أبلغ الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر تلفزيون سي.ان.ان أمس الاثنين أن الرئيس السوداني عمر حسن البشير عرض أن يتحمل الشمال كل ديون البلاد في حالة انفصال الجنوب بعد استفتاء. وقال كارتر في مقابلة مع القناة التلفزيونية «تحدثت مع الرئيس البشير. قال إن الدين بأسره ينبغي أن يؤول إلى شمال السودان لا الجزء الجنوبي... لذا يمكن القول بأن جنوب السودان سيبدأ بصفحة بيضاء على صعيد الديون.» كان السودان دعا من قبل إلى إعفائه من ديونه البالغة نحو 38 مليار دولار لتعزيز فرص السلام. وبحسب صندوق النقد الدولي فإن معظم الديون متأخرة السداد. من جانب آخر قال زعماء في منطقة أبيي المتنازع عليها أمس الاثنين إن 33 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات مع بدو عرب قرب الحدود بين شمال السودان وجنوبه في اليوم الثاني من الاستفتاء على استقلال الجنوب الذي يستمر أسبوعا. ويشير محللون إلى أن أبيي هي المكان الذي يرجح أن تتحول فيه التوترات بين الشمال والجنوب إلى أعمال عنف أثناء التصويت وبعده. والاستفتاء هو ذروة اتفاق السلام الذي أنهى عقودا من الحرب الأهلية. ومن المتوقع أن ينفصل الجنوب عن الشمال مما سيحرم الخرطوم من معظم احتياطيات النفط. وحصل سكان منطقة أبيي الوسطى على وعد بإجراء استفتاء بمنطقتهم على ما إذا كانت ستنضم إلى الشمال أم الجنوب لكن الزعماء لم يتمكنوا من الاتفاق على كيفية إجراء الاستفتاء ولم يجر كما كان مخططا في التاسع من يناير كانون الثاني. واتهم زعماء قبيلة الدنكا نقوق المرتبطة بالجنوبالخرطوم بتسليح ميليشيات عرب المسيرية بالمنطقة في اشتباكات وقعت أيام الجمعة والسبت والأحد وقالوا إنهم يتوقعون المزيد من الهجمات في الأيام القادمة. من جهة أخرى تواصلت أمس الاثنين في عدد من المحليات بولايات السودان المختلفة لليوم الثاني على التوالي عمليات الاقتراع للجنوبيين للإدلاء بأصواتهم في استفتاء تقرير مصير جنوب السودان . وكان المواطنون في جنوب السودان قد بدأوا الأحد الإدلاء بأصواتهم في استفتاء تاريخي حول تقرير المصير والاختيار ما بين البقاء ضمن دولة السودان الموحدة أو الانفصال عن الشمال وتكوين دولتهم المستقلة. وأكد الفريق محمد الحافظ حسن عطية مدير شرطة ولاية الخرطوم أن عملية الاقتراع بجميع المراكز البالغة 75 مركزا قد سارت بصورة طبيعية وأن الناخبين قد مارسوا حقهم الدستوري بسلام تام، مؤكداً هدوء الأحوال الأمنية بكافة محليات الولاية السبع.