أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان سعد الحريري أمس الخميس تمسكه بترشيح الأغلبية لتشكيل الحكومة الجديدة، مثنياً على الجهود الكبيرة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز من أجل إيجاد حل للازمة اللبنانية بغض النظر عن مناخات الترهيب، متهماً خصومه من دون أن يسميهم بالرغبة في إعلان اغتياله سياسياً. وقال الحريري في كلمة وجهها إلى اللبنانيين انه سيذهب إلى الاستشارات النيابية التي سيجريها الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاثنين المقبل ملتزماً بترشحه من نواب كتلة المستقبل. وقال لن نذهب إلى الشارع لأننا اخترنا المؤسسات، ونحن أمام منعطف مصيري جديد في تاريخ لبنان وأجدد العهد أمام اللبنانيين بأن نقطة دم واحد تسقط من أي لبناني أهم من أي سلطة. وتابع: نحن لن نذهب إلى الشارع لأننا اخترنا المؤسسات ولن نلجأ إلى سياسة الويل والثبور؛ لأننا اخترنا الاحتكام إلى الدستور ولا ضيم علينا أن نتقبل النتائج السياسية حتى لو كانت بفعل الضغوط، وأضاف: جاهدت في سبيل درء الفتنة عن لبنان، تجاوبت مع توجهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز واخترت الطريق الذي يسلكه، ووجدت في المساعي السورية والسعودية سبيلاً للخروج من النفق، إنما للأسف الشديد توقف العبور على هذا الجسر وانتقلنا إلى مراحل أخوية جديدة ارتكزت على جهود الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وتحرك قطر وتركيا بمباركة السعودية، وأتيح لكل اللبنانيين والعرب أن يكونوا على بينة من هذا التحرك في دمشق. وفيما أعلن الرئيس الحريري المواجهة السياسية مع قوى المعارضة علقت قطر وتركيا جهود الوساطة التي تستهدف التخفيف من حدة الأزمة السياسية في لبنان بسبب تحفظات على مقترحاتهما. وقالت وكالة الأنباء اللبنانية إن وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني ووزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو غادرا لبنان عائدين إلى بلديهما للتشاور. وقال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إنه لا يعتقد أن الأطراف اللبنانية قريبة من التوصل لاتفاق لحل الأزمة السياسية. وفي ظل تصاعد الأزمة بين الفصائل السياسية في البلاد شدد الجيش اللبناني مدعوماً بالدبابات من وجوده حول المباني الحكومية في بيروت أمس الخميس وانتشرت الدبابات العسكرية حول قصر الحكومة ومقر رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بوسط بيروت.