تسأليني يا داليا.. متى أنت عائدة؟ قلوبنا المعلَّقة بك همساتنا.. أحلامنا التي تركتها على شجرة عطائك.. من يقطف نضجها؟؟ إلا فكر أنت جعلته في حدائق الشوق ينتظرك.. وأجيب يا داليا ولا أجيب.. فماذا اقول..؟؟ ضاقت بي المدينة البحرية.. لم تستطع أن تحتويني.. بحرها الهادر ذاك الذي تنامى عشقي له استحال إلى سلاسل زرقاء عتيدة تقيد فرحي الطفولي بالموج كلما أقبل وكاد يلمس طرف ثوبي المبتل بحب البحر. حتى ما كان إلا مبللاً بهزائمي وخسارتي.. حتى الشوارع يا داليا ظننتها تقف معي في عزاء يومي وأنا أمر بها فلا أجد رايات منكسة تشاركني حزنا طويلا وأنا لا أمر بها كل صباح إلا وأنا شارقة بمدمعي.. حتى الأماكن يا داليا تجحدني فكلما غرست ورودي مرت عليها شمس حارقة ولاحت عبقها حتى استحال إلى.. لون ينكره الزهر ولا تعرفه الحدائق النابتة في بساتيني ذات صفاء.. حتى الوجوه يا داليا أحبتني وأنكرها.. وجهي فلم يستطع أن يكون للذاكرة دور أن تحفظ.. أن تبتسم كلما مر مركب أو زورق كذلك مظللة معلوماتها مشوشة. لم تسعفي أن يبقى في جدرانها أحد أو يعيش في داخلها أحد!! حتى ما أحببت ما عدت أعرف أن كنت أحبه أم لا.. وأنا.. يا داليا لست بعائدة إلا أن يكون القمر اكتمالا إلا أن يكون الخطأ صوابا إلا أن يكون هناك قلب مشرع بالتسامح بالبدء من جديد إلا أن يكون هنالك خطيئة يغسلها الفجر بأنهار الوعد الصادق ألا يكذب أو يخون إلا أن يكون من كان للقلب سيدا أن يعود مغتسلا بخطيئة مقرا بما جناه على روحي وإيامي إلا أن يكون المحال واقعا إلا أن يكون ذاك بداية موت جديد لي.. وأنا يا داليا. بملء إرادة الحب للحياة لن أعود ليس لأني لك لا أريد أن أعود أو لكل من أحببت وبادلني صدقا إلا أنني أعدت إدراكي للحياة فكيف أعود لأموت من جديد. البريد الإلكتروني: [email protected]