يدشن كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية بجامعة الملك سعود في الفترة القريبة المقبلة أول أنشطته العلمية التي يفتتح بها برنامجه السنوي الأول بعد تأسيسه العام الماضي باتفاقية تعاون بين الجامعة ودارة الملك عبدالعزيز، حيث يستعد لطبع ونشر أولى إصداراته التاريخية وهو كتاب (تاريخ الخليج العربي والجزيرة العربية في الوثائق البرتغالية) ويسعى الكرسي بهذا الكتاب إلى لفت الانتباه إلى الوثائق الأوروبية بصفة عامة والوثائق البرتغالية بصفة خاصة بعد مرحلة طويلة من التركيز من حركة البحث العلمي الحديثة في المنطقة على الوثائق البريطانية والأمريكية لاستجلاء مزيد من المعلومات التاريخية في تلك الوثائق التي تقدّر بعشرات الآلاف منذ بداية التواجد البحري البرتغالي في الخليج العربي والبحر الأحمر عام 1500م تقريباً، وما تلاه من أطماع تجارية ودينية في الجزيرة العربية. والإصدار الجديد الذي يزمع كرسي الأمير سلمان بن عبدالعزيز للدراسات التاريخية والحضارية للجزيرة العربية طبعه ونشره ضمن أجندته العلمية لهذا العام يضم 131 وثيقة برتغالية تغطي الفترة الممتدة من 1508 إلى 1568م أي من بداية الأطماع السياسية والتجارية البرتغالية في الخليج وحتى فشلها، وهذه الوثائق مستلة من (رسائل أفونصو دو ألبوكيرك) كانت قد نشرت في أوقات متفرقة ومن مؤسسات وباحثين بلغتها الأم وسيقوم في هذا الإطار الدكتور أحمد بوشرب بتعريبها وتقديمها من خلال الكرسي للباحثين والباحثات باللغة العربية، فيما يعد ذلك أول تعريب لتلك الوثائق المهمة التي تلقي الضوء على تداخل المصالح التجارية بالأطماع السياسية البرتغالية آنذاك والملامح الاقتصادية للمنطقة وعلاقاتها التجارية في هذا الإطار بالهند وغيرها من المناطق الأخرى، كما تؤرخ تلك الوثائق لوقائع وأحداث في منطقة الخليج العربي والجزيرة العربية تشف عن دلالات تاريخية ستخدم حركة البحث العلمي حول تلك الفترة من تاريخ المنطقة والإسهام في تقديم روافد علمية للمصادر التاريخية التقليدية الأمريكية والبريطانية.