استكمل خبراء الطب الشرعي استخراج الجثث من مقبرتين جماعيتين من أصل ثلاثة مقابر على الأقل في صربيا حيث تم دفن الضحايا من كوسوفا سرا خلال حرب عام 1999 في الاقليم. وأكدت محكمة أنه تم استخراج 36 جثة على الأقل من المقبرة الواقعة قرب باتاينتشا الواقعة على مشارف بلجراد، وقالت المحكمة إن جنينا في الشهر الثامن وتسعة أطفال تقل أعمارهم عن التاسعة كانوا من بين الجثث التي تم استخراجها من القبر الذي كان عرضه ثلاثة أمتار وعمقه مترين.. وقالت التقارير التي صدرت في وقت سابق إن الآخرين كانوا رجال ونساء في متوسط العمر وكلهم يرتدون الملابس المدنية وليس لديهم أي شارات عسكرية، وقالت المحكمة إنه يستحيل تحديد سبب الوفاة في الوقت الحاضر، ولن يصبح ذلك واضحا إلا بعد أن يقوم خبراء الطب الشرعي وخبراء التشريح بالإنتهاء من تشريح الجثث. ووجدت مقذوفات المسدسات في بعض الجثث كما وجدت طلقات الرصاص في جثث أخرى، وقالت المحكمة إن تحديد هوية الضحايا سوف يستغرق عدة أشهر، وراقب عمليات الحفر واستخراج الجثث خبراء من محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا واللجنة الدولية للمفقودين وأيضا صندوق القانون الإنساني الذي يتخذ من بلجراد مقرا له. وموقع باتاينتشا هو واحد من ثلاث مواقع تأكد رسميا أنها مقابر جماعية في صربيا دفن فيها الضحايا الذين ينتمون إلى إقليم كوسوفا سرا بعد أن قتلوا في حرب 1999 في الاقليم، وكان دوسان ميهايلوفيتش وزير الداخلية الصربي قد أعلن في وقت سابق أنه يعتقد أن 86 جثة قد تم العثور عليها في شاحنة ثلاجة في نهر الدانوب في شرق صربيا، قد تم إعادة دفنهم في باتاينتشا في أرض يستخدمها الجيش اليوغسلافي في التدريبات، وقالت صحيفة جلاس جافنوستي إن العمل قد انتهى في الوقت ذاته في واحد من موقعين للمقابر الجماعية في بتروفو سيلو، وهي منطقة لا تبعد كثيرا عن المكان الذي عثر فيه على الشاحنة منذ عامين، وقالت المصادر للصحيفة دون أن تتطرق للتفاصيل إن القبر كان يضم 16 جثة، وقالت التقارير التي نشرت في وقت سابق أن ما يتراوح بين 25 إلى 30 جثة كانت مدفونة في كل موقع من الموقعين اللذين تم اكتشافهما في بتروفو سيلو، وربما كانت لقطات الفيديو التي تم تصويرها مؤخرا لأحد المقابر، والتي عرض فيها عمال الحفر أجزاء لهياكل عظمية بعد الأخرى أثناء حفرهم في التربة الثقيلة، هي السبب في تقدير العدد الفعلي للضحايا بما يفوق الواقع، بيد أن وسائل الإعلام تكهنت بأن يكون هناك مقابر جماعية أخرى تحوي مدنيين ألبان من كوسوفا، ولكن متطوعين صرب وقوات شبه عسكرية صربية وحتى جنود من الصرب لقوا حتفهم أثناء القتال أيضا. وقال المسؤولون إن وجود المقابر يشير إلى حملة لطمس الأدلة على الجرائم البشعة التي ارتكبتها قوات الأمن في حرب كوسوفا، وقال ميهايلوفتش أن الأوامر «بتطهير» موقع الصراع تعود إلى اجتماع عقده مجلس وزراء الرئيس المخلوع سلوبودان ميلوسفيتش في عام 1999. وقد أصدرت محكمة جرائم الحرب الدولية في لاهاي عريضة اتهام بحق ميلوسيفيتش وأربعة من كبار المسؤولين في نظام حكمه في أيار )مايو 1999( فيما يتعلق بالانقضاض على ذوي الأصول الألبانية في كوسوفا، وتجري الآن محاكمته في لاهاي.