أقيم نظام ساهر لأجل سلامة قائد السيارة وسلامة الآخرين، الذين قد يتعرضون لما يحدث من القائد من تجاوزات غير نظامية، تؤدي إلى أشنع الحوادث التي تحدث في ظل تطوُّر شبكة الطرق التي تسلكها المركبات، وتنوُّع سبل وسائل سلامتها. وقد بُنيت معظم الطرق على أحدث ما توصلت إليه التقنية الحديثة من وسائل السلامة التي نجدها في البلدان المتقدمة، والتي من أفضلها نظام ساهر الذي باستطاعة عدسة تصويره السريع التقاط رقم لوحة السيارة بدقة لا يتصورها السائق الذي يتهاون في حدود السرعة التي حُدّدت لأجل السلامة؛ حيث أكدت الإحصاءات العالمية أنها وراء جميع الحوادث المرورية المروعة، التي راح بسببها آلاف الأبرياء، وفاقت ضحاياها ضحايا الحروب والكوارث؛ لأن الحروب عابرة لا تدوم كما نجدها في حوادث السرعة، التي كل يوم تفجع أُمّاً وتُيّتم طفلاً وتُرمّل امرأة. هذه الفواجع العائلية التي أحدثتها السيارات التي لا بد منها قد فاقت حوادثها الخيال؛ وبالتالي من الجائز أن نطلق عليها السلاح القاتل، إلا أن نظام ساهر الذي تبنته بلادنا جعل قائد السيارة يكرر نظرته لعداد السرعة، ويصغي إلى منبهها؛ لكي لا يتجاوز السرعة المحددة، وهذا تحدٍّ وانتصار على السرعة من ساهر ذي العين غير البشرية، الذي استطاع أن يؤدي الغرض الذي وُجِد من أجله. لذا نأمل من المسؤولين في الإدارة العامة للمرور تزويد كاميرات ساهر في الطرق السريعة ذات المنحنيات والمرتفعات والأنفاق التي تؤدي إلى وقوع حوادث مفجعة، ومن هذا نستطيع أن نوجد حلاً سريعاً ينهي مآسي السرعة التي لم تُفِدنا فيها رؤية الحوادث الدموية على الطرق، ولم نتعظ بهياكل السيارات التي أدت بمن استخدمها إلى المستشفيات، وهي ملأى منهم بالمرضى والمعاقين، ولم نعتبر بمن هم تحت الثرى، والسبب هو السرعة التي هي وراء هذه المآسي.. والذي نأمل من المسؤولين أن يواصلوا التصدي لها بتلك الكاميرات؛ حتى نجد السائق المثالي الذي يُقدّر خطر السرعة وقطع الإشارة الحمراء. فقد أحسن المسؤولون بنظام ساهر الذي يُعدّ من أفضل الأنظمة التي اتخذت لسلامة الإنسان من حوادث الطرق، إلا أن عليهم مسؤولية لا تقل عن المسؤوليات المطلوبة من قائدي السيارات، التي من أكثرها أهمية تكثيف التوعية بنظام ساهر من خلال لوحات الأرصفة الثابتة وشاشات العرض المتحركة، وإلقاء الندوات والمحاضرات والحوارات في المدارس والمعاهد والكليات، وتحديد السرعة التي تناسب الطريق الذي يكون قائد السيارة معرضاً للحوادث فيه، وزيادة لوحات التعريف بوجود كاميرات ساهر، وتخفيض رسوم النظام لكي لا نُحمّل صاحب السيارة طاقة تفوق طاقة معيشته.