لقد اطلعت على مقال الأخ الفاضل.. تركي الحقباني في جريدة الجزيرة يوم الخميس 14 من ربيع الآخر والذي كان بعنوان (الجهل بالأخلاق سبب كل طلاق) وما أظن الأخ تركي إلا أنه قد تفهم أخلاق الزوجات ونفسيتهن وقام بتحليل شخصيتهن وبحث في تربيتهن في بيوت آبائهن... وبصفته رجلاً فإنه يعجز عن تحليل شخصية الرجال من بني جنسه ويفهم كثيراً في شخصية الزوجات، وإلا فكيف تريد للزوجة أن تتفهم طباع وأخلاق زوجها قبل الزواج..؟ الطباع والأخلاق التي أجزم أنها لن تتضح وتعرف إلا مع العشرة بين الزوجين. ولا أدري وجهة نظر الأخ تركي لعلاج مشاكل الطلاق وإصلاح حال البيوت يكون من تفهم نفسية طرف واحد فقط ألا وهو الزوجة ونفسيتها.. وترك الزوج بحجة أنه شخصية ليست مفهومة ولا تستطيع تحليلها؟؟ ألا تعلم أخي أن أساس الأسرة يقوم أولاً وقبل كل شيء على صلاح الرجل في شخصيته وأخلاقه قبل المرأة لأنه هو الأساس في هذا البيت وبيده كل شيء... .. ألا ترى أن كثيراً من أسباب الطلاق.. سببها الرجل وأخلاقه وليست المرأة.. وأن كثيراً من النساءهن من يطلبن الطلاق لاستحالة الاستمرار في الحياة مع زوجها؟! ألا ترى أن من أسباب الطلاق هو هدم كثير من الرجال بيوتهم بأيديهم...؟ ألا يحصل الطلاق بأسباب كثيرة؟ منها... خيانة بعض الرجال لزوجاتهم بعلاقات أخرى...؟ وبالهاتف أو بالإنترنت.. أو بالسفر للخارج.. مما قد يجعل هذه الزوجة تطلب الطلاق ممن حطم نفسيتها، وأشعل غيرتها.. وأدمى قلبها... لست أدري هل يرضى رجل بمجرد نظرة فقط من زوجته لرجل آخر؟؟ فكيف وقد كثرت الفتن وعمت ورمى كثير من الرجال أنفسهم في شباكها...؟ أتلوم المرأة بغيرتها.. إذا كانت هذه الغيرة وهي ترى حياتها تتحطم أمامها..؟؟ لا أظنك وأنت رجل ترضى بنظرة فكيف بمن وجدت زوجها قد خانها.. ويستمر في خيانتها..؟ ألا ترى كثرة الطلاق بسبب هذا الجيل من الشباب غير القادر على تحمل المسئولية؟.. فمن سهر طوال الليل في الاستراحات والجلسات ومشاهدة الفضائيات.. وتضييع الأوقات.. ومقارنة ما في الفضائيات من خداع وتزييف ونساء متبرجات وراقصات بزوجاتهم.. وزهدهم بمن يمتلكن الحياء والدين والستر. لست أدري كيف انقلبت الكثير من المفاهيم عند الأزواج فلم يعد يهمهم غير شهواتهم وسهراتهم فهذا ديدنهم كل ليلة.. والزوجة المسكينة في بيتها تتوسد الحسرة بزواجها من هذا وأمثاله.. ألا ترى كثرة الطلاق من أزواج لم يعد يهمهم إلا المادة فصغرت أنفسهم وذلت بطلب مال الزوجة ومرتبها.. فأصبح كمن يؤجر مسكناً ويستلم أجرة كل شهر فيستولي على راتبها ظلماً وقهراً.. وإذا لم يحصل على ما يريد انقلبت الحياة رأساً على عقب على تلك الزوجة المسكينة؟.. ألا تتمنى هذه الطلاق ممن جعل منها مكسباً مادياً يستفيد منه؟ ألا ترى أزواجاً قد انسلخوا من الأخلاق الكريمة والآداب فأصبح العيش بدونهم جنة... فمن معاملة جافة.. وكلام بذيء.. وألفاظ جارحة إلى ضرب وسباب.. وأذى نفسي وجسدي على الزوجة وأولادها...؟ ألا ترى كثيراً من الأزواج قد تخلوا عن تربية أولادهم واستغنوا عنها وحملوها هذه الزوجة الضعيفة التي لا تستطيع أن تعطي كل ذي حق حقه فمن زوج متكاسل يطالبها بكل شيء إلى أولاد يحتاجونها بكل وقت إلى وظيفة تقصم ظهرها إذا كانت من الموظفات... إنني لا أريد أن أعمم كلامي هنا كله على الرجال... بل إننا نرى كثيرا من البيوت التي قامت على رجال يحملون من العقل والاتزان وتحمل المسئوليات الشيء الكثير.. فكم من رجل ذي أخلاق فاضلة قد حافظ على بيته وأسرته وتفهم نفسية الزوجة وما تطلبه من حياة صادقة ملؤها الحب والإخلاص والتضحية والرحمة عليها وعلى أولادها، مما يجعل المرأة إذا رأت هذا من الزوج وهبته كل شىء راحتها.. وقلبها.. بل حتى مالها. إننا نريد رجالاً يتحملون المسئوليات في التربية وفي الانفاق... والتضحية قليلاً من اجل ان يقوم البناء على أسس قوية متينة.. لا تنهار بسرعة... ولا نريد رجالاً لا يحملون من الرجولة الا الاسم فقط ممن ضيع دينه وخلقه في سبيل إرضاء نفسه وشهواته فحطم بيته وأسرته... ألا ترى يا أخي أننا بحاجة ماسة إلى وضع مناهج ودورات توعوية لكل من الشباب والشابات تدرس في الجامعات عن مقومات الحياة الزوجية وكيفية التعامل بين الزوجين... وعن حل المشكلات التي تواجههم في حياتهم؟ إننا بحاجة إلى حملات توعوية وتثقيف الشباب والشابات عن الزواج... وإعداد كل من الشاب والشابة نفسه لتحمل مسئوليات الزواج ومشاكله وتربية الأولاد والمعاملة بين الزوجين ومواجهة الصعاب التي تعد حجر عثرة في طريق سعادة الزوجين... هلا انتبه التربويون لطرح هذه المناهج في الجامعات لكيلا يزيد رصيد مجتمعاتنا من بيوت مهدمة وأطفال مشردين ومطلقات يندبن حظوظهن؟! نأمل هذا سريعاً.