أجمل الانتقادات الإعلامية الموجهة للمسؤولين هي تلك التي تحمل روح الصراحة وتتحلى بالروح الجميلة لمعنى الانتقاد دون تزييف أو مجاملات حيث تأتي الشفافية منطلقاً رائعاً لوقف نزيف ما اعتبره الفوضى التي تقصم ظهر الكرة السعودية على صعيد المنتخب السعودي الأول.. منذ استلام بوسيرو تدريب الأخضر السعودي وهو -بمساندة اتحاد الكرة والمسؤولين عن المنتخب- يجرب وينتقل من دولة لأخرى ومن معسكر لآخر ومن مباراة لأخرى الأمر الذي جعلنا كمتابعين ندخل في رهانات حول التشكيلة الأساسية التي يمكن أن يلعب بها بوسيرو في كل مراحله السابقة إذ إنه استطاع خداع المسؤولين بإصراره على أنه يبحث عن منتخب الأحلام السعودي مع وجود كمية من أميز اللاعبين لديه والنتيجة هي انهيار حاد في أداء الكرة السعودية وصل لدرجة تفوق الآخرين ممن كانوا خلف مراتبها بكثير وقد استحقوا ذلك لأنهم يعرفون أن الأحلام لا يمكن أن تخلق واقعاً جيداً بل العمل والرؤى الواضحة والإلمام بالثوابت الفنية التي أهمها الاستقرار ثم الاستقرار ثم الاستقرار..!! لقد مللنا من تعليق المشاجب على المدربين واغتيالهم في الأوقات الضائعة هروباً من المسؤولية العملية لاتحاد الكرة والمسؤولين عن المنتخب الذين تركوا الأخضر ولاعبيه في الدمام يتدرب وحيداً ويلعب وحيداً دون حتى نظرة خاطفة للاطمئنان عليه وعلى لاعبيه كما يفعل الآخرون والنتيجة انهيار وصورة باهتة أمام المشهد الآسيوي الكبير..!! بوسيرو ظل يتلاعب بعقولنا وعواطفنا مراراً -رغم تحذيرات الإعلام- وحتى قبل البطولة بيومين كان مصمماً على أن إشراكه للاعبين احتياطيين في المباريات الإعدادية هو من أجل ضمان استعدادهم الكامل كعناصر يضمها الأخضر في قائمته الرسمية وأي مدرب يحترم نفسه لا يمكن أن يقول هذا الكلام الخاطئ فنياً وعملياً فالاستقرار وإعطاء اللاعبين الثقة باللعب الأساسي هو أهم أنواع بناء الثقة وتلقي المردود ومن المفجع أن يسانده المسؤولين عن المنتخب في هذا الكلام بل يحاولون بقوة إعلامية أن يعذروه على هذا التوجه والنتيجة طرد بوسيرو وإحضار بنادول الجوهر المعتاد..!! لقد أثبتت الأحداث الكروية أن الأخضر بحاجة لنفس إداري جديد الذي لم يتغير من سنوات طويلة وإلى خبرات فنية إدارية تفهم معنى التحضيرات ولا تنخدع بمبررات غير علمية كما هو الحال مع المطرود بوسيرو وليس عيباً أن تضح الدماء فالأخضر هو للوطن ومن الوطن ولكل الوطن والفترة الطويلة الماضية كفيلة جداً بتقييم أداء العمل الإداري والخططي الإعدادي للأخضر والمنهجية التي يقوم عليها العمل ومن هنا نضع أمامنا مشجب آخر جدير بالتعليق مثله مثل مشجب المدربين الذي مللنا من تعليقه حتى أصبحنا مضرب المثل بالعالم ..!! دعواتنا للبنادول الوطني ناصر الجوهر بالتوفيق والنجاح وهو مدرب قدير وجدير بالثقة في مثل تلك المواقف التي تحتاج لتغيير نفسي بين اللاعبين وما أجمل أن نعتبر من دروسنا وأن نعترف بأننا لسنا الوحيدين بالساحة ولن نكون بالمستقبل مادمنا نتعاطى البنادول الوطني دون النظر لأدوية أخرى أكثر - ربما - فاعلية..!!