انتقلت إلى رحمة الله تعالى والدة صاحب السمو الأمير سعود بن سلمان بن محمد آل سعود، وصلي عليها يوم الأربعاء الموافق 26 / 6 / 1439ه، بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله في مدينة الرياض. تغمدها الله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه وأسكنها فسيح جناته، إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . إن من سنن الله عز وجل أن هذه الحياة لا تدوم ولا تصفو لأحد مهما كان، يتقلب المرء بين أفراحها وأحزانها، يذوق من حلوها ومرها، والسعيد من وطن نفسه لذلك وأدرك أن لا عيش هنيئًا إلا عيش الحياة الآخرة. والمصائب يبتلي الله بها جميع البشر امتحاناً وابتلاء على صبرهم، فهنيئاً للصابرين وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إذا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إليه رَاجِعونَ . الموت حق وهذه سنة الله في خلقه، ولكن فقدان الأتقياء البررة والأحبة والكبار والعظام له تأثير كبير على النفس. نعم الموت حق، والنفس المطمئنة ترجع إلى ربها راضية مرضية مطمئنة بإذن ربها. وكلنا سائرون في هذا الدرب ولكن خير البشر منا من تبقى ذكراه الحسنة بأفعاله وأعماله الصالحة الخيرة النبيلة وهكذا والدة صاحب السمو الأمير سعود والأمير محمد والأمير بندر والأمير خالد أبناء صاحب السمو الأمير سلمان بن محمد آل سعود -طيب الله ثرى الجميع-. فالحديث عن خصال ومحاسن ومزايا الفقيدة الراحلة يحتاج إلى صفحات كثيرة لذكرها، لقد كانت الفقيدة امرأة عطوفة شفوقة بارة لا تعوض، وإنسانة قلّ أن يجود الزمان بمثلها إنها رمز للوفاء والشهامة والكرم ونبراس لمساعدة الفقراء والمساكين والمحتاجين وحبيبة مقربة من الناس وعاشقة لأعمال الخير لا تبحث عن سمعة أو رياء تعمل الخير ولا تريد إلا جزاء رب العالمين. باختصار امرأة متواضعة بشوشة حسنة الأخلاق والسيرة ويصدق عليها قول الشاعر: عاشت حياتها في بيت صلاح وتقى وعبادة وكرم وزهد وتواضع جم وكانت إنسانة متواضعة لطيفة وأختًا للكبير وأمًّا للصغير.. وكانت امرأة صالحة تقية وهي التي أود أن أسطر بعض كلمات الوفاء والعرفان بحقها ولا أظنها ستفي فهي ليست إلا جهد المقل،.. نعزي فيها أنفسنا ومن فقدها ممن عرفها حق المعرفة وجميع أسرة آل سعود وأخص بالعزاء أبناءها الأمير سعود والأمير محمد والأمير بندر والأمير خالد أبناء سمو الأمير سلمان بن محمد رحمه الله.... وذويهم وجميع محبيها وجيرانها سائلين الله أن يلهمهم جميعًا الصبر والسلوان ويرحمها الله رحمة واسعة ويرفع درجاتها يوم تلقى ربها وأسكنها فسيح جناته ويعوض الجميع خيرا.. ويرفع درجات حسناتها يوم تلقى ربها. إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ . {كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ}