره بأكثر من أنه يحتاج لتوضيح رسمي من اللجنة ومن ثم يتم تدارس الموضوع فإن صحت الأقاويل ان ذلك كان بناء على خطاب نادي القادسية فالأمر يندرج تحت بند الأخطاء الجسيمة مع احترامنا الكامل للجنة بغض النظر عن ما اذا كان خطاب القادسية تطرق للجيزاوي ام لا فكيف للجنة ان تنظر في خطابات من هذا النوع من الأساس الا في حالة ان يكون هناك سب او شتم او اهانة من اللاعب وما شابه ذلك رغم اننا لم نسمع من قبل انه تم ايقاف لاعب بناء على شكوى ناد آخر في ما يتعلق بأمور تقديرية لحكم المباراة وفي هذه النقطة بالذات نوضح ان الفقرة 6 من المادة 58 من اللائحة تسمح للجنة النظر في المطالبات والشكاوى المحالة لها من الأندية ولكن أي نوع من المطالبات والشكاوى يمكن النظر فيه ؟ الصويلح وألونجا ! كما اوقف لاعب الهلال احمد الصويلح مباراة واحدة نظير ما بدر منه امام الاهلي رغم ان ذلك حدث منه امام ناظري حكام المباراة الذين كان لهم خيار معاقبة اللاعب وما حدث من الصويلح مشابه لما حدث من محترف نجران ألونجا الذي اوقف مباراتين دون ان توضح اللجنة أي مادة تم الاستناد عليها في ايقاف اللاعب وربما رأت اللجنة ان العقوبة مناسبة نظير ما لحق باللاعب المصاب وهي حيثيات غير صحيحة فقد يصاب لاعب إصابة اقوى من كرة لا تستحق حتى احتساب خطأ ومشابه ايضاً لعشرات الحالات التي شهدها الدوري من بدايته ولم تتخذ فيها اللجنة أي قرار وأقربها للذاكرة بلاشك ما حدث من لاعب النصر حسام غالي مع توليدو الأهلي وغيرها الكثير والكثير من الحالات. المادة الخطأ والقادسية أما أغرب القرارات الصادرة عن اللجنة فكان ايقاف حارس مرمى القادسية فهد الشمري 4 مباريات وتغريمه وذلك بناء على المادة 30 من اللائحة ولنستعرض اولا نص هذه المادة : نور والفريدي ما حدث بين محمد نور والحكم الدولي عبدالله الشلوي في مباراة الاتفاق والاتحاد بالدمام أمر حدث في كثير من المباريات والمسابقات ومن يملك حق اتخاذ القرار في هذه الحالة هو الحكم وحده فبامكانه معاقبته بالبطاقة الصفراء أو الحمراء ويمكنه فعل اكثر من ذلك من خلال تقديم تقرير بذلك للاتحاد لمضاعفة العقوبة حسب ما حدث من اللاعب وتدخلت اللجنة وأوقفت نور على ضوء ما حدث منه رغم ان الحكم رأى ان اللاعب لا يستحق الطرد وتكرر نفس المشهد تقريباً بين الحكم الدولي مرعي العواجي ولاعب الهلال احمد الفريدي ولم تتخذ اللجنة أي قرار والحكم وحده من يملك حق تقرير ما حدث من اللاعب فله خيار معاقبته بالبطاقة الصفراء أو الحمراء ويمكنه كما أشرنا الذهاب لأكثر من ذلك ولكن يجب ان لا تتدخل اللجنة اذا لم يتخذ قرارا بناء على تقديره للحالة وليس لوقوعها خلفه والمقصود بخلفه هنا بعيدا عن نظره أسامة المولد اتخذت اللجنة قرارا بايقاف لاعب الاتحاد اسامة المولد اربع مباريات نظير ما بدر منه في مباراة فريقه امام النصر ومرة اخرى تطبق اللجنة المادة 30 في ما نراه غير مكانها فما حدث بلا شك خطأ من اللاعب استحق عليه الطرد ولكنه لا يستحق أكثر من ذلك وهو لا يختلف عن عشرات الحالات التي سبق وان طرد على اثرها لاعبون اذنبوا باستخدام قوة مفرطة وهي العبارة التي يرددها البعض دون فهم لمعناها للأسف فهذه العبارة تطلق على كل لاعب يستخدم قوة مفرطة في مهاجمة منافسه ويستحق الطرد مباشرة ولا ندري لو قام نفس اللاعب أو غيره في مباراة قادمة بالدخول على لاعب بشكل عنيف من الخلف هل سيعاقب بنفس الطريقة أم لا وقد أكد هذا الرأي الحكم الدولي عمر المهنا وبالمناسبة فاللجنة ارتكبت خطأ آخر عند ايقاف اسامة المولد فاللاعب يستحق الايقاف لخمس مباريات وليس اربعا اذا طبقت المادة 30 من اللائحة لأن المادة 37 تشير الى ان كل لاعب يطرده الحكم وهو ارتكب احدى المخالفات الواردة في المواد (28,29,30.31.32.33,35 ) في نفس المباراة فيتم اضافة عقوبة الطرد لاى العقوبة المقررة عليه في تلك المباراة . من أين بدأت المشكلة ؟ هناك خلط كبير بين صلاحيات حكام المباريات وبين ما يجب ان تتدخل فيه لجنة الانضباط وكنا نتوقع ان ذلك لدى الوسط الاعلامي او الجماهيري ولكن بكل أسف يبدو ان ذلك موجود حتى لدى أعضاء لجنة الانضباط فهناك حالات تقديرية من صلاحيات حكام المباريات ولا يجب ان تتدخل فيها اللجنة وهي امور طبيعية في كرة القدم حتى وان صاحبها بعض الحديث ويجب ان يبقى دور اللجنة مقتصرا على مخالفات كبيرة او ضرب متعمد او سلوك مشين يحدث خلف الحكم اما ان تتدخل اللجنة في كل صغيرة وكبيرة فهذا سيجعلها غير قادرة على القيام بعملها ونعود بالذاكرة لموسمين خلت عندما حدث اشتباك بسيط بين ياسر القحطاني واسامة المولد ويومها تدخلت اللجنة واوقفت المولد رغم ان حكم المباراة ابعد اللاعبين ولم يعاقبه حتى ببطاقة صفراء وبعد ذلك حذرنا اللجنة من مشاكل كثيرة ستحدث لو تم التدخل في صلاحيات الحكام فماذا حدث بعد ذلك ؟