من الأمراض النفسية التي شاعت في هذا الزمان الاكتئاب، فلو بحثنا قليلا في الاكتئاب لوجدنا أنه منتشر بشكل كبير وخاصة هذه الأيام التي أصبحت فيها الحياة المعيشية أصعب من أي شيء آخر . فما هو الاكتئاب؟. هو حالة من الحزن الشديد الذي يصيب الإنسان وعدم الثقة بالنفس واليأس الشديد تجاه أي شيء يواجهه. ومن أعراضه الانطوائية حول النفس والحزن المستمر وعدم الرغبة في مواجهة الآخرين والتحدث اليهم وعدم الاجتهاد في عمل أو شيء بل اليأس الشديد السريع. ومن أسبابه التعرض لموقف ما أدى الى تحطيم داخلي في الإرادة والطموح، أو فقدان شيء غال لدى الفرد مما أدى الى صدمة له أثرت بشكل كبير على نفسيته، وهناك عدة أنواع منها الاكتئاب الشديد والاكتئاب الأعلى من المتوسط، والاكتئاب دون المتوسط، والاكتئاب البسيط. لو نظرنا الى حالة الشباب في هذه الأيام في مجتمعنا لوجدنا غالبية الشباب يعانون من الفراغ الكبير في حياتهم، وعدم حمل المسؤولية وهذا الفراغ في حياة الشباب له عدة أسباب منها عدم توفر ما يشغلهم كالعمل في إحدى الوظائف او الرفاهية التي تؤدي بهم الى عدم تحميلهم المسؤولية من قبل الأهل. فإن نجا هذا الشاب من رفقاء السوء فلن ينجو من نفسه وهي الأشد خطورة، فعندما يحاول هذا الشاب القيام بأمر ما، أوعندما تضطره ظروف الحياة الى القيام بعمل ما فإنه سوف يفشل بسبب الاتكالية التي تعود عليها، وهذا الفشل سوف يكون المدخل البسيط والصغير للوباء الكبير والمريب الاكتئاب. فماذا عسانا أن نفعل لإنقاذ شباب المستقبل؟ يجب أن تحل المشكلة بشكل صحيح، وذلك بأن يوفر للشباب الأمور التي تبعد هذا الوباء عنهم كأن تعطى لهم مسؤولويات يقومون بها ويعتمدون فيها على أنفسهم، ولا ندع لليأس طريقاً اليهم، بل يجب أن يحاولوا مرة أخرى وتقدم لهم المعززات الإيجابية التي تشجعهم على ذلك من قبل أولياء الأمور والمسؤولين. وهذا هو أفضل حل لهذه المشكلة التي تبدو بسيطة في بدايتها ولكنها مريرة في النهاية. فايز عبد الله الأسمري