يستعين توفيق ابو نار بشبكة الانترنت ليبقى على اتصال مع زوجته منى بعدما رفضت اسرائيل السماح لها بالعودة الى منزل الزوجية. وأبو نار «30 عاما» فلسطيني اما زوجته «34 عاما» فهي مصرية. وكانت منى تركت المنزل في مدينة أريحا بالضفة الغربية في سبتمبر الماضي مع ابنتها دلال «عامان حاليا» لزيارة أقاربها في القاهرة وذلك قبل يوم واحد من اندلاع الانتفاضة الفلسطينية. وترفض اسرائيل الآن إعطاءها الاوراق المطلوبة للعودة بمقتضى اجراءات امنية مشددة تقول: انها تستهدف منع وقوع هجمات فلسطينية . ويقول ابو نار وهو مقاول بناء تلقى عدة دورات في الانترنت ليبقى على اتصال مع زوجته انه يشتاق بشدة اليهما، وترسل له زوجته عبر البريد الالكتروني صورا لابنتهما. ويقول ابو نار الذي يتولى حاليا بمفرده رعاية ابنته الكبرى دانيا انه لا يستطيع منع نفسه من التوجه الى مقهى الانترنت للاطمئنان على زوجته وابنته الصغرى. وتابع انه انفجر باكيا دون توقف عندما رأى وجه دلال على الشاشة لأول مرة. ولا تفهم دانيا «عشرة اعوام» السبب في عدم السماح لوالدتها بالعودة اليها. وتساءلت عما ستخسره اسرائيل اذا سمحت لوالدتها بالعودة الى المنزل وعما ستجنيه من بقائها خارج البلاد. ويقول مسؤولون فلسطينيون: ان مئات الفلسطينيين حرموا من رفقة أهلهم في ظروف مماثلة منذ ان اغلقت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة عندما بدأت الانتفاضة. وقال شلومو درور المتحدث باسم وزارة الدفاع الاسرائيلية ان اسرائيل توقفت فعليا عن اصدار تأشيرات وتصاريح دخول ولم شمل العائلات بسبب «الوضع في المنطقة». واضاف: نحاول الحد من عدد الفلسطينيين الذين يأتون الى «الاراضي الفلسطينية» عبر اسرائيل بسبب الهجمات . وبالنسبة لمشكلة ابو نار فقد اقترح درور ان «يجتمع الزوج مع زوجته في الاردن او مصر». وقال أبو نار: ان امثال زوجته لا يمثلون اي خطر امني على اسرائيل موضحا انها مسألة انسانية صرفة. ولأغلب العائلات الفلسطينية اقارب في الخارج نتيجة تفرق شملهم في حربي1948 و1967 . ويوجد حوالي 6ر3 ملايين لاجئ فلسطيني مسجل. وتزوج ابو نار عام 1989 من منى التي استطاعت ان تعيش في اريحا بتأشيرة دخول اسرائيلية يتعين عليها ان تجددها سنويا في القاهرة. ورفضت اربعة طلبات قدمها الزوجان من اجل اصدار تصريح اسرائيلي يعطي منى اقامة دائمة. وقال ابو نار: انه يحاول ان يهدىء من روع دانيا مع امتداد فترة الانفصال، واضاف ان اعماله تضررت ايضا. وتابع انه لا يستطيع احيانا ان يخرج من المنزل لان جليسة الاطفال لاتستطيع ان تعوض دانيا عن حنان الأم ورعايتها.