بادئ ذي بدء.. أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز على ما بذله من جهود.. وما حققه من إنجازات.. ستكتب بأحرف من نور في سفر التاريخ.. علما بأني طوال كتاباتي لم يتسنَّ لي الثناء على عمل سموه ولو بكلمة واحدة.. ولكن الآن وبعد ترجله.. نعترف بإيجابياته وإنجازاته.. ونقول لسموه بيض الله وجهك.. ورايتك بيضاء.. وفقك الله أينما حللت وارتحلت. وبعيدا عن شخصنة الأمور.. فلا ولن أنسى إن نسيت.. العذاب الحقيقي الذي عشناه وعايشناه خلال مباراتنا مع الأردن.. وقبلها خلال لقائنا بالمنتخب السوري.. وما بينهما.. وما تلاهما.. من صدمة وحزن عميق جراء ما آل إليه تدهور المنتخب الوطني السعودي.. وأمام من ؟!!.. أمام دول سبقناها في كرة القدم بمراحل ومسافات تقاس بالسنين الضوئية.. وإذا بها تتغلب علينا.. من كل النواحي.. انضباط تكتيكي.. بنية جسمية.. إخلاص منقطع النظير..روح قتالية.. رغبة جامحة في الفوز. السؤال الملح هنا.. هل احترافنا هو سبب تأخر الكرة السعودية التي قدمت أجمل عروضها في نهائي مونديال أمريكا 1994 .. أوليس كلما مضينا في الاحتراف كلما انحرف مؤشر المستوى الكروي لدينا سلبيا ؟!! والدليل تراجع نتائج مونديال فرنسا 98 ثم تدهور نتائج مونديال كوريا واليابان 2002.. المؤشر يميل إلى القطب السالب بقوة وبانحدارية مخيفة من بطولة إلى أخرى..وأخيرا.. إذا بنا ننهار أمام سوريا والأردن. أيضا هناك سؤال يلح في ذهني.. وهو: هل التعصب الضارب أطنابه في أعماق الأعماق للكرة السعودية هو أحد أسباب هذا الانحدار المخيف؟!!.. ثم أوليس هدر الملايين وتجييرها في حسابات أشباه لاعبين ذوي ثقافات متواضعة.. وخلفيات ثقافية محدودة هو أحد أسباب تراجع مستوى الكرة السعودية ؟!!.. ورفع سقف عقود اللاعبين إلى أرقام فلكية لا يستحقونها ؟!!.. أو قد تكون كل تلك العوامل مجتمعة هي التي أثرت في تردي وتدهور مستوى الكرة السعودية ؟!!. أما غياب الروح عن مباريات المنتخب.. فتلك قصة أخرى.. ودققوا بما قاله الكابتن سامي الجابر عندما نوه بتنافر اللاعبين في معسكرات المنتخب من واقع تجربته. لنناقش بعض الأمور بوضوح.. فسبب هزيمتنا من سوريا والأردن أتت نتيجة نيران صديقة !!.. ليست نتيجة أهداف ملعوبة من المنتخبين السوري والأردني.. فقد تكفل شهيل وأسامة هوساوي بتسجيل لهدفي سوريا بكل أريحية وكرم.. ثم جاءت مباراة الأردن فقدم الحارس وليد عبدالله هدية في منديل للمنتخب الأردني الذي سجل هدفا (استوربيا) كان عبارة عن رفعة بباطن القدم اليمنى وإذا بوليد خارج مرماه وتدخل الكرة المرمى وسط ذهول ملايين السعوديين ودهشتهم. إذن لاعبونا هم السبب الحقيقي في الخسارتين.. ومع ذلك وجدنا أحد اللاعبين الذي سجل هدفا في مرمانا وإذا به يتحدث لوسائل الإعلام وكأنه نجم اللقاء دون أن يبدو عليه أي تأثر.. أو ذرة من خجل أو حياء في الوقت الذي اعتذر زملاؤه عن الحديث خجلا وحياءً.. مؤكدا ما كان يقال عن انعدام الولاء للمنتخب الوطني.. فقد جسده هذا اللاعب بكل ما تحمل الكلمة من معاني.. علما بأن اللاعبين في منتخبات العالم أجمع إذا أدخل المدافع الكرة في مرماه قد تكاد تكون نهايته في الملاعب.. بينما عندنا فإن مجرد الإحساس بالذنب غير موجود. وبالعودة للاحتراف الأعرج.. هل تشبُّع اللاعبين بعشرات الملايين هو أحد أسباب تدهور الكرة السعودية ؟!!.. أجزم يقينا أن ذلك هو أحد أهم أسباب تدهور الكرة السعودية.. وخروجنا المبكر والمخجل. أيضا.. التعصب المقيت الذي ظهر عشية المنافسة الآسيوية.. من منسوبي أحد الأندية.. حتى أن رئيسه يحاول جاهدا إلصاق تهمة تعاطي المنشطات بلاعبي المنتخب الوطني من غير ناديه.. فما معنى هذا إن لم يكن أحد دلائل تردي الوضع الكروي المتدهور في المملكة. لقد أخطأنا ونحن نتغنى بمقولة (أقوى دوري عربي).. وخدعنا أكثر وأكثر بأشباه اللاعبين الذين أثبتت الموقعتان أن لاعبينا نمور من ورق.. وخدعنا أكثر في تعاطفنا مع الإدارة وتبرير أخطائها.. وخدعنا بحلم الأبطال.. وإذا الأبطال الحقيقيون يأتون من دول تتأخر عنا بسنوات ضوئية. الآن جاء دور الإصلاح.. والإصلاح صعب.. يحتاج من صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لقرارات مؤلمة.. ويحتاج لوضع الأمور في نصابها.. ويحتاج ليكون اتحاد الكرة أقوى من الأندية وليس العكس.. يحتاج لمزيد من الجرأة والحزم في تطبيق أنظمة الفيفا على الجميع.. يحتاج لترشيد المصروفات في الأندية.. ويحتاج لقوة العدل المستمدة من قوة النظام.. ويحتاج لوقف المهووسين وأصحاب البذاءات والتجني والغيبة.. عند حدهم.. يحتاج ونحتاج.. فهل نسمع إذا نادينا حيا.. آمل ذلك. عقدة الاضطهاد !! فجعت والله بما يهرف به أحد اللاعبين السابقين في إحدى القنوات.. ولم أتحمل أكثر من ثلاث دقائق حتى غيرت القناة إلى غير رجعة.. بل (كنسلت) القناة كاملة من جهازي.. فاللاعب يبدو أنه يعاني من تسلط فكر اضطهادي على كل أفكاره..وكنت ولا أزال أذكره عندما كان في جدة.. فأراه عند (صندقة) النادي الأهلي في مقره بالعمودي.. يحاول الالتحاق بالأهلي.. وخطفه فريقه كما خطفوا من قبله بعض اللاعبين.. والسؤال.. هل لو قدر لذلك اللاعب الالتحاق بالأهلي.. هل سيكون على هذا الحال المزري من الشعور العميق بالاضطهادية القهرية المنفّرة ؟!! الله وحده أعلم وهو الشافي لعباده.. بقي شيء آخر وهو تركيزه على ثلاثة لجان هامشية بحجة واهية وهي وجود بعض منسوبي الهلال سابقا بها.. بينما يتجاهل أم اللجان وهي لجنة الحكام.. وكل أعضائها نصراويين.. فهل تحدث غير هذا عن لجنة الحكام بمثل تلك الحالة المزرية التي كان عليها ؟!!.. ارحم نفسك يا أخي .. فالدنيا لا زالت بخير. [email protected]