علن مسؤولون أمريكيون امس الأول «الاحد» أن الهجمات الأولى التي شنتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا على أهداف تابعة لمنظمة القاعدة و حركة طالبان شاركت فيها قاذفات قنابل بعيدة المدى، وطائرات انطلقت من حاملة طائرات، والعشرات من صواريخ كروز، وطائرتا شحن تحملان كميات من الغذاء والدواء. ورغم عدم وجود تأكيد رسمى، فان هناك مؤشرات ضمنية قوية على مشاركة قوات برية أيضا . و قال وزير الدفاع الامريكى دونالد رامسفيلد إن الرئيس جورج دبليو بوش «تحول إلى العمل العسكري المباشر، والواضح «من أجل» خلق الظروف المواتية للعمليات المناوئة للارهاب و عمليات الاغاثة في أفغانستان». وذكرت تقارير إعلامية في وقت سابق أن القوات الامريكية تعتزم إنشاء قاعدة داخل أفغانستان لادارة عملياتها المستقبلية. وقال رامسفيلد إن الهدف العاجل هو تدمير الدفاعات الجوية التابعة لطالبان، و ذكرت تقارير وردت في وقت سابق من أفغانستان أنه تم تدمير مقر قيادة الدفاع الجوي في مطار قندهار. وقال رامسفيلد: الأهداف تتضمن «تطوير العلاقات مع الجماعات المعارضة لطالبان و القاعدة»، وذلك في إشارة إلى الشبكة الارهابية التابعة لأسامة بن لادن، و«تحويل التوازن العسكري بمرور الوقت» لمساعدة الجماعات المعارضة لطالبان مثل التحالف الشمالى. وخلال ساعة من الهجمات الامريكية والبريطانية، قصفت قوات التحالف الشمالي القريبة من كابول بالمدفعية وبشكل مكثف قواعد طالبان، و ذلك وفقا لتقارير تليفزيونية. و صرح عبد الله عبد الله الذي يعمل كوزير لخارجية الجماعات المتمردة لشبكة «إيه. بي. سي» الاخبارية الامريكية أن الأمر سيستغرق من القوات المتمردة «أياما قليلة» عقب الهجمات للتقدم إلى العاصمة كابول، وأن معارك تدور بالفعل في جلال آباد وقندهار. وقالت مصادر أفغانية في موسكو إن الهجمات تم تنسيقها مسبقا بعناية مع التحالف الشمالي الذي تدعمه روسيا. وأعلن الجنرال ريتشارد ميرز رئيس الأركان المشتركة أنه شارك في موجة الهجمات الجوية الأولى 15 قاذفة قنابل بعيدة المدى و 25 طائرة هجومية من تشكيلات قتالية من على متن حاملة طائرات. وقال إنه تم إطلاق خمسين صاروخا من طراز كروز من سفن حربية و غواصات. وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير إن الغواصات البريطانية ساهمت في إطلاق بعض صواريخ كروز، مشيرا إلى استعداد المقاتلات البريطانية للمشاركة في الغارات المستقبلية. وشملت القاذفات طويلة المدى القاذفات الشبح من طراز بى2. إضافة إلى بى1 و بى52 التي انطلقت من قاعدة سان دييجو جارسيا في المحيط الهندى، والذخيرة المستخدمة أساسا هي القنابل الموجهة بدقة. وقال ميرز «إننا في مراحل مبكرة من العمليات القتالية الجارية» وأضاف «إذا كانت عمليات الأمس مرئية، فإن العديد من العمليات الأخرى قد لا تكون كذلك». وفي غضون ساعتين من الموجة الاولى، قامت طائرتا شحن من طراز سي17 بمد جسر جوي لنقل مواد الإغاثة والأدوية إلى المناطق النائية في أفغانستان لمساعدة الشعب الافغاني.. كما تم إلقاء نشرات في أنحاء البلاد و بثت النشرات الاذاعية رسالة مفادها أن الهجمات تستهدف طالبان و ضيوفهم «الارهابيين»، وليس الشعب الافغاني. وقد شاركت قوات أمريكية و بريطانية في غارات أمس الاول ولكن الرئيس جورج دبليو بوش أكد أن كندا وأستراليا وألمانيا و فرنسا تعهدت بالمشاركة بقوات «إذا اتسع نطاق العمليات». وقال بوش في بيان للأمة عقب بدء الحملة العسكرية بقليل «إن أكثر من أربعين دولة في الشرق الاوسط وأفريقيا وأوروبا وآسيا قد قدمت حق المرور الجوى أو الهبوط .. كما قدم عدد أكبر دعما في مجال التزويد بالمعلومات الاستخباراتية». وأكد بوش أن الارادة الجماعية للمجتمع الدولي تدعم حملة بلاده ضد الارهاب». كما ألقى الرئيس الفرنسى جاك شيراك بيانا مشابها للامة في أعقاب بدء الحملة العسكرية في أفغانستان أكد فيه أن القوات الفرنسية سوف تشارك في إطار الحملة التي تقودها واشنطن في وقت لاحق. وكان رامسفيلد قد كرر في وقت سابق التصريحات الامريكية القائلة بأن الحملة المناوئة للارهاب ليست عسكرية فقط في طبيعتها ولا تستهدف بشكل مباشر بن لادن وحده و مسانديه في طالبان. وقال «إن الأمر لا يتعلق بشخص واحد .. إنه يتعلق بشبكة إرهابية كاملة وغيرها من الشبكات في كل أنحاء العالم». وأضاف رامسفيلد في هذا السياق «في هذه الحرب ضد الارهاب لا توجد رصاصة فضية .. فلا يوجد شيء يمكن أن ينهي التهديد».. وأكد أنه أصدر الأوامر بشن هجمات الأحد العسكرية «لإكمال العمل الذي بدأ على المستوى الاقتصادي والانساني والمالي والدبلوماسي». وقال رامسفيلد «في النهاية سوف ينهارون من الداخل بسبب التجميع الكامل لكل المصادر من كل الدول التي أخذت على كاهلها تدمير تلك الشبكات». وأضاف وزير الدفاع الامريكي «إن هذا هو الذي يحقق النصر».