تعد مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الأولى الابتدائية بالرياض أول مدرسة تحفيظ القرآن الكريم في نجد حيث تأسست في مسجد الجفرة بالرياض شرق حي المقيبرة عام 1347ه، وقام بالتدريس فيها الشيخ عبدالله الحقباني بإشراف الشيخ حمد بن فارس «رحمهما الله»، وفي عام 1364ه تولى التدريس فيها محمد بن سنان وقد كان الإشراف عليها للشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي عام المملكة رحمه الله تعالى بعد وفاة الشيخ ابن فارس، وفي عام 1376ه أنيط الإشراف عليها إدارياً ومالياً إلى دار الإفتاء وفي عام 1378ه، أوكل الإشراف عليها إداريا ومالياً وفنياً لوزارة المعارف فأصبحت مدرسة نظامية. أوضح ذلك مدير المدرسة الأستاذ محمد بن إبراهيم الحيدر، مبيناً أن هذه المدرسة لا تختلف في المنهج عن المدارس الابتدائية إلا بالتركيز على حفظ القرآن الكريم إذ يتخرج الطالب من المدرسة وهو يحفظ 15 جزءاً وتمارس هذه المدرسة كافة الأنشطة اللاصفية، وتقدم وزارة المعارف مكافآت شهرية للطلاب لتشجيعهم على حفظ كتاب الله، ويوجد بالمدرسة حالياً «13» فصل في الوقت الحاضر يضم «338»، طالباً، وأول مدير لهذه المدرسة هو الشيخ محمد بن أحمد بن سنان، وتولى إدارة المدرسة من عام 1378/1379ه إلى عام 1399/1400ه ولمدة 22 عاماً. وواصل الأستاذ الحيدر حديثه عن مدارس تحفيظ القرآن الكريم مشيراً إلى أنه توالى فتح المدارس عاما بعد عام حتى بلغت عام 1420 1421ه «575» مدرسة يدرس فيها «55169» طالباً، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم تتفق مع مدارس التعليم العام في منهاجها ومقرراتها وتتميز مدارس تحفيظ القرآن الكريم بكثافة المقرر من القرآن الكريم حيث يحظى بنسبة 45% من الخطة الدراسية في المرحلة الابتدائية وفي المرحلة المتوسة 29% أما المرحلة الثانوية فيحظى بنسبة 15% وتتبع مدارس تحفيظ القرآن الكريم للبنين وزارة المعارف ممثلة في الأمانة العامة للتوعية الإسلامية، التي تشرف على هذا المسار من التعليم عن طريق مشرفي الأمانة وأقسام ووحدات التوعية الإسلامية بإدارات التعليم، وتعامل مدارس تحفيظ القرآن الكريم بنفس المعاملة التي تخضع لها مدارس التعليم العام من حيث المبنى المدرسي والمعلم والإشراف التربوي والتجهيزات المدرسية ومن حق الطالب أن ينتقل من مدارس التعليم العام إلى مدارس تحفيظ القرآن الكريم ومن مدارس تحفيظ القرآن الكريم إلى مدارس التعليم العام. وقال مدير مدرسة تحفيظ القرآن الكريم الابتدائية الأولى: لقد حرصت المملكة العربية السعودية على تربية أجيالها على حفظ كتاب الله كما أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقراءته كما قرأه عليه الصحابة رضي الله عنهم وترتيله ترتيلاً، وتلاوته حق التلاوة، وتعلم أحكام تجويده، وإدراك معانيه وتفسيره والإحاطة بعلومه حتى يكتمل إعداد هذه الأجيال لتحمل أمانة الدعوة إلى الله على هدي وبصيرة والدعوة إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتحقيقاً لهذا الهدف الجليل والذي نصت عليه سياسة التعليم. وأكد الأستاذ الحيدر أن أهمية مدارس تحفيظ القرآن الكريم تنبع من الشرف الذي أضفاه الله على أهل القرآن، وإعلاء منزلتهم ورفع ذكرهم لأنهم أهل الله وخاصته وهم خير الناس ومن الدور الذي سيقومون به بعد تخرجهم من هذه المدارس في تحفيظ كتاب الله ونشره في العالمين وتولي امامة المصلين في بيوت الله، وتدريس القرآن والعلم والشرعي تنفيذا لوصية الرسول صلى الله عليه وسلم المتمثلة في قوله: «بلغوا عني ولو آية»، بل إن مدارس تحفيظ القرآن الكريم ضرورة شرعية لأنها امتداد تاريخي لسلف الأمة في عنايتهم بكتاب ربهم، وإحياء السنة النبوية في تعليم القرآن الكريم وتعلمه واستمرار تلك السلسلة السماعية القرآنية في منهج تلقي القرآن وحفظه. إن هذه المدارس من الوسائل التي تؤدي إلى تقدم الأمة في مجالات الحياة المختلفة لأن تعليم القرآن وتعلمه وحفظه هو المنطلق نحو الرقي العلمي، وهي تخرج للمسيرة التربوية والفكرية أعلاماً ينيرون لها الطريق، بعلمهم وفكرهم وإرشادهم ودارس سير العلماء العاملين في الأمة على مر التاريخ الإسلامي، يجدهم حفاظاً لكتاب الله تعالى لأن حفظ القرآن الكريم ودراسته هو الأساس في تعليمهم وتربيتهم. واستعرض مدير المدرسة الأستاذ الحيدري أهداف مدارس تحفيظ القرآن الكريم للمراحل الثلاث الابتدائية والمتوسطة والثانوية التي منها النصيحة لكتاب الله تعالى بصيانته ورعاية حفظه وتعهد علومه تحقيقاً لمقاصد السياسة التعليمية في هذا المجال وأهدافها تربية النشء تربية تهدف إلى رعاية نموه خلقياً وفكرياً واجتماعياً في ضوء العقيدة الإسلامية، وتعهد تنشئته، ومساعدته على تكوين شخصيته إضافة إلى تزويد الناشئ بما يحتاج إليه من العلوم والآداب والفنون والتدريبات العلمية، حتى يكون أفراد الجيل مواطنين صالحين مؤمنين بكتاب الله، مدركين واجباتهم وحقوقهم، معتزين بإسلامهم، وكذلك إعداد الطالب للحياة العامة، وإكسابه المهارات العلمية وإعداده للدراسات العلمية في المراحل التعليمية المختلفة.