برعاية حرم صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة سمو الأميرة عبطا بنت حمود الرشيد عقدت ندوة لعدد من الفنانات التائبات وذلك ضمن فعاليات مهرجان المدينةالمنورة الرابع حيث شاركت كل من الفنانات شهيرة، وعفاف شعيب، وشمس البارودي. وفي البداية أشادت كل فنانة بمهرجان المدينةالمنورة وفكرة تنظيم هذا الملتقى برحاب مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبدين إعجابهن بالحضور المكثف من سيدات المجتمع بالمدينة لهذه الندوة ثم تحدثت كل مشاركة عن مسيرتها الفنية وما واجهته خلال مسيرتها مع الاشارة إلى كيفية بداية هدايتها وعودتها إلى رحاب التوبة وما شعرت به من راحة خلال هذه التجربة وأكدن أنهن لسن داعيات بل طالبات علم وهداية مؤكدات أنهن شعرن بسعادة كبيرة بعد أن هجرن الفن. وقالت احدى الفنانات إنها تشعر أن عمرها قد بدأ منذ أن هجرت الفن وأن ما مضى من عمرها كان ذكرى لا تريد استعادتها. وأشرن إلى أنهن لم يكن يعرفن كيفية الوضوء والصلاة كما ينبغي وحمدن الله جلت قدرته الذي سهّل لهن سبيل الهداية وأخرجهن من ظلمات الحياة إلى نورها. وقد التقت «الجزيرة الفنية» بفنانتين من المشاركات بهذه الندوة للتعرف على آفاق تجربتهما ومشاعرهما بالمشاركة بهذه الندوة. حيث قالت الفنانة المعتزلة )شهيرة(: إن قول الحق سبحانه وتعالى )وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله( لقد عشت المعنى الكبير لهذه الآية الكريمة فقد كنت فنانة ومشهورة وما كنت أفكر مجرد تفكير باعتزال الفن لأنني كنت أعيش بالفن وأحبه وما كان يرويني شيء إلا الفن وعندما قررت الاعتزال كان قرارا مفاجئا وصعبا ولكن السر كان في أن الله جلت قدرته أراد لي الخير فهداني وحمدت الله وتمنيت لو أنني اعتزلت قبل ذلك وأسأل الله أن يغفر لي ما أسلفت وما أسرفت. وتضيف: كم كانت سعادتي كبيرة ولا توصف عندما ارتديت الزي الاسلامي وتحجبت ووجدت قبولا. حسنا وتشجيعا من زوجي وأسرتي لأنني خفت ألا يقبلني المحيط الأسري هذا كان يشكل لي قلقا ولكن كرم الله وارادته جعلت كافة أفراد أسرتي يشجعونني فحمداً لك يا رب. وحول سؤال عمن كان له الفضل بعد هداية الله في اعتزالها الفن قالت السيدة شهيرة: إن الفضل بعد المولى عز وجل في مولدي الجديد اعتبر اعتزالي للفن ولادة جديدة يعود لزوجي القدير محمود ياسين الذي تفهم بوعي وادراك وإيمان هدفي وشجعني بل إنه أعانني على الطاعة والعبادة وسهّل لي السير في طريق الهداية جزاه الله خير الجزاء ووفقه لما يحبه ويرضاه. وعن شعورها بعد أن هجرت الفن وحياة الفنانين قالت إنه شعور لا يمكن وصفه بأية كلمات أو عبارات فقد شعرت أنني خلقت من جديد وأنني أصبحت امرأة مسلمة مؤمنة وشعرت بأنني أم سعيدة ومطمئنة النفس وهادئة الطباع ومتسامحة وغير عصبية إنه انقلاب جذري في حياتي أرجوه وأتمناه لكل أخت لقد شعرت بمعنى الحياة الأسرية وتذوقت طعماً جميلاً ورائعاً للحياة وعشت في أجواء القرآن الكريم ووجدت ضالتي وندمت كثيراً على ما فات وحمدت الله الذي سخر لي هذه العودة الجميلة وشعرت بأن الله يحبني حيث هداني وأبعدني عن الشهرة الزائلة. وحول رأيها بالفن قالت إن الفن وعاء كأي وعاء والمهم ماذا تضع فيه فان خيراً فخير وان شراً فشر والعياذ بالله وأضافت أن الفن المرغوب هو الايجابي الذي يقدم فيه الانسان لأخيه الانسان قيما إنسانية وأخلاقيات رفيعة بعيدة عن الابتذال والانحطاط وينطوي على رسالة سامية ونبيلة ويسعى لخدمة قضايا المجتمع وخدمة الانسانية وابراز الفضائل ودحر الرذائل ويعمل على تعميق القيم الفاضلة والمبادئ السامية كالصدق والأمانة والمحبة والوفاء والعطف والتراحم والوفاء ومساعدة المحتاجين وزرع الثقة في نفوس الناس بالمستقبل. أما الفن الذي يروِّج للغرائز ويثيرها ويثير النعرات فهو فن هابط وعندها نقول انه فن حرام لأنه يهبط بإنسانية الإنسان ويغتال قيمه ومبادئه. ووجهت الفنانة السيدة شهيرة نصيحة للشباب دعتهم فيها إلى عدم الاعجاب بالقشور واتباع الفنانين والفنانات وتقليدهم في كل شيء لأن بعض السلوكيات لا تتفق مع تعاليم الاسلام وتتنافى مع القيم والأعراف. كما التقت «الجزيرة» بالفنانة المعتزلة عفاف شعيب التي أثنت على دعوة مهرجان المدينةالمنورة لها ولعدد من زميلاتها للادلاء بشهادتهن ومشاعرهن بعد أن أكرمهن الله بترك الفن وحياته البائسة وامتدحت الحضور النسائي المكثف للملتقى وقالت ان هذا ليس بمستغرب على أهل المملكة العربية السعودية الذين أكرمهم الله بجوار بيته العتيق ومسجد نبيه صلى الله عليه وسلم. وعن اعتزالها قالت بداية أنا مسلمة ولله الحمد وولدت هكذا وقد أكون أخطأت ولكن في القلب إيمان فتغلبت قوة الايمان في نفسي على الخطايا فعدت إلى الله وهو كرم منه سبحانه وتعالى. وقد كانت عودتي اثر حدث مر في حياتي فقد هاتفني أخي حماد وتطرقنا إلى أحاديث عديدة ثم قال لي مازحاً إنني سوف أموت قريبا فترحمي علي وبعد فترة هاتفني أخي الأكبر وقال إن حماد مات!! ولم أصدق وقلت له إنك تكذب فقد كان حماد يكلمني قبل قليل وأكد لي الخبر فترحمت عليه وكنت في حالة سيئة للغاية، وقد حلمت بأخي بعد فترة ووجدته يجلس مع أناس صالحين وبعدها توجهت إلى الله وأصبحت أحضر الندوات والمحاضرات الإسلامية وقررت هجر الفن. وتقول السيدة عفاف شعيب ان للفن البريء مزايا جميلة إذا بحثنا عنها وابتعدنا عن الموضوعات التي تثير الغرائز وتهدم القيم وتخالف الإسلام. وتضيف إنني أشارك بأعمال مناسبة وأنشطة دعوية لخدمة الاسلام والمسلمين. ووجهت السيدة عفاف كلمة للشباب قالت فيها إنني أدعو شباب الاسلام وشاباته إلى ترك سبل الشر والخطايا وعدم اعتبار الفنانات والفنانين قدوة حسنة لهم لأن الإسلامي ثري بالشخصيات اللائقة بأن تكون مثالا يقتدى.