في كل عام يمر بنا هذا اليوم، أو نمر به نجدد ذكراه فيجدد فينا العزائم لنمنح هذا الوطن كل ما يستحقه من بذل وعطاء نواكب به التغيرات من غير أن نفرط في ما هو أساس في هويتنا وتفرد ذاتيتنا وتميز شخصيتنا عرباً مسلمين أُمِّنّا على هذه الشريعة المقدسة التي سوف نسأل عن حقها علينا أوفَّينا فأدينا الواجب على النحو الذي أمرنا به قدر طاقتنا؟ أم أننا أهملنا وفرطنا؟ لا سمح الله . وما أحسبنا إلا في جانب الحق، وذلك ما نحمد الله عليه وهو ما يفرض علينا استصحابه في كل شأن وفي كل ميادين هذه الحياة لا فرق بين مادّيها ومعنويها لأن الحياة الصالحة لا تقوم إلا على هذين الركنين المادي والمعنوي بكل أبعادهما. وذكرى هذا اليوم الذي أحييه بهذه الأبيات يملي علينا ذلك: ذكراك تنشر في الكون الزغاريدا في كل عام وتهديه الأغاريدا يوم على هامة التاريخ بيرقه رفيفه معلن في الكون توحيدا يوم يجدد فينا كل سابغة من كل مفخرة تُروى لنا عيدا لو كان في الدين أعياد مقدسة من بعد يوميه جاء اليوم مشهودا لكن أعيادنا يومان، فهو لنا فخر وإن لم يكن في عرفنا عيدا اليوم يروي عن الباني بطولته أيام طوع بالبيض الصناديدا أيام أن كانت الدنيا مبعثرة سلباً ونهباً وتقتيلاً وتشريدا حتى أتاها بماض من عزيمته فلملم الشمل تأميناً وتوحيدا ذاك الذي تكتب الصحراءُ سيرته مدادها لم يزل حمداً وتمجيدا مهد العروبة يدرى من يخاتله ومن خلائقه تهدي له الصِّيدا ومن كعبد العزيز الحر ينقذها مما بها وهي تشكو الأليل السودا تجثو على صدرها أوزار سادتها فالكل في فريه قد نافس السيدا حتى أتى الليث تستن العزائم في أبراده فهي تهوى فيه صنديدا نشر الشريعة في كل البلاد هوىً يقتاده في سبيل الله مجدودا فطوع الأسد تستن الشرور بها حتى بدا فاتك الآساد رعديدا يا يوم إعلانها في الناس مملكة لأنت ذكرى فخار النصر معقودا على بيارقها خطَّت سياستها توحيد من علّم الإنسان توحيدا وذكر مُرسله حلي برايتنا نور على النور توفيقاً وتسديدا في ظلها درجت أفواجنا أَمَمَاً حُشد على الحق تجديداً وتقليدا نصوغ حاضرنا في ضوء سالفنا مستشرفين لآت بات مقصودا