ورد في تفسير العلامة ابن كثير رحمه الله للآية رقم 8 من سورة الإنسان في قوله تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً} (وَالْأَظْهَر أَنَّ الضَّمِيرعَائِد عَلَى الطَّعَام أَيْ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَام فِي حَال مَحَبَّتهمْ وَشَهْوَتهمْ لَهُ... وَرَوَى الْبَيْهَقِيّ مِنْ طَرِيق الْأَعْمَش عَنْ نَافِع قَالَ: مَرِضَ اِبْن عُمَر فَاشْتَهَى عِنَبًا أَوَّل مَا جَاءَ الْعِنَب فَأَرْسَلَتْ صَفِيَّة يَعْنِي اِمْرَأَته فَاشْتَرَتْ عُنْقُودًا بِدِرْهَمٍ فَاتَّبَعَ الرَّسُول سَائِل فَلَمَّا دَخَلَ بِهِ قَالَ السَّائِل: السَّائِل فَقَالَ اِبْن عُمَر: أَعْطُوهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَوْهُ إِيَّاهُ فَأَرْسَلَتْ بِدِرْهَمٍ آخَر فَاشْتَرَتْ عُنْقُودًا فَاتَّبَعَ الرَّسُول السَّائِل فَلَمَّا دَخَلَ قَالَ السَّائِل: السَّائِل فَقَالَ اِبْن عُمَر: أَعْطُوهُ إِيَّاهُ فَأَعْطَوْهُ إِيَّاهُ فَأَرْسَلَتْ صَفِيَّة إِلَى السَّائِل فَقَالَ وَاَللَّه إِنْ عُدْت لَا تُصِيب مِنْهُ خَيْرًا أَبَدًا ثُمَّ أَرْسَلَتْ بِدِرْهَمٍ آخَر فَاشْتَرَتْ بِهِ).. انتهى بذل الطعام حال الحاجة الماسة والمحبة والرغبة الجامحة مع ندرته تترجم عقباه الآيتين رجاءً وخوفا من يوم عظيم تذهل فيه النفوس.. فكيف بنا ونحن ننغمس في الملذات والمشتهيات ومع ذلك نتقاعس عن الحفاظ على هذه النعمة عند الإعداد للولائم في طلب الطعام حسب عدد الضيوف وعدم الإسراف ثم التخطيط لتصريف البقايا للمحتاجين، الآمال معقودة على البنك في حل كثير من الإشكاليات وأهمها تحقيق الوعي بأهمية هذه الخلة (إطعام الطعام) في نفوس الناس. بقيت إلماحة مهمة في هذا المجال وهي أن يلتفت الى الاستفادة من بقايا الطعام اليومي للمنازل وإن كان ذلك لا يتأتى إلا بالاهتمام بتنظيم الخارج من المنازل، كما هو معمول به في دول متقدمة حيث تفرز النفايات إلى أصناف يعاد تدويرها والاستفادة منها، لأن الحاصل الآن هو دمج بقايا الطعام بغيرها وهذا غير مقبول شرعا وعرفا. [email protected]