وهذه المدن.. والحي وقواميس البلبال، فوق جبين الأرصفة تستقبلني كالموائد المترعة .. تقذف بالمديح عطشي وصهدي المباغت تستهين بملحي العتيق، وأنا...!! أجترُّ ملامحي الهاربة من وأدي ألوذ إلى حضن كان قبل الآن آفة جميلة تمتهن على... الطويلة لعبة الانكسار وتجلس (سلا) كماها المدن تحتكر الفرح المفقود تنتحل الجرح الولود في أحضان الليل الموبوء وعلى أنقاض الاحتضار. ها أنذا أجتر خيبة أمتحن بين أنيابها صلابة القدر. أؤسس مساحة جديدة لحلم أخذ شكل العنوسة وحجم الغرق الكبير وملامح الانصهار. أتطلع إلى هرب وليد داخل وجبة التكوين فوق مدن باهتة(السوالف) إلاّ من حكي ممزق كالنفْس وطقوس لا تسمن ولا تدع للمقاصل فرصة أن تزاملني الرحيل حيث لا توجد ثوابت سوى أنَّ الغربة هي وحدها أنَا إن بي داخل أسوارك أو خارجها.. يا بلد. محمد الشهدي - سلا