هنا وعلى صفحات «عزيزتي الجزيرة» هطل الحبر الأسود وغرقت عيناي في ظل الخيالات.. أي خيالات. لم لا أتنصل من هذه الخيالات وأفيق على زمن الحقائق، نعم أفيق على حقيقة هذا الزمن المتمرد.. نحن في زمان تباع فيه البسمة.. زمان صبغت فيه القلوب.. وطليت فيه العيون بلون الأفعى.. هو زمان حط رحاله.. على عاتق مقلة واهنة.. حطم فيها جمال اللحظة.. ورونق النظرة.. زمان فيه أحلام من يتوسد الريش ويستنشق العنبر أجمل من أحلام من يتوسد العبرة في يوم أغبر.. لست أدري إن كنت صائبا في حكمي هذا أم يوضع تحت المجهر!! عموما أشفق على ذاتي وأعزيها بحالي وحال من حولي كحالي.. من يعيش هذا الزمن ويطرق أيامه ودهاليزه.. لا أدري هل استيقظت على دوي انفجار حقيقة كهذه !! أم أنه حلم !! وها أنذا أمني نفسي بصفوة الأيام وحلوها.. كأني أحلم بعصر جميل بعيد.. ولى بعيدا، أبصره مع غروب الشمس.. أنا في زمان أشحذ فيه بقايا أشلاء خيالي.. وللذكرى نكهة خاصة تدعوني لأتوغل فيها.. ذكريات الألم وبصيص الأمل.. والى ساعتي وأنا أردد وأقول: يا رحى الألم توقفي عن الدوران.. لا تطحني أملي المنشود.. وعبرات الصمود..!! أتمنى لو يدرك قلبي قلمي ويستوقفه عن الكتابة..!! لماذا؟ لأنه بدا لي أمر يحزنني أمر يقبع تحت مظلة المجتمع.. ولأن وجود الإنسان في معطيات زمان كهذا ليس إلا مجرد «لائحة أحزان» يلتفها شبح النسيان!! من قسوة ما نرقبه بحذر في تعاملات البشر.. هذا من نبضي.. ويحكي ألمي.. وحالي وشريحة ممن يتفقون في عزف مفردات الألم على هذه الصفحات.. وما كان بودي عزفها إلا عنوة عن قلمي بأمر من عيناي، وما رصدته من مشاهدات تحكي أحوال المواطنين مع المسؤولين والقائمين على أعمال البشر وهي تنتظر «النشر» ولعلنا ننفض الهموم ببث الشكوى للغير ولأريح عقلي وقلمي وقلبي.. أعزائي لأكن جريئا بعض الشيء وأدلي بخاطرة جريئة تجرأ قلمي على سطرها عبر «عزيزتي» هي حقيقة ينبغي أن يعلمها كل الناس.. وعقلي يرصد وعيناي تكشفان عبر متاهات هذا المجتمع.. بعض التجاوزات التي ينبغي أن نتوقف حولها.. هذه الحقيقة تدور حول المسؤول عن شؤون الغير كل في مجاله.. وأقول لكم بحق: إن المسؤول لا يملك وقته هو لعمله وللناس.. ولأرباب المصالح.. فإذا كنت صديقا لأحدهم والتقى بالمسؤولية فتذكر أنه أصبح لغيرك.. فلا تطالبه بما كان يعطيك من اهتمامه ووقته، ثم لا تعتب عليه إن وجدته غير قادر على الوفاء بالتزامه لك!! هذا من جانب.. ومن جانب أصحاب الحاجات بماذا نطالبهم!؟؟ لا شيء سوى الرفق والأناة وتقدير وضع هذا المسؤول وظروفه والصبر عن إحراجه.. أو مطالبته بما لا يقدر عليه.. فهو مسؤول يضع على كواهله مسؤولية شديدة الوطأة!! ولا أدري لماذا نحاول دائما أن نتجاهل واقعه لنطالبه بما لا يمكنه أو لا يستطيعه!!؟؟ وكما قيل: «إذا أردت أن تطاع فسل ما يستطاع!!» أوجز يا صاحب الحاجة ولا تتعجل ولا تطلب مستحيلا.. وإياك والغضب عندما لا يتهيأ مطلبك!! وضع الحكمة السابقة نصب عينيك.. وتأكد أن كل مسؤول في هذا الجهاز يسعى لخدمتك وإراحتك وإسعادك.. وأنت أيها المسؤول: لا تغضب واصبر على الالحاح والتكرار من ذوي الحاجات والمصالح.. ولا تتأفف.. واعلم أن صاحب الحاجة أعمى لا يريد إلا قضاءها.. ألم يدر في خلدك أنه يتصور ويتخيل أنك لست مسؤولا إلا عنه.. أو مطالبا إلا بحاجته فهو الحريص أو المندفع والمبالغ فلا تجمع عليه مع حرصه غلطة أو تأنيباً فلربما اندفع الى خطأ لم يقصده.. فحاول توطين نفسك على الأخطاء العابرة منه فقد يكون محاطا بظروف شاقة وقاسية خارجة عن حدود عمله، وما عليك إلا أن تساهم بتحملك على تخفيف وطأتها وتقليص واقعها.. وليبق الصبر في حياتك عادة تطمئن لها والنصر لك في نهاية المرحلة ولو على نفسك..!!هذا والله من وراء القصد سليمان بن ناصر عبدالله العقيلي