فاصلة: (من يود الانتصار هو قريب جداً من النصر) - حكمة عالمية - هناك أمر مهم في علاقة المبتعث في المدينة التي سيعيش فيها فترة طويلة لإكمال دراسته ربما لا يفطن إليها البعض وهي نوعية العلاقة. أعرف كثيراً من المبتعثين يغيّرون المدينة التي يأتون إليها بداية دراستهم إلى مدينة أخرى إما لأن المبتعث قرر أن يدرس اللغة الإنجليزية في مدينة ثم بعد ذلك يستقر في المدينة التي سيدرس بها تخصصه أو لأنه لا يهتم بالتعرّف على المدينة ويصّب تركيزه على الجامعة ولا يهتم بخصائص المدينة التي سيسكنها. من وجهة نظري فإن اختيار المدينة مهم للغاية حيث توفّر وسائل المعيشة والترفيه تسهل على الإنسان التأقلم والتكيّف مع المدينة. أعرف عدداً من المبتعثات في مانشستر جئن للدراسة هنا وعدن إلى السعودية ولم يستطعن أن يألفن المدينة أو أهلها. أؤمن بأن للمكان والناس من حولنا طاقات إما أن تكون إيجابية أو سلبية فإذا لم نحب المدينة وأهلها فلن يمنحونا طاقة الحب، التي أراها من أهم الطاقات التي تدفع الإنسان للعمل والإنجاز، إذ كيف للإنسان أن يعمل في بيئة جامدة أو خالية من المشاعر الإيجابية!! المبتعثون الذين يسكنون مع أسر بريطانية كيف لهم أن يتعلموا اللغة ويكتسبوا مهاراتها إن لم يستطيعوا أن ينشروا من حولهم في المنزل طاقات حب وسلام؟ عندما يفكّر الإنسان في الأمور الإيجابية يحصل عليها والعكس صحيح لذلك من المهم أن نتلفّت من حولنا في المدينة التي سنعيش فيها وقتاً طويلاً بعيون إيجابية لنرَ الجمال ولا نرى القبح أي كان هذا إذا أردنا بالفعل أن نعتبر هذه المرحلة من حياتنا هي من أغنى المراحل ليس بالعلم وحده بل بالمعرفة والخبرة. المدن من وجهة نظري تتشابه لكن عيوننا هي التي تختلف وأفكارنا هي التي تحدد جمالها. [email protected]