ذهبت ذات يوم إلى إحدى المكتبات في عاصمتنا الحبيبة )الرياض( ولا يظن القراء الكرام أنني من مرتادي المكتبات بشكل مستمر، ولكن في الحقيقة أن زياراتي لها تأتي في فترات متباعدة، وليس هذا بعزوف من نفسي عن ارتياد المكتبات ولكن لظروفي الحياتية ومشاغلي العملية التي لم تسعفني بزيارات لهذه المنابر الثقافية المهمة. كانت حصيلة هذه الزيارة شراء ثمانية من الكتب المتنوعة جاء من بينها كتاب للدكتور غازي بن عبدالرحمن القصيبي حفظه الله ورعاه وأمد في عمره، تحت عنوان «حياة في الإدارة» ولا أخفيكم سرا بأنني أحد المعجبين بهذا النجم الساطع والشخصية السياسية والإدارية والأدبية اللامعة والتي قل أن تجد مثلها في هذا العصر، نعم من المعجبين بهذه الشخصية أشد الاعجاب. ولم أكتب هذه السطور من براعة قلمي ولباقة أسلوبي، ولكن كتبتها لما يعتلج في نفسي من بعد قراءتي لهذا الكتاب الذي بذل مؤلفه الجهد الكبير وهو عصارة لتجربة إدارية عظيمة استطاع كاتبها أن يضعها في أحسن صورة وأن يلبسها أثمن حلة، وقد وجه المؤلف هذا الكتاب لمن ذكرهم بقوله «إن هذا الكتاب موجه إلى القارئ العادي على وجه العموم وموجه على وجه التحديد، إلى فئتين من القراء. الفئة الأولى وهي أبناء الجيل الصاعد الذي آمل أن يتمكنوا من أن يتذوقوا من خلاله نكهة الثورة التنموية التي عاشتها المملكة والتي كان من قدري أن أعاصرها أما الفئة الأخرى فهي فئة الإداريين الشباب، في القطاعين العام والخاص..»ا.ه. فلماذا لا تقوم وزارة المعارف ووزارة التعليم العالي ورئاسة تعليم البنات بتأمين هذا الكتاب في جميع مكتبات مدارسنا وجامعاتنا وكلياتنا، بل ولماذا لا تقوم جميع المؤسسات العامة والخاصة بتأمين هذا الكتاب لجميع موظفيها بل وأيضا لماذا لا يؤمن رب كل أسرة هذا الكتاب في مكتبته المنزلية ليطلع عليه أبناؤه. كما أنني أريد أن يطلع عليه كل عربي في جميع البلدان، حيث إن صلاح المجتمع بعد الله سبحانه وتعالى في صلاح إدارته، فإن كانت إدارة حكيمة وسليمة أنتجت مجتمعا حكيما وسليما. وفي الختام أرجو أن يستفاد من هذا الكتاب بقدر ما بذل فيه من جهد وأن يجزي الله معالي الدكتور غازي القصيبي خير الجزاء إنه على ذلك قادر وهو الغفور الرحيم.