من يقرأ صحافة مصر وكذلك الصحافة التونسية يشعر وكأن هذه الصحف ليست التي كانت قبل أيام لا عمل لها سوى تمجيد النظام ورموز النظام، ورغم أن هذه الصحف، ولنحصر حديثنا عن الصحافة المصرية يديرها نفس رؤساء التحرير الذين كانوا معينين من قِبل المجلس الأعلى للصحافة الذي يرأسه صفوت الشريف الذي عُزل من أمانة الحزب الوطني الديمقراطي لفساده، فإن هؤلاء الرؤساء والقائمين على إدارة الصحف التي يسمونها القومية، «وهي الصحف التي تعود ملكيتها للدولة» والصحف المستقلة والصحف الحزبية. هؤلاء الذين يديرون ويوجّهون سياسات الصحف وهم نفسهم ولم يتغيروا، إلا أنهم غيَّروا من أدائهم، وارتفع نقدهم، وأصبح البعض منهم ينافس المعتصمين في ميدان التحرير هتافاتهم ومطالبهم. بدأنا نقرأ في الأهرام مقالات تندد وتفضح ممارسات رموز الحزب الوطني الديمقراطي «الحاكم سابقاً»، مع أن نفس الكُتَّاب كانوا يمجِّدونهم قبل أسابيع. أما صحيفة الوفد فزادت من سقف انتقادات النظام الذي لا يزال يحكم في مصر، وتحوَّلت الانتقادات إلى اتهامات حيث نشرت صفحات ضمَّنتها تهماً وأعمال تكسُّب وسرقة نسبتها لرموز حتى وإن سقطت إلا أنها تُعد اتهامات إن لم تثبتها المحاكم فإنها اتهامات خطيرة وكبيرة، وهذا ما يدفع المصريين والذين يقرؤون هذه الصحف، لماذا سكتت كل هذه المدة، وبعض الوقائع تمَّت قبل سنوات مثل صحيفة اتهامات صفوت الشريف والأخرى المماثلة لجمال مبارك والتهم الممتلئة لأحمد عز التي أظهرت «لصاً كبيراً» و»مزوراً أكبر» وصاحب عقلية تآمرية تفوق في خبثها وحبكاتها جوبلنز وزير إعلام هتلر وقدرته على تزوير الانتخابات. روايات وقصص حسب نشر هذه الصحف قبل أعوام وأقربها قبل أشهر قليلة، وقائع تزوير الانتخابات فلماذا لم تتحدث عنها بنفس التفاصيل التي نتابعها الآن وتخصص لها صفحات كاملة؟ وهي وإن كانت موجودة ولا أحد يدافع عنها وسيُكتشف الكثير منها إلا أنه لماذا الصمت سابقاً؟ صحيح أن الوفد والدستور وغيرهما من صحف المعارضة كانت تنشر جزءاً من هذه الاتهامات، إلا ما ينشر وما يقال على المحطات الفضائية، يندرج مع المقولة التي نرددها في الخليج: «إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه» مع تحوير بسيط: «إذا طاح النظام كثرت فضائح الإعلام». [email protected]