سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رعاية الدولة للموهوبين محل تقدير الجميع والمطلوب مشاركة القطاع الخاص العناية بهم مسؤولية جماعية يجب تفعيلها
الموهوبون هم أمل الأمة في التصدي لمشكلات التنمية والحد من تطورها
تحرص العديد من الدول والمجتمعات الانسانية على تبنِّي المواهب الشابة خصوصاً في المجالات العلمية حيث تتولاها بالرعاية المكثفة والعناية الفائقة مع الحرص على توفير الأجواء المناسبة لهذه المواهب حتى تترعرع وتستطيع أن تقدم لمجتمعها خدمات ابداعية رائدة. ونحن في المملكة العربية السعودية وبتوجيه كريم من قيادتنا الرشيدة نجد عناية ودعما للمواهب من خلال العديد من المؤسسات والفعاليات التي تشجع على الابداع والتفوق ولعل من أبرز هذه الجهات مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين والتي تأسست عام 1419ه وحظيت بدعم كبير من قيادتنا الرشيدة وتحرص هذه المؤسسة على رعاية الموهوبين من الجنسين وتعمل من خلال آلية محددة للتعامل مع من وهبهم الله قدرات جيدة لأن الموهبة منحة ربانية وهي كما جاء في تعريف لها )قدرة أو استعداد موروث في مجال واحد أو أكثر من مجالات الاستعداد العقلية والابداعية والاجتماعية والانفعالية والفنية وهي أشبه بمادة خام تحتاج الى اكتشاف وصقل حتى يمكن أن تبلغ أقصى مدى لها( ولوزارة المعارف جهود مكثفة في هذا المجال، ورغم هذه الجهود إلا أنه ومما لاشك فيه ان الاهتمام بالموهبة وابرازها وتبنيها مسؤولية كبرى تطال البيت والمؤسسات العلمية والمؤسسات الخاصة التي تهتم بالموهبة والتفوق والابداع والتميز. وحول أهمية التعامل مع المواهب وابرازها يدور حديثنا مع العديد من الأطراف التربوية والتعليمية التي تهتم بهذا الشأن وتحرص على متابعته. المؤسس وتكريم المتفوقين يقول الأستاذ بهجت بن محمود جنيد مدير عام التعليم بمنطقة المدينةالمنورة بداية أشكر لكم اثارة هذا الموضوع الهام وأود هنا أن أبين أن قيادتنا الرشيدة رعاها الله تولي التفوق والابداع والمواهب اهتماما كبيرا منذ تأسيس هذا الكيان الكبير على يد الملك المؤسس باني هذا الكيان عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود يرحمه الله والذي كان يشجع المتفوقين وقد رعى يرحمه الله العديد من المناسبات لتكريم المتفوقين والمبدعين كما أنه أول من وجّه باختيار المبدعين والنابغين من الطلاب وارسالهم في بعثات خارجية وكان هذا النهج الكريم نبراسا على طريق التفوق والنبوغ اهتدى به قادة هذه البلاد حيث تبنوا العديد من المؤسسات التي تدعم التفوق ونظموا عقودا من احتفالات التفوق في كافة المناطق ساهمت في خلق التنافس الشريف بين الطلاب وارتفع مؤشر الابداع بين شبابنا. وقال إن وزارة المعارف وبمتابعة معالي الدكتور محمد بن أحمد الرشيد تحرص على تبني الموهوبين من خلال عدة آليات لتشجيع المبدعين وتوفير المناخ المناسب للموهوبين لإبراز مواهبهم وكشف تميزهم ومن ذلك ايجاد مراكز للموهوبين في العديد من مناطق المملكة ومنها المدينةالمنورة. اكتشاف الموهوبين مسؤولية جماعية وحول الموهبة وضرورة تبني الموهوبين يقول الأستاذ يوسف الفقي نائب مدير عام التعليم بمنطقة المدينةالمنورة إن المهم هو اكتشاف الموهوبين وهذه مهمة البيت والمدرسة وخصوصاً المعلمين الذين يجب عليهم ملاحظة قدرات طلبتهم من خلال تجاوبهم وسرعة وقوة إدراكهم، ويضيف ان الموهبة منحة ربانية من المولى جلت قدرته وتحتاج لمتابعة وفق مؤشرات معينة تؤكد وجود الموهبة ونسبة ذكاء كبيرة ويضيف أن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد ان الوراثة لها دور أساسي في وجود المتميزين والمبدعين بين البشر ولكن عددا من المهتمين بهذا الشأن أكدوا أن الوراثة ليست هي العامل الوحيد الذي يؤدي الى النجاح والتميز في الحياة وان كان أساسيا مشيرين الى أهمية دور التنشئة الاجتماعية والمرافق التعليمية في إبراز الموهبة وصقلها ورعايتها ولهذا تتبنى الدول والمجتمعات العديد من الخطط والبرامج المدروسة التي تساعد هذه الفئة المتميزة وتساهم في تطوير قدراتها. وللموهوبات دور ويقول مدير عام تعليم البنات بمنطقة المدينةالمنورة الأستاذ عبدالله بن سعد بن حسين إن الموهبة عطاء كريم تمنحه القدرة الالهية للانسان وهي ليست وقفا على جنس أو جنسية معينة حيث يشترك بها الرجل والمرأة ونحن في المملكة نحظى ولله الحمد بقيادة حكيمة راشدة تسعى من أجل رفاهية المواطن ورفع مكانته من خلال الاهتمام بالتعليم ونشر دوره ومؤسساته في المدن والقرى والمراكز وتتولى الرئاسة العامة لتعليم البنات مهمة تعليم الفتاة كما ان توجيهات المسؤولين بالرئاسة وفي مقدمتهم الدكتور علي المرشد تؤكد على أهمية تبني المواهب المتميزة بين الطالبات وتحظى الطالبات المتفوقات والموهوبات باهتمام كبير من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة حيث سيتم سنويا ومن خلال جائزة المدينةالمنورة تكريم عدد من الطالبات المتفوقات بفرع جائزة التفوق والابداع وهذه الجائزة ساهمت في كشف العديد من الموهوبات. مؤشرات ومحددات الموهبة ويقول الأستاذ بدر الفهيدي مدير ثانوية الملك فهد بالمدينةالمنورة وهو تربوي حريص على متابعة شأن التفوق والموهبة ان العناية بالمواهب مهمة تربوية هامة وهي تحتاج الى خبرة ودراية في كشف ابعاد الموهبة ثم العمل على استثمارها وابرازها مشيرا الى وجود خواص ومؤشرات هامة تشير الى وجود موهبة منذ الطفولة المبكرة ويمكن ملاحظتها من قبل الأسرة والمدرسة ومن هذه المؤشرات قوة الاستيعاب للغة وتعلم القراءة مبكراً كما أن بعض الأطفال يتعلمون مهارات أساسية أفضل من قرنائهم مع القدرة على تفسير التلميح والاشارات وتجدهم كثيري الأسئلة ولا يقبلون الأشياء على علاتها بل يناقشون ويستفسرون عن كل شيء حتى يقتنعوا بما يطرح عليهم كما يلاحظ على هذه الفئة وجود رغبات وهوايات متميزة وفريدة اضافة الى أنهم حريصون على الاعتماد على أنفسهم منذ سن مبكرة كما يتمتعون بقدرة وطاقة متميزة. مركز الموهوبين بالمدينةالمنورة من جانبه تحدث الأستاذ طارق بن عبدالله معلا مدير مركز الموهوبين بالمدينةالمنورة حيث أكد ان وزارة المعارف وبتوجيه ومتابعة من معالي وزير المعارف حريصة على توفير المناخ المناسب للموهوبين لتمكينهم من إبراز مواهبهم واستغلالها وقال ان هذا المركز هو واحد من عدة مراكز اقامتها وزارة المعارف ضمن برنامجها لرعاية الموهوبين وهذا البرنامج يواكب العديد من البرامج الأخرى التي تدعمها الدولة وفقها الله لرعاية ودعم الموهوبين وقال ان مركز الموهوبين بالمدينةالمنورة يحظى بدعم كبير ومؤازرة متواصلة من صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة الذي كثيرا ما يزور المركز ويجتمع بمجلس ادارة المركز ويسعى لتفعيل دور هذا المركز وبلوغ رسالته ونوه المعلا بمتابعة مدير عام التعليم الأستاذ بهجت بن محمود جنيد لفعاليات المركز ممتدحا دعم رجال الأعمال لهذا المركز. وتطرق المعلا الى معنى الموهبة ومعيارها وقال إننا نلاحظ ان هناك فروقات بين الموهوبين والمتفوقين والمبدعين والمبتكرين ولكن المعيار الرابط أو القاسم المشترك هو الذكاء إذ إنه هو الذي يحكم هذه الأنماط من الشخصية، فالشخصية الموهوبة هي التي منحها الله قدرات معينة منها ما هو وراثي ومنها المكتسب وهو ما يعني امتلاكه لمميزات غير عادية ولكن هذه القدرات تحتاج الى صقل وإبراز حتى تأخذ مكانها المناسب. أهمية الدعم المادي ويرى مدير فرع المطبوعات بفرع وزارة الاعلام بالمدينةالمنورة الأستاذ أسعد بن حسني القبلي ان للمملكة جهودا موفقة ومكثفة في مجال رعاية الموهوبين وقد سبقني بالحديث عنها من هم أكثر التصاقا بمحاورها ولكن الذي أحب الاشارة اليه هو أهمية توحيد البرامج المعتمدة في مراكز رعاية الموهوبين بكافة المناطق وطالب بتوفير الدعم المادي للمراكز التي تعنى بهذه الفئة ولأسر الموهوبين وقال ان القطاع الخاص يتحمل جزءا جيدا من هذه المسؤولية من خلال التبرعات المادية والعينية.