عندما نفتقد واحداً من أبناء الوطن البررة فإن الألم يكون بحجم الفقيد، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز الذي غيبه الموت عن أهله، ووطنه، ومحبيه، أمر يفوق كل الألم والحسرة، ولكننا كأمة مؤمنة ندرك تماماً أن ناصية كل شيء في هذه الدنيا هي بيد الله، وأن حكمه ماض، وعدله في قضائه، ولا اعتراض على قضائه. لقد عُرف عن الفقيد يرحمه / إن شاء الله/ من بيده تصريف السموات والأرض وما فيها أنه سباق لفعل كل خير ينفع هذه الأمة، أحبها فأحبته فعمل لها فبكته. كان في حرب الخليج الثانية لا ينام الليل ولا يرتاح النهار، يرحب بإخواننا الكويتيين عندما كان نائب أمير المنطقة الشرقية، يتفقد أحوالهم ويزرع البسمة والحب على شفاهم. وعرف عنه النزاهة والشفافية. عندما أتشرف مع المواطنين بالسلام على صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز في قصره العامر بحب الوطن والمواطنين نجد سمو الفقيد في معظم الأوقات هناك مرحباً باشاً مبتسماً في وجوه من جاء للسلام على سمو أمير منطقة الرياض يحفظه الله. أعرف كما يعرف غيري أن فقيد الوطن الغالي يزرع الخير في بيوت كثيرة، ويقدم العون لكل من طرق بابه وفق نوع الحاجة. إن فقيد الوطن عاش في مدرسة الأمير الإنسان سيدي سلمان فلا غرو إذاً أن يحتذي بقدوة الوطن والناس، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض. رحم الله فقيد الوطن الأمير فهد بن سلمان بن عبدالعزيز. نسأل الله الرحمن الرحيم، ان يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أميرنا سلمان بن عبدالعزيز وأسرة الفقيد ووالدته وأبناءه وإخوانه الصبر والسلوان، وإن كنا فقدنا (فهد) بالموت المحتوم على الجميع فإن العزاء هو فيمن هم بفضل من الله جل جلاله بيننا يكرسون الخير والمثل العليا على امتداد الوطن. إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.