أجبرالكساد الاقتصادي العالمي قطاعات التصنيع الرئيسية في ألمانيا على تقليص توقعاتها المستقبلية للعام الجاري، حيث بدأت الشركات البارزة في أكبر اقتصاد في أوروبا في تخفيض مكاسبها كما بدأت في تسريح جزء من عمالتها وكانت آخرتلك الانباء المحزنة الخاصة بالشركات هي التي ظهرت يوم الاربعاء الماضي حينما قلصت شركة باير أيه، جي العملاقة في مجال الكيماويات من توقعات الارباح لعام 2001 قائلة ان أرباحها خلال الربع الثاني سوف تقل كثيرا عن مثيلتها في العام الماضي، وينظر إلى دلائل الربح المستقبلية بالنسبة لباير على أنها جرس إنذار لصناعة الكيماويات الاوروبية التي تعد أحد قطاعات التصدير الكبرى في أوروبا، ولا يتوقع محللو الصناعة الان أي تحسن ملحوظ في مكاسب شركات الكيماويات قبل عام 2002، وفي الحقيقية فإن إنذار باير بشأن الأرباح يأتي عشية قيام شركة بي، أيه، أس، في (باسف) الالمانية التي تعد أكبر شركة كيماويات في أوروبا بإصدار توقعات أرباح منخفضة بسبب تقلص الطلب الامريكي وتتكرر الصورة الحزينة لمجال الكيماويات في الصناعة الالمانية حيث تأثرت بالبطء الاقتصادي العالمي قطاعات تمثل القوة الدافعة لماكينة التصدير في البلاد مثل قطاع الهندسة الكهربائية والصلب أيضا ولأن النجاح الاقتصادي في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية قام إلى حد كبير على صناعاتها التصديرية فإن ألمانيا تتأثر بسرعة بأي بطء في الاقتصادالعالمي، وهناك مخاوف من أن يؤدي بطء الاقتصاد الالماني إلى التأثير السلبي على منطقة العملة الاوروبية الموحدة (اليورو) التي تضم 12 دولة، وقال اتحاد الهندسة الفيدرالي ان الطلب قد انخفض بمعدل ثلاثة في المائة خلال الاشهر الثلاثة الاولى من العام حيث انخفض الطلب المحلي بمعدل واحد في المائة كما انخفض الطلب الخارجي بمعدل خمسمائة في المائة وصاحب انخفاض توقعات الاعمال وتعديلات الارباح بالانخفاض للشركات الالمانية سيل من البيانات التي تكشف أن الاقتصاد الالماني يتجه إلى البطء بصورة أسرع مما كان متوقعا له من قبل، وخلال الاسبوع الماضي قامت إحدى المؤسسات الفكرية الاقتصادية البارزة وهي معهد أفو الذي يتخذ من ميونيخ مقرا بتقليص معدل النمو للعام الجاري إلى 2، 1 في المائة وهو أقل معدل نمو في البلاد خلال خمس سنوات، ومما يؤكد المناخ الاقتصادي الكئيب المسيطر على ألمانيا قال هانزفيرنر سين مدير المعهد إن الاقتصاد الالماني لم يرتطم بالقاع بعد، وقد ارتفعت حالات الافلاس في ألمانيا إلى رقم فلكي حيث ذكر اتحاد الاصلاحات الائتمانية أن عدد الشركات التي تغلق أبوابها قد ارتفع بنسبة 7، 10 في المائة ليصل إلى 500، 14 شركة خلال النصف الاول من العام، مع ضياع حوالي 250 ألف وظيفة، وفي الاسبوع الماضي نشر معهد أفو مؤشر مناخ الصناعة الالمانية الذي يترقبه الجميع باهتمام وهو مؤشر يكشف عن ثقة دوائر الاعمال في البلاد التي تعد صاحبة ثالث أضخم اقتصاد في العالم، وقد انخفض المؤشر إلى أدنى مستوى خلال عامين وقال سين أثناء نشره آخر توقعات النمو الصادرة من المعهد: إننا نقترب من حالة الركود، كذلك تتصادف الادلة المتزايدة على انخفاض طلبات التصدير مع مؤشرات على أن الارتفاع الذي حدث مؤخرا في التضخم ومعدل البطالة المرتفع يؤكدان أن المستهلكين في ألمانيا عجزوا عن تعويض الانخفاض في التصدير وخلال بضعة أسابيع ليس ألا،