تعتزم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، إقامة واحدة من أبرز ندواتها، بعنوان : (الإسلام وحوار الحضارات) برعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني والرئيس الأعلى لمجلس إدارة المكتبة، وذلك خلال الفترة من 19 حتى 22 شعبان 1422ه الموافق 4 7 نوفمبر 2001م في قاعة الأنشطة الثقافية بالمكتبة، مشاركةً منها في احتفالية العام التي حددتها هيئة الأممالمتحدة 2001م عاماً لحوار الحضارات، صرح بذلك معالي الأستاذ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري، نائب رئيس الحرس الوطني المساعد، ونائب الرئيس الأعلى لمجلس إدارة المكتبة لوكالة الأنباء السعودية، قائلاً: إن الإثراء المتبادل لأي حوار ينبغي أن يؤسس على مبادئ الاحترام المتبادل بين الحضارات والثقافات المختلفة وبما ينسجم مع عقيدة المسلم وممارسته التي فرضها الإسلام عليه داعياً الباحثين والمشاركين في الندوة إلى تناول موضوع الحوار بين الحضارات، والتعمق نحو دراسة ومعرفة الأسس التاريخية والثقافية والعلمية التي نبعت منها الحضارات المتنوعة، موضحاً أن المملكة العربية السعودية، قد جسّدت موطن الحضارات القديمة والعريقة، باعتبارها قبلة للمسلمين ومهبطا للإسلام، الذي امتد كدين ومنهج حياة وعقيدة سمحة ليس لشعوب الأرض العربية فقط وإنما للعديد من بقاع المعمورة قاطبة، وانطلاقا من العادات والتقاليد العربية الأصيلة التي استمدت سماتها من مبادئ القرآن الكريم وأسس الثقافة الإسلامية الحنيفة، مشيرا الى حرص المملكة منذ أسسها الملك عبدالعزيز آل سعود طيب الله ثراه على التوحيد، وسار على نهجه أبناؤه البررة من بعده، حتى جاء هذا العهد الزاهر، ، عهد خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني أيدهم الله على تفعيل البرامج التعليمية والثقافية الهادفة الى ترسيخ القيم الإنسانية والأخلاقية الكريمة لدى أبنائها، وكذا مبادئ احترام عادات وتقاليد الشعوب الأخرى، وفي هذا الخصوص أشار معاليه الى أن المملكة العربية السعودية تحرص دائماً على تفعيل الحوار بين الحضارات بما يسهم في شرح تعاليم الدين الحنيف، وبيان المبادئ التي يتضمنها، وقال معاليه: إن الرعاية الكريمة لسمو ولي العهد الأمين حفظه الله لفعاليات هذه الندوة التي تقيمها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض تعد نهجا طيبا من قيادتنا الحكيمة لدعم أية جهود تبذل من قبل المجتمع الدولي لسبل تعزيز الحوار بين الحضارات والتوافق في المفاهيم ما بين الحضارات وثقافات الشعوب المختلفة التي تمثل جميعا الإرث الجماعي والمشترك للإنسانية بلا استثناء من أجل تعزيز الأمن والسلام الدوليين ومفاهيم التكافل والتسامح والتفاهم والتضامن بين الشعوب، من ناحية أخرى، قال الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر وكيل الحرس الوطني للشؤون الثقافية والتعليمية، والمشرف العام على مكتبة الملك عبدالعزيز العامة: إن رعاية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني والرئيس الأعلى لمجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض لفعاليات هذه الندوة الدولية «الإسلام وحوار الحضارات» ستعطي بمشيئة الله تعالى دعما قويا لنجاحها، حيث تسعى المكتبة من خلالها الى بيان مفهوم الحوار وتوضيح المفاهيم الأساسية لتعامل الإسلام مع الحضارات الأخرى والتأكيد على أن الإسلام دين الحوار والتواصل مع الحضارات بإرسائه للقيم والمبادئ التي يجب أن يقوم عليها الحوار بين الحضارات؛ تجاوبا مع إعلان هيئة الأممالمتحدة 2001م عاما لحوار الحضارات، وأعرب ابن معمر عن أمله في أن تشكل الندوة خطوة إيجابية وحقيقية باتجاه ترسيخ نموذج الحوار بين الحضارات منهجا جديدا في طبيعة العلاقات الدولية تسهم في تحقيق التفاهم والتقارب في وجهات النظر ومد جسور التضامن والانفتاح بين الدول والشعوب، ، مشيرا الى أن تحقيق مجمل هذه الأهداف إنما يستدعي بالدرجة الأولى صياغة عدد من البرامج والآليات الاقليمية، والدولية المناسبة، والهادفة الى تحقيق التفاعل الايجابي والتضامن والتكامل بين المجتمعات من خلال تشجيع الحوار، وبث روح التسامح والتفاهم بين مختلف الثقافات والحضارات؛ خصوصا في وقت أوجدت فيه معطيات العولمة وتقنيات الاتصالات الحديثة فرصاً فريدة ومتزايدة للترابط البشري والاقتصادي ويمكن استثمارها في تعزيز هذه التوجهات؛ مشيرا الى أن إقامة المكتبة لهذه الندوة بالرعاية الكريمة لسمو سيدي ولي العهد الأمين حفظه الله تمثل نقلة نوعية في برامج المكتبة الثقافية والعلمية والحضارية، في التعاون بين الإسلام والحضارات الأخرى وبين الشرق والغرب،وجهداً متميزاً تضطلع به بتوجيهات كريمة من مقام سموه الكريم حفظه الله، وحول محاور الندوة والمشاركين في فعالياتها، قال سعادته: إن الندوة تناقش هذا الموضوع من خلال ثلاثة محاور تعنى بطبيعة التواصل الحضاري، وماهيته، صراع أم حوار؛ وعلاقة الإسلام بالحضارات الأخرى وقضايا حضارية معاصرة، مشدداً على أن المكتبة حرصت على أن تضم صفوة مختارة من الباحثين والمفكرين والأكاديميين المسلمين والأجانب، لتنطلق منها نحو أهداف هذا الحوار التي هي أهداف إسلامية قبل أن تكون إنسانية مشتركة؛ حيث يبلغ عدد المشاركين فيها (300) عالم ومفكر ومثقف من جميع أنحاء العالم فضلا عن عدد كبير من ضيوف الندوة والإداريين والفنيين، وقال سعادته: إن الندوة فرصة كبيرة بالرعاية الكريمة اذ تحتضن خلالها الرياض وعلى مدار أربعة أيام نخبة من العلماء والمفكرين والمثقفين في العالم ينتظمون في تظاهرة علمية، وثقافية، لمناقشة وبحث واحدة من أبرز قضايا العصر، ، (الإسلام وحوار الحضارات)، مشيرا إلى أن إطارها التقليدية يتعدى المتعارف عليه، متابعة وإعلاما في هذا الخصوص، حيث سيكون لصدى إقامتها مداه الواسع في أنحاء العالم بما تحتويه من بحوث رصينة وشخصيات علمية وفكرية مرموقة على مستوى العالم، ما يبرز دعم المملكة العربية السعودية بمؤسساتها الثقافية لأية جهود تبذل من قبل المجتمع الدولي لتأكيد مدى حرص المملكة على المشاركة في قضايا العصر الملحة، إدراكا من قادتها بأهمية التلازم والترابط والتكامل في الأدوار التي تقوم بها المملكة على الأصعدة كافة جنباً الى جنب مع دورها في الميدان الثقافي والعلمي والفكري لخدمة الإنسانية، واختتم ابن معمر، تصريحه بقوله: إن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، وهي تقيم هذه الندوة الدولية؛ تنطلق من قاعدة أساسها الدور الثقافي والعلمي الذي تضطلع به منذ إنشائها بالرعاية الكريمة لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني والرئيس الأعلى لمجلس إدارتها حفظه الله وحتى الآن للمساهمة في حفظ تراثنا الوطني وخدمة الباحثين والمثقفين، لتكون المكتبة رافداً من روافد البناء الثقافي في بلادنا، يذكر أن مكتبة الملك عبدالعزيز العامة نظمت قبلا عدداً من الندوات الدولية المرموقة، مثل (استخدام اللغة العربية في تقنية المعلومات 1412ه)،( اللغة العربية والتقنيات المتقدمة 1414ه)، (الأندلس: قرون من التقلبات والعطاءات 1414ه)، (مصادر المعلومات عن العالم الإسلامي 1420ه)، (مستقبل الثقافة في العالم العربي 1421ه)،