تظاهر آلاف الأشخاص الخميس في صنعاء بدعوة من المعارضة للمطالبة برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يحكم البلاد منذ 32 عاماً. ونظمت المعارضة أربع تظاهرات متفرقة في العاصمة من أجل «تشتيت قوى الأمن»، بحسب أحد المنظمين. ولم تتدخل الشرطة ضد المتظاهرين. لكن المؤتمر الشعب العام، الحزب الحاكم في اليمن نظم أربعة تجمعات ضمت آلاف الأشخاص في العاصمة مقابل تظاهرات المعارضة. وانتخب صالح الذي يحكم اليمن منذ 1978 للمرة أولى في 1999 بالاقتراع العام المباشر لولاية مدتها سبعة أعوام. وقد أعيد انتخابه للمرة الثانية في 2006 لولاية تنتهي في 2013. ويناقش البرلمان اليمني مشروع تعديل دستوري يمكن أن يمهد الطريق لبقاء الرئيس الحالي في السلطة مدى الحياة. وتتهم المعارضة الرئيس صالح (68 عاماً) بأنه يريد توريث ابنه الأكبر احمد، قائد الحرس الجمهوري، السلطة. لكن رئيس الدولة نفى ذلك في خطاب بثه التلفزيون مساء الأحد. وحاول صالح تهدئة الاستياء واقترح إجراء تعديلات دستورية من بينها جعل فترات الرئاسة تقتصر على فترتين فقط من خمس أو سبع سنوات. ووعد صالح هذا الأسبوع أيضاً برفع رواتب كل الموظفين وأفراد الجيش بمقدار 47 دولاراً على الأقل شهرياً. وقال شهود إن عشرة آلاف متظاهر على الأقل تجمعوا عند جامعة صنعاء وخرج حوالي ستة آلاف آخرين في مناطق أخرى بالعاصمة اليمنية في احتجاجات نظمها ائتلاف لقوى المعارضة في البلاد. وهتف محتجون في الجامعة قائلين إنهم شركاء في هذه الأمة وإنهم لن يستسلموا للإقصاء. وقالوا إن الشعب اليمني أقوى من الشعب التونسي في إشارة إلى الانتفاضة في تونس. من جهة أخرى قال مقيمون ومسؤول إن شاباً أصيب بحروق خطيرة الأربعاء بعد أن أشعل النار في نفسه في الميدان الرئيس في بلدة الشيخ عثمان في جنوب اليمن. وقال معارف الشاب فؤاد سلطان (25 عاماً) إنه عجر عن إعالة أسرته من عائد سيارة الأجرة التي يملكها لكن لم يتبين على الفور هل كانت محاولة الانتحار مسعى لتقليد عمل مماثل وقع في تونس وأشعل فتيل انتفاضة شعبية. وشهدت بعض بلدان المنطقة في الأسابيع الأخيرة العديد من حالات أو محاولات الانتحار حرقاً منذ انتحار بائع الخضراوات التونسي الذي أفضى إلى الإطاحة بالرئيس زين العابدين بن علي.