فقدت الاسرة التعليمية والمجتمع في مدينة بريدة فضيلة الشيخ عثمان بن عبدالله الصمعاني احد رجال التعليم الافذاذ الذين اوقفوا حياتهم على العلم تعلماً وتعليماً فكان له يرحمه الله جهداً مباركا دؤوباً في خدمة التعليم في المدينة منذ تعيينه المبكر في التدريس حتى اصبح مديراً لمرحلة المتوسط كما كان له اسهام جيد في مجال الدعوة الى الله تعالى والتذكير باحكام العبادات وتفسير بعض الآيات القرآنية والتعليق عليها من خلال مسجده والمناسبات التي يحضرها. والشيخ الصمعاني له قبول حين يتحدث حيث يملك على السامع سمعه وقلبه لما حباه الله من الهيبة والوقار وحسن السمت وصدق التوجه فهو منذ نشأته كان شغوفاً بالعلم محباً للخير يغشى مجالس العلماء تنبأ له والده عليهما رحمه الله بتحصيل العلم لما رأى عليه من علامات النبوغ المبكر ولذا كان متمكناً جيداً في تدريسه ووعظه يستحضر الآيات القرآنية والاحاديث النبوية واقوال العلماء حين يستشهد بها لا تفوته شاردة منها وكان هذا دأبه حتى في ايام مرضه وكان لوفاته يرحمه الله رنة اسى وحزن عميقين في نفوس زملائه وطلابه ومحبيه من عارفي فضله حيث اصيب في آخر حياته بمرض عضال لم يمهله طويلاً، وقد حضر الصلاة على الشيخ وتشييعه الى المقبرة خلق كثير عزّى بعضهم بعضاً بعد موارة جثمانه الثرى، رحمه الله الشيخ عثمان الصمعاني رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته والهم اهله وذويه وطلابه الصبر والسلوان وجعل في عقبه وطلبته الخلف المبارك و«إنا لله وإنا إليه راجعون».