قرأت ما سطره الأخ عبدالرحمن بن صالح بن مطلق الحناكي عن والده في عدد الجزيرة 13992 متحدثاً عن بعض الجوانب المضيئة في حياته والذي مضى على وفاته رحمه الله سنة كاملة تقريبا، ولأنه والد الجميع وله مكانة في قلوبنا من المستحيل أن يكون في عالم النسيان نظراً لسيرته العطرة التي ملأت الأرجاء فمثله لن ينسى مهما طال الزمن أو قصر وكيف يُنسى من نقش اسمه وسجل ضمن الرجال الكرماء الشهماء أهل البذل والعطاء والبر والإحسان، صاحب القلب الطيب واللسان الرطب من ذكر الله، والحديث عنه وعن أعماله وما قدم لدينه ولبلاده لا يمكن أن نأتي عليه بورقات أو بمقال واحد فمثله لا توفيه سطور، وأبو مطلق -رحمه الله- شخصية عرفها القريب والبعيد بما يسر ويبهج القلب ولا يمكن أن يمحى من ذاكرة التاريخ شأنه شأن كل رجل عظيم سجله قد امتلأ بالمرجان واللألئ الحسان، فنحن لم ننسَ من أبناء الرس المخلصين ممن مات منهم قبل سنوات تقدر بالعشرات كالشيخ الجليل حمد بن منصور المالك رحمه الله مثلا أحد أبناء الرس الأوفياء الذي قدم وقدم من الخير للرس وأهلها ولغيرها من البلاد الشيء الكثير ما لا يحصى من الأعمال الجليلة، فإذا لم يُنس والدنا حمد -رحمه الله- المتوفى عام 1412ه أي قبل ثلاث وعشرين سنة تقريباً وغيره من رجال الخير والصلاح والبر والتقوى ممن مضى على موتهم عشرات السنين، من باب أولى تذكر من لم يمض على موته سوى عام واحد كالشيخ الوالد صالح بن مطلق الحناكي الذي مات وترك سجلا مليئا بالحسنات والطيبات من الأعمال الخيّرة التي شهد له بها القاصي والداني، ولهؤلاء جميعا لا نملك إلا الدعاء لهم بظهر الغيب أن يجعلهم بالجنان منعمين، وأن يُنير عليهم قبورهم ويجعلهم مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، ويحسن الخلافة على ذريتهم ويجعلهم يسيرون على نهج سلفهم من الآباء والأجداد وقدوة الخلق أجمعين نبي الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وهذا حقهم علينا نحن الأحياء، وشكر الله لكل من تذكر أحبابه وذويه وكل غالٍ على قلبه من الآباء والأمهات وكل قريب وبعيد، والشكر موصول للإخوة في جريدة الجزيرة الذين أتاحوا لي فرصة التعقيب على مقال الحناكي عن والده رحمه الله وجميع موتى المسلمين. صالح بن عبدالله الزرير التميمي - الرس ص.ب 1200