تلعب التربية وأسلوب تنفيذها دوراً هاماً في ظهور كثير من السلوكيات أو التصرفات سوية كانت أم غير ذلك كما ان لها اثراً كبيراً في تنفيذ الانسان لكثير من اساليب حياته وخصوصاً تعامله مع غيره من أفراد مجتمعه بشكل عام. وبما ان هذه التربية سلاح ذو حدين وبالامكان تنفيذها واستخدامها في الخير أو الشر اعاذنا الله واياكم منه فالواجب علينا استغلال الجانب والأثر الحسن الذي تتركه في نفوس أبنائنا وطريقة تعاملهم مع غيرهم وأسلوب حياتهم عموما. ومن الآثار السيئة التي تنتج أحياناً عن سوء تنفيذ أساليب التربية السليمة وجود بعض الخلافات والعداوات والحسد والغيرة بين ابناء الأسرة الواحدة «الاخوة» وكلنا يعلم خطورة مثل تلك العداوات والخلافات في بث الفرقة بين الاخوة وخسارة بعضهم البعض. ولو سألنا أنفسنا عن اسباب ومبررات مثل هذه العداوات والخلافات لوجدنا انها ترجع إلى: 1 أسلوب التربية المتبع من قبل الوالدين وخصوصاً الأب في التفرقة في المعاملة بينهم وتفضيل أو تمييز احدهم عن الآخر، وكذلك أسلوب الشدة والصرامة معهم والذي ليس بالأسلوب المناسب في كثير من الاحيان في التعامل مع الأبناء. 2 كما ان وجود الخلافات أيضاً بين الوالدين له دور في انعكاس ذلك أحياناً وانتقال اثره الى الابناء.3 الأمر الهام والجدير بالذكر هنا عدم التأليف بين الأبناء وجمعهم على قلب واحد، وتعويدهم على حب واحترام وتقدير بعضهم البعض، وأيضاً ايثار كل واحد منهم أخيه على نفسه.4 كذلك عدم تعويد الأبناء أحياناً على صلة الرحم ومحبة أقاربهم واسداء المعروف والخير لهم ولكافة ابناء مجتمعهم واخوانهم المسلمين وغرس ذلك فيهم منذ الصغر.5 كما ان هناك سببا هاما يجب الا يغيب عن اذهاننا وهو وجود خلافات أحياناً بين الأب «الوالد» واخوانه، ومعاصرة الابناء لمثل تلك الخلافات له دور في غرس العداوة والكراهية في نفوس الأبناء وانعكاس اثر تلك الخلافات على أسلوب تعاملهم مع بعضهم أو حتى غيرهم. 6 أحياناً يكون من مسببات مثل هذه الخلافات الزوجات «واقصد هنا زوجات هؤلاء الاخوة» وما يتناقلنه من أسرار أزواجهن وبيوتهن وأسرهن وما تحرض به احداهن الأخرى على زوجها دون وعي منها أو ادراك لخطورة مثل ذلك في نشوب الخلاف والنزاع بين الاخوة كأن تتفاخر احداهن بحياتها أو مستوى معيشتها مع زوجها والايحاء للأخرى بأسلوب أو بآخر بعدم توفر مثل ذلك المستوى لديها، أو تحرض أخرى زوجها وخصوصاً عندما يكون أكبر اخوته بأنه ليس هناك شيء يربطه بهم أو بعدم مسؤوليته عليهم أو بانتهاج أسلوب الشدة والحزم معهم أو سلب حقوقهم أحياناً أو المطالبة بحقوقه من الميراث في حالة وفاة رب الأسرة لا سمح الله أو غير ذلك ومعلوم ما للزوجة من تأثير أحياناً في اعانة زوجها على البر والتواصل أو التقاطع مع اخوته ومع سائر البشر، وذلك أمر يرجع بالطبع لمدى صلاح الزوجة وخيريتها يقول صلى الله عليه وسلم «الدنيا متاع وخير متاعها الزوجة الصالحة» ويقول أيضاً «خير النساء من اذا نظرت اليها أسرتك واذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك». عمر بن سليمان الشلاش المرشد الطلابي بمجمع الأمير سلطان للمتفوقين ببريدة