بدت إسرائيل غير عابئة بالانتقادات الدولية على سلسلة المذابح الأخيرة بل إنها تشجعت بتصريحات أمريكية مؤيدة لها، خصوصا ما قاله نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني الذي ادعى ان هناك مبررات لحملة الاغتيالات التي تقوم بها اسرائيل. وفي الوقت الذي شيع فيه الفلسطينيون شهيدا كرر رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون تهديداته بضرب الكوادر والأهداف الفلسطينية فيما يبدو انه رفض للانتقادات الامريكية التي وجهت له على تصفية نشطاء حماس في نابلس وقال شارون حسبما ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية «أنا كذلك غير متحمس للأسلوب الذي اخترته ولكنه الأسلوب الأفضل اليوم للرد على المسألة الأمنية». وذكرت «يديعوت أحرونوت» الصادرة أمس ان شارون أوضح في اتصال هاتفي أجراه وزير الخارجية الأمريكية كولين باول ان اسرائيل تحتفظ بحقها في الدفاع عن النفس وقال شارون لباول «يبدو لي اننا نتقدم بالصورة الصحيحة». غير ان الانتقادات الأمريكية لإسرائيل لم تصمد كثيرا اذ رأى نائب الرئيس الأمريكي ان هناك بعض المبررات لسياسة التصفية الاسرائيلية ازاء ما أسماهم ب«الارهابيين الفلسطينيين» وأشار تشيني لشبكة فوكس نيوز معلقا على القارة التي قامت بها مروحيات اسرائيلية الثلاثاء الماضي «إذا كانت هناك منظمة دبرت أو تدبر هجمات انتحارية على سبيل المثال، واذا كنت تعرف المعنيين وأين تجدهم أعتقد ان هناك بعض المبررات ليحمي الانسان نفسه باستباقهم». وازاء التهديدات الاسرائيلية جدد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات دعوته بضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الاعزل الذي قال: انه يتعرض لعدوان اسرائيلي متصاعد. وأوضح في تصريحات للصحافيين اثر عودته الى غزة أول امس قادما من روما بعد ان اختتم جولة عربية وأوروبية ان هناك قرارا مسبقا بالتصعيد العسكري من جانب حكومة أرييل شارون بدءا من اغتيال الكوادر الفلسطينية ومرورا باقتحام المناطق الفلسطينية. وشدد عرفات على ان الشعب الفلسطيني لا ترهبه ممارسات شارون العسكرية العدوانية.الى ذلك حولت سلطات الاحتلال الاسرائيلي منطقة الحرم القدسي الشريف أمس الجمعة الى ثكنة عسكرية مسلحة بنشر اعداد كبيرة من الجنود وحرس الحدود المدججين بالسلاح. وقد دفعت سلطات الاحتلال بتعزيزات مكثفة من القوات المسلحة والامن الى المدينة المقدسة وعلى مداخلها، وكثفت من حصارها للمدينة وسيرت مروحيات ودوريات وأقامت الحواجز العسكرية الثابتة والمتنقلة للحيلولة دون وصول المصلين لأداء صلاة الجمعة في الحرم القدسي الشريف.وقد أغلقت منافذ الطرق المؤدية للقدس لمنع المسلمين من مختلف مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة ومن أبناء فلسطين عام 48 من أداء الصلاة في المسجد الأقصى رغم انهم يحملون هويات اسرائيلية كما انها قررت منع أبناء القدس ممن تقل أعمارهم عن أربعين عاما من الوصول الى المسجد الأقصى للصلاة فيه أمس الجمعة. هذا وقد شارك نحو أربعة آلاف فلسطيني أمس الجمعة في تشييع جنازة فراس عبد الحق )23 عاما( الذي قتل يوم الخميس الماضي برصاص الجيش الاسرائيلي بعد شهرين تقريبا على مقتل شقيقه همام )19 عاما(. ونقل جثمان عبد الحق من مستشفى رفيديا الى ساحة الشهداء وسط المدينة حيث صلي عليه وسط دعوات الانتقام من الحشد الذي تجمع رافعا صوره واعلاما فلسطينية الى جانب اعلام فصائل وحركات أخرى. وكان همام شقيق فراس قتل برصاص الجيش الاسرائيلي في مواجهات غداة مقتل فلسطيني في غارة شنتها مقاتلات اسرائيلية على نابلس في مايو الماضي في حين ان فراس قتل الخميس غداة تشييع ثمانية فلسطينيين سقطوا الاربعاء في غارة شنتها مروحيات عسكرية اسرائيلية على مكتب لحركة حماس في المدينة ذاتها. كما وأغلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي في وقت مبكر أمس جميع مداخل مدينة اريحا في وجه المواطنين الفلسطينيين وفرضت عليها حصارا مشددا. وقالت الاذاعة الاسرائيلية: ان قوات الاحتلال منعت المسافرين من المغادرة الى الاردن عبر معبر الكرامة. ونقلت الاذاعة عن مصدر أمني اسرائيلي مسؤول قوله: ان الانذارات حول نية عناصر فلسطينية تنفيذ هجمات ضد اهداف اسرائيلية لا تزال قائمة رغم تعزيز عنصر الردع الاسرائيلي في أعقاب عمليات اغتيال عدد من قياديي حركة حماس قبل أيام. وأعرب المصدر عن خشيته ازاء تفاقم الاوضاع في المنطقة وانجرارها الى نزاع شامل معربا عن اعتقاده بأن دول المنطقة غير معنية بالنزاع. هذا وافادت مصادر في بلدية القدس الاسرائيلية ان البلدية سلمت سبع عائلات فلسطينية في القدسالشرقية اخطارا بصدور أمر بهدم منازلهم التي شيدت من دون رخصة!!وبحسب الاخطارات التي صادقت عليها المحاكم فإن هذه المنازل الواقعة بالقرب من بلدتي شعفاط وعناتا قد يصار الى هدمها الاحد. واكد رئيس بلدية القدس ايهود اولمرت من حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء ارييل شارون في حديث للاذاعة عزمه على مواصلة هدم المنازل المشيدة بشكل غير شرعي رغم احتمال حدوث ردات فعل عنيفة من جانب الفلسطينيين وادانة المجتمع الدولي لهذه الاعمال. وقال: ان السلطة الفلسطينية تمول بناء منازل ردا على الاستيطان اليهودي وخصوصا في القدسالشرقية. ومن جانب آخر افاد شهود ومصادر أمنية انه عثر أمس الجمعة على جثة فلسطيني يشتبه في تعاونه مع اسرائيل مقتولا في مدينة بيت لحم بجنوب الضفة الغربية.وأوضحت المصادر انه عثر على رجل في الاربعينيات من عمره مقتولا بعدة رصاصات وقد القيت جثته في منطقة العبيات في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة الخاضعة للسيادة الفلسطينية.وقال سكان من المنطقة: ان القتيل الذي لم تكشف هويته معروف بتعامله مع الاحتلال الاسرائيلي. وكان فلسطينيان آخران قتلا في بيت لحم ورام الله يوم الاربعاء للاشتباه بتعاونهما مع اسرائيل.