تلقيت خبر وفاة الأمير فهد بن سلمان بفزع وذهول وخيم علي وعلى من حولي سحابة من الحزن والاكتئاب، وكنت آنذاك خارج المملكة.. وليس ذلك جزعاً من قضاء الله أو فراراً من قدره أو استبعاداً لحدوث الموت في أي لحظة.. لكنها الصدمة وهول المفاجأة لرحيل شاب، غض الشباب، موفور الصحة والعافية، شاب هو زينة الشباب في عطائه وتضحياته وحسن خلقه، يغيب في لحظات سريعة، لا عين ولا أثر، وحقاً ان تلك المفاجأة لأكثر مما يتحمله قلب الإنسان الضعيف ومع ذلك فلابد ان نردد عن إيمان وقناعة القول ب«إنا لله وإنا إليه راجعون» وان نعبر ما شاء الله لنا التعبير عما اعتلج ويعتلج في نفوسنا شعراً ونثراً، لنواجه بذلك عظم المصاب، ومن هنا عبرت عما يختلج في نفسي بهذه الأبيات القليلة عن هذا المصاب الجلل. لِكُلِّ هلالٍ مَطلعٌ وأُفولُ وليس لما يَقْضي الإلهُ بَديلُ أبا الْفَهْدِ إنَّ الرُزءَ جلَّ عن الأسَىَ وجلَّ فقيدٌ في الجِنَانِ نَزيلُ تَرَفَّعتَ أن تبكي وقلبُكَ جَذْوةٌ وفي العَينِ دمعٌ يَلْتَظِي وَيَجولُ وفي الكَبِدِ الحَرَّاءِ لهيبٌ وحُرْقَةٌ تُدارِي لَظَاها بالتُّقَى وتَحولُ يباركك الرَّحمنُ إنَّك صابرٌ ومَا الصَّبْرُ إلا مُسعفٌ وجميلُ أبا الفَهْدِ إنَّ الفهْدَ أضحى وديعةً تَخَيَّرَه الرَّحمنُ فهو جليلُ يعزُّ علينا أن يغيب وإنَّما هو الحَقُّ ما عنه الغَداةَ نُكولُ وإنَّا لنبكيه فليس كمثله سَريٌّ لحمل النائباتِ حَمُولُ ونستمطرُ الرَّحمنَ شُؤببَ رحْمةٍ تَبُلُّ ثَراه ما أقامَ هُطُولُ سَقى جَدَثاً وَارَاهُ وَبْلٌ مِن الرَّضَا يَعَاودهُ غَيْثٌ أَجَدُّ هَمُولُ فَمَا ماتَ مَنْ ذِكْرَى مَحَاسِنِ فِعْلِه يُبَاهي بها التاريخُ حِين يَقُولُ وََمَا ماتَ مَنْ ذِكْرَى مَحَاسِنِ فِعْلِه رَوَاهَا على مَرِّ الزَّمانِ عُدُولُ أَرَى ذِكْرَه في النَّاسِ قَدْ شَاعَ مثلما يُشَاعُ ثَجَاجٌ أَعْقَبَتْهُ سُيولُ وَمَنْ كان سلمانُ الَََََْمَهيبُ أباً له فَعُمْرٌ له ثانٍ به سَيطولُ وَلو كان ذاك الشَّهمُ يُفْدَى لَقُدِّمتْ نُفُوسٌ وَأرْواحٌ وذاكَ قَليلُ تَعَزَّيتَ يا سلمانُ بالصَّبْرِ والتُّقى وإنَّك بالصَّبْرِ الجَّميلِ حفيلُ وَإنْ يَكُ بدرٌ في حِمَاك قد اختفى فإنَّ بُدُوراً في سَمَاكَ تَجُولُ بُدورُ عُلاً في النائباتِ بَواسلُ فَأنْسَابُهُمْ للمَكرَماتِ تَؤولُ فَهُمْ دُرَرٌ مِن مَعْدنٍ قد سَمَا بهم فَأكرِم ْبَفرْعٍ قد غَذَتْهُ أُصُولُ تَشُدُّ بهم أَزْرَ الحياةِ فإنَّهم ثِمَارٌ لِدَوْحٍ أَخَصَبَتْهُ حُقُولُ وَجَدِّدْ بهم مَجْدَ الجُدودِ وسِرْ بِهِمْ فإنَّك للمَجدِ القديمِ سليلُ وما كان مِنْ رُزءٍ جليلٍ مُرَوِّعٍ تَكادُ له صُمُّ الجِّبالِ تَميلُ ففي الصَّبْرِ سِلْوانٌ وقَلْبُكَ مؤمنٌ وبالصَّبْرِ تُشْفَى حُرْقَةٌ وغَليلُ وَهذا قَضاءٌ مُبْرمٌ وَمُقَدَّرٌ وَليسَ مِنْ الأقَدَارِ ثَم َّمُقِيلُ