كشفت المباراتان اللتان خاضهما الفريق الهلالي حتى الآن في دورة دبي الدولية الودية أمام فريقي شاختار الأوكراني وزيلينا السلوفاكي صلابة ومتانة القاعدة الكروية الزرقاء، وبعثت برسالة تطمئن الهلاليين بمستقبل مشرق ينتظر فريقهم وأجبرتهم على تغيير نظرتهم وحكمهم الجائر والمتعجل على قاعدة الهلال، خصوصا أن الفريق الهلالي لعب في المباراتين خصوصا الأولى بطاقم جديد أكثر من ثلثي عناصره من صغار السن الذين يمثلون الفريق الأولمبي حالياً في مسابقة دوري الأمير فيصل بن فهد وقدموا مستوى كبيراً أمام فريقين شاركا غير مرة في دوري أبطال أوروبا. فقد أتاح المدرب الأرجنتيني كالديرون في المباراة الأولى الفرصة للحارس الواعد عبد الله السديري (يحق له المشاركة مع فريق درجة الشباب) فحمى شباك فريقه بكل اقتدار ووقف أمام هجمات الأوكرانيين بثقة وأبدع وتألق، كما أشرك المدرب 3 لاعبين صغار في خط الدفاع وهم : عبد الله الدوسري ورضوان الموسى وشافي الدوسري وجميعهم (سنة أولى أولمبي) فقدموا مستوى جيدا ولم ترهبهم خبرة لاعبي شاختار ومهاجميه المحترفين فدافعوا ببسالة وشاركوا في الهجمات بجسارة، كما دفع المدرب في خط الوسط أمام شاختار بالثنائي الواعد نواف العابد (سنة أولى أولمبي) وعبد العزيز الدوسري (أولمبي) فأديا المطلوب منهما وكانا من أبرز نجوم المباراة وواصلا ما كانا يقدمانه في مشاركاتهما السابقة مع الفريق الأول. وفي المباراة الثانية أمام زيلينا واصل المدرب اعتماده منذ البداية على صغار السن (عبد الله السديري وعبد الله الدوسري وشافي الدوسري وعبد العزيز الدوسري) بعد ان حرمت الإصابة الأولمبي الواعد نواف العابد من المشاركة فكانوا في محل الثقة وقدموا مستوى كبيرا وساهموا في الفوز الهلالي. صحيح ان الثنائي (العابد والدوسري) لهما مشاركات سابقة مع الفريق الهلالي الأول ووصلا عن طريقه للمشاركة مع الأخضر الكبير إلا أنهما ووفقا لسنهما يعتبران إلى جانب لاعب الوسط الواعد أحمد الفريدي الذي كان أحد ابرز نجوم المباراتين وسجل الهدف الثاني في شاختار من العناصر الذين يعقد عليهم الهلاليون الآمال لإكمال مسيرة من سبقوهم من نجوم. (7) لاعبين شاركوا أمام فريقين أوروبيين هم من (مخرجات) القطاعات السنية بالهلال، بل من خريجي مدرسة البراعم - يستثنى منهم أحمد الفريدي - الذي أحضره الهلاليون ناشئا صغيرا من الأنصار فتبنوا موهبته وصقلوها حتى اصبح عنصرا رئيسا في الفريق الأول بعد ان قدم الكثير والكثير لفريق الشباب سابقا مع زملائه ال6 الآخرين. وغير هؤلاء فقد كان من ضمن الفريق المشارك في دبي بعض النجوم الواعدين الذين حرمتهم الإصابة من المشاركة خصوصا لاعب (الوسط) سلمان الفرج الذي لعب في المباريات الأخيرة في الدوري في مركز الظهير الأيسر، وكذلك المهاجم الواعد مبارك البيشي. ما دفعني لكتابة هذه السطور الحملة التي يشنها البعض لأهداف مختلفة على الفرق السنية الزرقاء و(مخرجاتها) التي وصلت إلى حد التشكيك في ماهية عمل أعضاء الإدارة المشرفة على القطاعات السنية، بل إن البعض ذهب بعيدا وزاد من حدة (التشاؤم) لديه وقال إن كرة الهلال ستنتهي بمجرد اعتزال نجوم الخبرة الحاليين أمثال ياسر القحطاني وخالد عزيز ومحمد الشلهوب وأسامه هوساوي وماجد المرشدي وعيسى المحياني، متناسين ان (المدرسة) التي قدمت في سنوات خلت نجوما بحجم يوسف الثنيان وسعد مبارك والتخيفي وسامي والتيماوي وأبناء التمياط والشلهوب قادرة على تقديم دفعات جديدة وإن اختلفت الظروف.