افتتح معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة مساء أمس في قصر مقام بعاصمة جمهورية تركمانستان عشق آباد فعاليات الأيام الثقافية السعودية التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام وتستمر حتى التاسع عشر من شهر صفر الجاري. وكان في استقباله لدى وصوله معالي وزير الثقافة والإذاعة والتلفزيون بجمهورية تركمانستان غولميرات ميرادوف ووكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية المكلف الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمة وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية تركمانستان تركي بن خالد بن حشر. وقد تجول معاليهما في أرجاء المعارض المشاركة منها معرض الحرمين الشريفين الذي يحوي صوراً تبرز جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين والتعريف بالمشروعات الجبارة فيهما مثل التوسعات الجديدة ومشروع الملك عبدالله لسقيا زمزم وقطار المشاعر والخيام وكسوة الكعبة ومنطقة الجمرات، وكذلك خيمة الضيافة العربية ومعرض الخط العربي ومعرض الأزياء التقليدية ومعرض الفن التشكيلي وجملة من الصور التي جسدت الأصالة العربية والنهضة العمرانية في المملكة. وعقب الجولة أقيم حفل خطابي على مسرح القصر حيث ألقى معالي وزير الثقافة والإذاعة والتلفزيون بجمهورية تركمانستان كلمة فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف رئيس جمهورية تركمانستان نقل خلالها تهانيه بمناسبة افتتاح الأيام الثقافية للمملكة العربية السعودية في تركمانستان، متمنياً للمشاركين النجاح في إبداعاتهم الفنية والثقافية. وأكد أن هناك الكثير من المشروعات المشتركة بين المملكة وتركمانستان ومنها المشروعات الخاصة بمجال الثقافة والفن الوطني, إذ تشهد على ذلك الفعاليات الثقافية والمؤتمرات العلمية والمهرجانات الدولية التي تقام في كلا البلدين بالإضافة إلى المنشآت الثقافية الحديثة، مشيرا إلى أن شعبي المملكة وتركمانستان يتميزان بالتراث الثقافي الثري والتاريخ العريق وأن كثيراً من شخصيات تركمان البارزة تركوا للجيل الحاضر مختلف العلوم والآداب والفلسفة وقاموا بتألفيها باللغة العربية التي تعد لغة العلم في الشرق. وأشار الرئيس محمدوف في كلمته إلى تميز شعبي المملكة وتركمانستان الشقيقين بوحدة الديانة وتقارب الثقافات، وأن تشابه العادات والتقاليد للبلدين يعطي مزيداً من الانسجام والتكامل. وأكد فخامته عمق العلاقات الأخوية بين المملكة وبلاده مستشهداً بالتعاون الثنائي في المجالات الاقتصادية والثقافية والإنسانية, مشيراً إلى نجاح الأيام الثقافية التركمانية في المملكة التي أقيمت في الرياضوجدة قبل عامين. ثم ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة كلمة شكر خلالها فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف على رسالته الرقيقة الطيبة وكلماته المؤثرة الجامعة. وقال: «يشرفني أن أحمل لفخامته وللشعب التركماني تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ونائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية». وأكد أن وزارة الثقافة والإعلام تعمل من منطلق الأهمية التي توليها حكومة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين على تطوير التعاون الثقافي مع الدول الشقيقة والصديقة، إيماناً منها بأن التعاون الثقافي يشكل جسراً مهماً في دعم العلاقات السياسية والاقتصادية والعلمية. وأبرز معاليه عمق العلاقات بين المملكة وتركمانستان إذ تحققت خطوات ملموسة على صعيد التعاون بين البلدين على المستويين الرسمي والشعبي منذ زيارة فخامة الرئيس قربان قولي بيردي محمدوف إلى المملكة عام 2007 وما أسهمت به تلك الزيارة من توقيع اتفاقيات عامة بين البلدين. وأفاد أن الأيام الثقافية السعودية التي تنظمها وزارة الثقافة والإعلام بالتعاون مع عدد من المؤسسات الثقافية والمبدعين بالمملكة تشكل محطة مهمة في طريق التعاون الثقافي بين البلدين، إذ تتاح الفرصة للشعب التركماني الشقيق الاطلاع على جوانب من واقع المشهد الثقافي في المملكة بمختلف أبعاده المعرفية والفنية والتراثية المتنوعة. وبين وزير الثقافة والإعلام أن الأيام الثقافية السعودية تأتي اتصالاً بالأيام الثقافية التركمانية التي استضافتها المملكة، منوهاً بالأصداء الجميلة والتفاعل الذي واكبها حيث أبرزت ما لدى الشعب التركماني من مكونات ثقافية متنوعة. وأشار إلى تزامن هذه الأيام التي بدأ التحضير لها منذ ستة أشهر تقريباً مع عقد الدورة الأولى للجنة السعودية التركمانية المشتركة في مدينة الرياض, مؤكداً أنها ستكون انطلاقة جديدة لتعزيز أوجه التعاون بين المملكة وتركمانستان. وقال: «إن المملكة العربية السعودية بلاد الحرمين الشريفين ومنبع الثقافة العربية تنظر بمحبة وتقدير لهذا البلد الشقيق والعريق في إسهاماته الحضارية بعلمائه وأدبائه وشعرائه ومثقفيه الذين أسهموا في الحضارة العربية الإسلامية وفي خدمة العالم». ثم تبادل الوزيران الهدايا التذكارية بهذه المناسبة. بعدها قدمت الفرق الشعبية والفنية المشاركة عروضها المشتملة على عدد من الألوان الفنية والفلكلورية. وأكد معالي وزير الثقافة والإعلام في تصريح صحفي عقب المناسبة أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للحوار بين أتباع الأديان والحضارات تدعم التقارب بين الشعوب، مبيناً أهمية دور الثقافة في تعزيز التواصل بين شعوب العالم. وشدد معاليه على أهمية التواصل مع شعوب العالم ليتعرفوا على ثقافة بلاد الحرمين الشريفين حملة الرسالة الكريمة، داعياً أن نكون قدوة وأهلاً لحمل هذه الرسالة وبعثها في كل مكان على الطريقة المثلى الصحيحة، ملمحاً إلى التاريخ المشترك بين المملكة وتركمانستان في معظم أنواع المعرفة وكذلك المحاضرات التي سيلقيها بعض المفكرين مثل الدكتور عباس طاشكندي والدكتور يحي بن جنيد.