أرامكو تعلن نتائج الربع الثالث من 2024.. صافي الدخل 103,4 مليار ريال    مركز مشاريع البنية التحتية بالرياض يشارك في المنتدى الحضري العالمي الثاني عشر بالقاهرة    الجسر الجوي الإغاثي السعودي إلى لبنان يتواصل بمغادرة الطائرة الإغاثية التاسعة عشرة    اليوم الحاسم.. المخاوف تهيمن على الاقتراعات الأمريكية    توقعات بهطول الأمطار الرعدية على 5 مناطق    المملكة تثري الثقافة العربية بانطلاق أعمال مبادرتها "الأسبوع العربي في اليونسكو" في باريس    إشكالية نقد الصحوة    الاتفاق يواجه القادسية الكويتي في دوري أبطال الخليج للأندية    اتحاد الغرف يطلق مبادرة قانونية للتوعية بأنظمة الاستثمار في المملكة والبرتغال    النصر لا يخشى «العين»    الهلال يمزق شباك الاستقلال الإيراني بثلاثية في نخبة آسيا    المملكة ومولدوفا تعززان التعاون الثنائي    المملكة تستحوذ على المركز الأول عالمياً في تصدير وإنتاج التمور    «التعليم»: 5 حالات تتيح للطلاب التغيب عن أداء الاختبارات    الأسمري ل«عكاظ»: 720 مصلحاً ومصلحة أصدروا 372 ألف وثيقة    الاختبارات.. ضوابط وتسهيلات    تركيا: نستهدف رفع حجم التجارة مع السعودية إلى 30 مليار دولار    الاحتلال لا يعترف ب (الأونروا)    «جاهز للعرض» يستقطب فناني الشرقية    «انسجام عالمي» تعزز التواصل مع المقيمين    12 تخصصاً عصبياً يناقشه نخبة من العلماء والمتخصصين بالخبر.. الخميس    المحميات وأهمية الهوية السياحية المتفردة لكل محمية    ليلة الحسم    سلوكيات خاطئة في السينما    إعادة نشر !    «DNA» آخر في الأهلي    العلاج في الخارج.. حاجة أم عادة؟    ربط الرحلات بالذكاء الاصطناعي في «خرائط جوجل»    رئيس الشورى يستقبل السفير الأمريكي    منظومة رقمية متطورة للقدية    مسلسل حفريات الشوارع    للتميُّز..عنوان    لماذا رسوم المدارس العالمية تفوق المدارس المحلية؟    الأمير عبدالعزيز بن سعود يتابع سير العمل في قيادة القوات الخاصة للأمن والحماية    الأمير تركي بن طلال يستقبل أمير منطقة الجوف    زرًعِية الشبحة القمح العضوي    تنوع تراثي    غيبوبة توقف ذاكرة ستيني عند عام 1980    " المعاناة التي تنتظر الهلال"    نحتاج هيئة لمكافحة الفوضى    في شهر ديسمبر المقبل.. مهرجان شتاء طنطورة يعود للعلا    كلمات تُعيد الروح    قصص من العُمرة    في الجولة الرابعة من دوري أبطال أوروبا.. قمة بين ريال مدريد وميلان.. وألونسو يعود إلى ليفربول    1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة    الاستقلالية المطلقة    تشخيص حالات نقص افراز الغدة الدرقيه خلال الحمل    النظام الغذائي المحاكي للصيام يحسن صحة الكلى    ترمب وهاريس في مهمة حصاد جمع الأصوات    «تطوير المدينة» تستعرض التنمية المستدامة في القاهرة    سعود بن بندر يهنئ مدير فرع التجارة بالشرقية    أمير تبوك يستقبل قنصل بنغلاديش    الدفاع المدني: استمرار هطول الأمطار الرعدية على مناطق المملكة حتى السبت المقبل    وزير الدفاع يستقبل نظيره العراقي ويوقّعان مذكرة تفاهم للتعاون العسكري    السعودية تؤكد دعمها لجهود التنوع الأحيائي وتدعو لمؤتمر مكافحة التصحر بالرياض    قائد القوات المشتركة يستقبل الشيخ السديس        مقال ذو نوافذ مُطِلَّة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤساءو مديرو جمعيات تحفيظ القرآن الكريم يحددون صفات معلمي ومشرفي حلق التحفيظ ومميزات حامل القرآن
عبر استطلاع ل الجزيرة :
نشر في الجزيرة يوم 29 - 06 - 2001

حدد عدد من اصحاب الفضيلة رؤساء ومديرو الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مختلف مناطق المملكة ومحافظاتها مجموعة من الصفات التي يجب ان تتوافر في المشرفين على حلق تحفيظ القرآن، ومعلمي الناشئة والشباب التلاوة، والحفظ، والتجويد، والتفسير، واجمعوا على ضرورة ان يكون معلم الناس التلاوة حافظاً لكتاب الله الكريم، ومتقناً للتلاوة وأحكام التجويد، وان يكون صبوراً ومستقيماً في سلوكه وتصرفاته.واستشهدوا - في أحاديث ل«الجزيرة»- بقول الله تعالى : )كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب(، وبقول الرسول صلى الله عليه وسلم : )خيركم من تعلم القرآن وعلمه(،
وبما أجابت به أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عندما سئلت عن خلق الرسول صلى الله عليه وسلم: «كان خلقه القرآن » كما بينوا الميزات لحامل القرآن عن غيره.
التحلي بالأخلاق الفاضلة
فبداية، قال رئيس الجمعية بمنطقة الرياض الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله آل فريان: إنه يجب على معلم القرآن الكريم أن يكون متقناً لحفظ القرآن الكريم، وأن يكون ملماً بأحكام التجويد، وبمهارات التدريس، وأن يكون سمته حسناً متخلقاً بآداب القرآن الكريم، لديه حصيلة من العلم الشرعي والعلم القرآني، مع القدرة على ضبط الطلاب.
وأوضح فضيلته أنه يجب على حامل القرآن أن يتحلى بالأخلاق الفاضلة، وقوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى، والجدية بالعمل، والتميز بين أقرانه في الدراسة والتحصيل العلمي، وطلاقة اللسان، وقوة البيان.
تعليم السلوكيات العملية
من جهته، قال رئيس الجمعية بمنطقة المدينة المنورة الدكتور محمد سالم بن شديد العوفي: إن على معلم الناس القرآن أن يكون مخلصاً لله سبحانه وتعالى، ولديه الخبرة العملية والعلمية في تدريس القرآن الكريم، وأن يكون متصفاً بأصالة الانتماء لأهل القرآن، ومحباً لهذه المهنة واختيارها طوعاً وحباً في خدمة القرآن وعلامة ذلك عدم تقديم أي شيء عليها، والتخلق بأخلاق وآداب أهل القرآن، ليؤثر في طلابه، ويعلمهم السلوكيات العملية التي يجب أن يتحلى بها طلاب الحلقات القرآنية.
رسالة عظيمة
ومن جانبه قال رئيس الجمعية بالمنطقة الشرقية الشيخ محمد بن سليمان آل سليمان: مما لاشك فيه أن خلق المتعلم هو ثمرة لخلق معلمه، لذا يجب على المعلم أن يتحلى بالأخلاق الحسنة، ومن هنا كان التصدر لتعليم القرآن، والتأديب والإقراء في الحلقات القرآنية ليس أمراً سهلاً بل هو رسالة عظيمة، يجب على من يتصدر لها أن يمتلك كفاءات ذاتية، ومهارات تربوية.
وأضاف فهناك صفات ينبغي أن تأخذ بعين الاعتبار عند اختبار معلم القرآن سلامة الاعتقاد، والإخلاص وصحة المقصد، وحسن الخلق والصبر على المتعلمين، والرفق بهم، والبشاشة وحسن المظهر، كما ينبغي أن يكون عنده معرفة تربوية ومعرفة تخصصية في مجال عمله تؤهله لأداء واجبه العلمي والتربوي داخل الحلقة.وعما يتميز به حامل القرآن قال فضيلته: يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم - )إن الله يرفع بهذا القرآن أقواماً ويضع به آخرين(، ويقول عليه الصلاة والسلام )خيركم من تعلم القرآن وعلمه(، وفي رواية )أفضلكم من تعلم القرآن وعلمه( والنصوص في فضل القرآن وفضل حامله كثيرة.
وأضاف لذا فالقرآن الكريم يعطي حاملة ميزة عن غيره فله الأولوية في الإمامة كما جاء في الحديث «يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله» بل إن الثابت كما هو مشاهد أن طلاب الحلقات من أميز الطلاب في المدارس النظامية لأن تعلم تلاوة القرآن الكريم وحفظه يوسع مدارك الطلاب، وينمي ويقوي الذاكرة.
خدمة جليلة
أما رئيس الجمعية بمنطقة تبوك الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد، فقد وصف تعلم القرآن الكريم في الحلقات القرآنية بأنه رسالة عظيمة وخدمة جليلة، وقال : إذ أن القرآن الكريم هو دستور المسلمين، ومنهج حياتهم، ونبراس طريقهم، ومن ثم كان لمعلم القرآن الكريم شأن في الأمة ومكانة في الدين، ولما كان المعلم ذا أثر كبير في صياغة شخصية المتعلم وفي رسم أخلاقه ومعاملاته، وجب عليه أن يتحلى بالفضائل والمكارم، ومحاسن الأخلاق، والحكمة والحنكة في إدارة العمل المنوط به.
وأضاف فضيلته قائلاً: لذا ينبغي لمعلم القرآن الكريم أن تتوفر فيه بعض الصفات من أهمها سلامة الاعتقاد بحيث يكون ذا عقيدة سلفية سليمة، وإخلاص النية وصحة المقصد، وحسن الخلق لأن من حسن خلقه كثر مصطافوه وقل معادوه، والقدوة الحسنة والالتزام بالتدين في أقواله وأفعاله وجميع تصرفاته، وأن يكون حافظاً للقرآن أو أكثره متقناً لأحكام التجويد وعلى دراية برسم المصحف وبعض قواعد اللغة العربية ملماً ببعض علوم القرآن، وملماً بطرق التدريس ووسائل التعليم والإيضاح المعينة، وقوة الشخصية وحسن إدارة الحلقة والاهتمام بمظهره وهيئته.
وواصل الشيخ عبدالعزيز الحميد قائلاً: وينبغي لمن شرفه الله بحمل كتابه أو شيء منه أن يكون من أهل القرآن بحق، الذين هم أهل الله وخاصته، وممن قال الله عز وجل فيهم )الذين آتيناهم الكتاب بتلونه حق تلاوته( أي يعملون به حق عمله، وقال عكرمة: يتبعونه حق اتباعه.
الالتزام بالفرائض والواجبات
واستمر قائلاً: فينبغي له أن يكون ملتزماً بالفرائض والواجبات ومحافظاً على المندوبات بحسب الاستطاعة، متجنباً للمحرمات، مبتعداً عن المكروهات بقدر الطاقة، سواء ما كان بالقول أو الفعل ظاهراً أو باطناً، وأن يكون مراقباً لربه في سره وعلانيته، راجياً ثوابه خائفاً من عقابه، وأن يكون ثقة مأموناً ضابطاً، منزهاً عن أسباب الفسق ومسقطات المروءة، متصفاً بحسن الخلق وحسن الحديث وطيب اللفظ، وطلاقة الوجه، وسعة الصدر، متحاشياً الوقوع في الغضب وأسبابه، بعيداً عن الانفعال، متحلياً بالحلم والصبر، وحب القرآن وأهله.
من جهته قال نائب رئيس الجمعية بمنطقة عسير الشيخ محمد البشري: إنه يجب على معلم القرآن أن يكون صاحب عقيدة سليمة موافقة للكتاب والسنة، وأن يكون مجيداً لقراءة القرآن الكريم، وملماً بأحكام التجويد، بما في ذلك المخارج والصفات، وأن تكون هيئته غير مخالفة للسنة، وأن يكون ذا أخلاق حسنة حميدة، ولديه شهادات الدراسات القرآنية أو تزكيات من أهل العلم المشهود لهم بالخير.ورأى أن حامل القرآن الكريم متميز عن غيره في أشياء كثيرة مستشهداً بما قال ابن عباس - رضي الله عنهما -، ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون، وبصومه إذ الناس مفطرون، وبصمته إذ الناس يخوضون، وبذكره إذ الناس غافلون.
الخلق الرفيع والقدوة الصالحة
أما رئيس الجمعية بمنطقة جازان الشيخ عيسى الشماخي فرأى أنه يجب على معلم القرآن، أن يكون ذا خلق رفيع، ومحافظاً على القرآن الكريم، والسنة المطهرة، ليكون قدوة صالحة لطلابه وليضفي على الحلقة جواً من الطمأنينة والسكينة، وأن يكون متقناً لتلاوة القرآن الكريم ملماً بأحكام التجويد، وأن يبتعد عن التكلم باللهجة العامية، وأن يكون مخلصاً متفانياً في عمله حتى ينال الأجر والثواب من الله تعالى، وأن يتفهم نفسيات طلابه وظروفهم، وأن يكون قادراً على تمييز الفروق الفردية بينهم، وأن يعتني بالمتميزين منهم، وأن يكون رحيماً بطلابه، وأن تكون نظرته إليهم نظرة شمولية في التعامل معهم، ويتميز حامل القرآن عن غيره بالسلوك الطيب والسمت الحسن والأخلاق الفاضلة.
أما مدير الجمعية الخيرية بمنطقة حائل الشيخ عبيد الطوياوي فقال: إن معلم القرآن ليس كغيره من عامة الناس، بل من عامة المعلمين، وذلك لشرف ما يعلم، ولذا يجب عليه أن يتحلى بصفات الإخلاص، والجدية، والأناة، والصبر والتحمل، وإدراك أو استشعار ما وعد الله به من الأجر.
وأضاف قائلاً: ومن الأمور المهمة التي يجب أن تتوفر في معلم القرآن أن يكون قدوة حسنة للطلبة، وأما حامل القرآن فإنه يتميز عن غيره في شخصيته، وفي سمته، وفي مجلسه، وفي جميع أقواله وأفعاله، فلا يليق به ما يليق بغيره.
المرونة والحزم سويا
وحول الموضوع ذاته، أكد رئيس الجمعية الخيرية بمنطقة الحدود الشمالية الشيخ عبدالعزيز الخضيري على ضرورة أن يكون معلم القرآن الكريم حافظاً لكتاب الله تعالى أو بعض منه، ويتعهده بالمراجعة الدائمة، وأن يكون ملماً بأصول وعلوم التجويد، وأن يعلم القرآن خالصاً لوجهه تعالى ، ويبتغي مرضاته، وأن يتمثل قول الرسول صلى الله عليه وسلم )خيركم من تعلم القرآن وعلمه( أي باحثا وحريصا عن هذه الخيرية، وأن يعمل بما علم من كتاب الله تعالى متأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم.. وفي حديث عائشة رضي الله عنها الذي جاء فيه )كان خلقه القرآن(، وأن يمد جسوراً للعلاقات الطيبة بينه وبين إمام المسجد وأولياء أمور الطلبة.
وأوصى معلم القرآن بأن يعتبر من يقوم بتعليمهم من الطلبة هم أبناؤه، وأن يكون عنده شيء من الصبر أثناء إدارته للحلقة، ومرنا في تعامله مع أبنائه الطلبة، وأن يكون حازما في المواقف التي تحتاج إلى الحزم، وحريصا وقت الحلقة، وأن يستفيد منه الطلاب أكبر استفادة، وأن يكون قدوة للطلبة في حضوره وانصرافه وقيادته للحلقة، وأن يكون ضابطاً لآيات القرآن نطقاً وتجويدا.
معلمنا قدوتنا
ومن جانبه، وصف رئيس الجمعية بمنطقة الجوف المكلف الشيخ محمد بن عبدالله العتيق معلم القرآن بالقدوة لطلابه يتقيدون بحركاته وسكناته وعباداته وعاداته، ويتأدبون بآدابه، وقال: لابد أن يكون تقيا يراقب الله تعالى في عمله ويجعله خالصا لوجهه الكريم، مستشهداً بما قاله عمرو بن عتبه لمعلم والده: ليكن أول إصلاحك لهم إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينيك فالحسن عندهم ما صنعت، والقبيح عندهم ما تركت.
وقال : فعلى المعلم أن يلتزم هو أولاً بالتوجيهات والارشادات التي يبثها في أذهان الطلبة، وقلوبهم فيلتزم الحضور وعدم التأخر عن الحلقة، والصلاة مع الجماعة ولا يتغيب بغير عذر، وأن يتحلى بمكارم الأخلاق، ومحاسن الآداب، وأن يبتعد عن الجفاء والغلظة في التعامل، والشدة في وجه غير حق وأن يكون حسن السمت والمظهر، قوي الشخصية، متقناً قراءة القرآن بحفظه أو بعضه، وأن يتحلى بالصدق والأمانة، والرفق والتواضع، فلا يعبس في وجه الطلبة، بل يتقرب منهم، وأن يبتعد عن التوبيخ بالألفاظ النابية، فلا يقول لأحدهم ما يثبط همته، وأن يجعل علاقته بالطلبة ورواد المسجد طيبة دون أن يرفع الكلفة بينه وبين الطلبة، أي لا يفرط في الانبساط وتضعف هيبته لديهم واحترامهم له، فلا يسمح بالدعابات السخيفة أو استهزاء بعض الطلاب بالبعض الآخر.
منهج أهل السنة والجماعة
من جانبه أكد رئيس الجمعية المكلف بمحافظة الدوادمي الشيخ محمد بن علي العيد أن معلم القرآن ليس كغيره من سائر الناس، وقال : فهو يعلم أحسن الحديث من العليم الحكيم، فينبغي فيه أن يكون في عقيدته مخلصا لله لا يرجو سوى مرضاته، فلا يعمل من أجل دنيا ولا جاه ولا غيره من الحظوظ الأخرى غير ثواب الله تعالى والفوز بجنته، وأن يكون منهجه على وفق أهل السنة والجماعة في فهم آيات الصفات والوعد والوعيد، وأصول الإيمان.
واستطرد قائلاً: كما ينبغي أن يكون ذا حفظ في كتاب الله على الأسس والأحكام التجويدية التي لا تستقيم تلاوة كتاب الله إلا بها، والتي علم بها وعلمها القراء منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم حتى يومنا هذا ، وأن يكون جادا مع طلابه في موضع الجد، فلا يهملهم، وحازما في موضع الحزم، ورفيقا في موضع الرفق حتى يلين قلوبهم لتحمل آيات الله، وأن يكون تعاونه مع المسؤولين حتى يسير العمل بخطى طيبة وثابتة.
أمانة كبيرة
أما عن حامل القرآن، وحافظه- قال الشيخ العيد - فيجب عليه أن يتقي الله فيما يحمله من كلامه ، فيشكر الله -تعالى- الذي عمله وحفظ كلامه الذي ما قدرت عليه الجبال الراسيات، ويعلم أن الله حمله أمانة كبيرة، أبت السماوات والأرض أن يحملنها من ثقلها، وهذه الأمانة هي أمانة التكاليف الشرعية التي محلها العقول والقلوب التي في الصدور وهي التي - بعون الله تعالى- حملت كتاب الله تعالى حفظا- وفهما، وتدبرا، وعملا، فيجب على حاملها أن ينفذ ما فيه من أوامر وينتهي عما فيه من نواه ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
وواصل رئيس الجمعية بالدوادمي قائلاً: فيجب على حامل القرآن أن يتميز عن غيره في جميع ما يجد في القرآن من الصفات الفاضلة، وأن يتميز أيضا بترك جميع الصفات السيئة التي حذر منها القرآن، كما ينبغي له أن يعرف بليله إذا الناس نائمون، ونهاره إذا الناس يفطرون، وبحلمه إذا الناس يخلطون ويسفهون، لأنه مع جنته وبستانه في صدره فلا يعرف الضجر والغلق والطيش إليه سبيلاً.
القدوة الحسنة للطلاب
وفي نفس السياق ، قال رئيس الجمعية بالقويعية الشيخ محمد بن عبدالرحمن الهويمل: إن معلم القرآن الكريم يجب أن يتصف بالقدوة الحسنة للطلاب، وحسن الخلق، والصبر والرحمة، والرفق والتواضع والعدل في تعامله مع المتعلمين، وقوة الشخصية، ومتقناً للقرآن سواء حفظا أو تطبيقا، وأهم ما يتميز به حافظ القرآن الكريم عن غيره هو تطبيقه لما يحمل من القرآن.
صفات أساسية ومهنية
فيما رأى رئيس الجمعية بالأفلاج الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العتي أن هنا صفات «أساسية فطرية» يجب أن تتوافر في معلم القرآن مثل سلامة الاعتقاد، والإخلاص، وصحة المقصد، وحسن الخلق والصبر، والرفق بالمتعلمين والعدل بينهم، وسلامة النطق.
وقال: هناك صفات مهنية «مهارية مكتسبة» كالخبرة التربوية، والمعرفة الجيدة بأحكام التجويد، وقوة الشخصية، وحسن الشكل والمظهر، وما إلى ذلك من صفات، مشيرا إلى أن حامل القرآن يجب أن يتميز بقوة الإرادة والصبر، وأن يكون للقرآن أثر على سلوكه وأخلاقه.
إخلاص النية لله عز وجل
من جانبه، قال نائب رئيس الجمعية بعنيزة الشيخ عبدالله بن محمد المانع: إن معلم الناس القرآن يجب أن يكون مخلصا النية والقصد لله، عز وجل، وكلما أخلص المرء لله في عمله لم يتعثر في سيره، والتمسك بمنهج السلف الصالح، وحسن الخلق، وحسن المظهر، والإلمام بالعلوم المتصلة بعلم القرآن من اتقان الحفظ، ومعرفة التجويد، وينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذا الناس ناموا، وبنهاره إذا الناس أفطروا، وبورعه إذا الناس خلطوا، وبتواضعه إذا استكبروا، ملتزما بالفرائض والواجبات محافظا على المندوبات، مجتنبا للمحرمات مراقبا لله في سره وعلانيته.
الحفظ والإتقان مع الأخلاق
وشدد رئيس الجمعية بالشماسية الشيخ علي بن صالح العقيل على أهمية أن يكون معلم القرآن حافظا لكتاب الله تعالى متقنا للتلاوة، وأحكام التجويد قادرا على إدارة الحلقة أو الحلق المسندة إليه، وأن يكون تعامله مع الطلاب والمشرفين بالحكمة وأن يكون مستقيما في سلوكه وتصرفاته ممتثلاًً لأوامر الله ونواهيه بحيث يكون قدوة لطلابه.
التحلي بجميل الصفات
ومن جهته، أبان رئيس فرع الجمعية بمحافظة تيماء محمد بن ابراهيم بن خنين أن معلم القرآن الكريم حاز من الفضل أعلاه، ونال من الرتب أسماها لتشرفه بتعلم القرآن الكريم وتعليمه ، كما قال عليه الصلاة والسلام «خيركم من تعلم القرآن وعلمه».
وقال فضيلته: لذا كان ينبغي لمعلم القرآن الكريم أن يتحلى بجميل الصفات، وأن يتزين بكريم الخلال، وأن يتأدب بآداب القرآن الكريم، لأنه يحمل في صدره خير كتاب وأفضل كلام، فيلزمه أن يكون تقيا مخلصا لله في عمله محتسبا الأجر من الله في تعليمه قاصدا وجه الله، والظفر بثواب الله لأنه يباشر عبادة عظيمة، كما أن الصدق في النية والإخلاص في العمل لله تعالى يعين الإنسان على النجاح في عمله ويسخر الله للعبد المخلص محبة الناس وقبولهم له، فمتى أقبل العبد بقلبه على الله أقبل الله بقلوب العباد عليه.
وطالب فضيلته معلم القرآن الكريم بأن يلتزم بحسن الخلق الذي هو زينة المسلم وحيلة المؤمن لا كمال لإيمانه إلا به، ولانفاذ لأعماله إلا عن طريقه، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خلقه القرآن، فحري بمعلم القرآن التأدب بالآداب الجميلة، والتحلي بالوقار والسمت الحسن، والبعد عن توافه الأمور ومحقرات الذنوب، ليسلم له دينه وتبقى له مهابته وتوقيره بين طلابه والمستفيدين منه، وأن يكون متقنا للتلاوة والحفظ ملما بأحكام التجويد عارفا بطرق الأداء.
وأشار إلى أنه لن يتسنى له ذلك إلا إذا تلقى القرآن عن شيخ متقن ودارس على يد قارئ متمكن ليعلم على بينة، ويحفظ على بصيرة، فالعلم لا يؤخذ عن صحفي كما أن القرآن لا يؤخذ عن مصحفي.
وحث فضيلته معلم القرآن أن يكون حليما عطوفا على طلابه، صبورا على سلوكياتهم، رفيقا في معاملته معهم ليسلك أقرب الطرق لقلوبهم ويعاملهم على قدر أفهامهم ومداركهم ويعطي كل واحد منهم في الحفظ والدرس بقدر ما تستوعبه قدراتهم ولا تمله قلوبهم وأن يتفهم مصالحهم ويستوعب مشاكلهم وما يعترضهم في مواصلة التعليم ويتخذ من أسلوب الترغيب والترهيب معينا له في عمله، وقال : إن حامل القرآن يتميز باستقامته على طاعة الله وتجافيه عن معاصي الله، يبذل المعروف ويحجز نفسه عما لا يفيد، ولا يخوض مع الخائضين ولا يلهو مع اللاهين، أنيسه كتاب الله ودأبه وذكر الله.
كيفية التعامل مع الطلاب
أما رئيس الجمعية بتمير الشيخ حمد الريس فقد أكد على أهمية أن يكون معلم القرآن قدوة في دينه وسلوكه، وأن يكون حافظا للقرآن أو بعضه، وأن يجيد الترتيل وملما بأحكام التجويد، وأن يكون ذا شخصية أمام طلابه، وأن يكون عارفا كيف يتعامل مع الطلاب على اختلاف مستوياتهم في الأعمار في قوة الحفظ وضعفه، وأن يكون اهتمامه بالتربية الصالحة مقدمة على كل شيء.ومضى قائلا: ويتميز حامل القرآن عن غيره بالأدب وحسن الضمير، قربه من الله تعالى بكثرة عبادته ، والخشوع عند تلاوة القرآن والخشية من الله، مضاعفة الأجور عند تلاوة القرآن من الله عز وجل، واحترام الناس له وتقديره لما آتاه الله من الهيبة والوقار، وحسن الخلق وسلامة الصدر.
الإمام الحكم
ومن جانبه قال رئيس الجمعية بالعلا الشيخ أحمد بن محمد عبدالكريم أن معلم القرآن يجب أن يكون إماما وحكما، وأن يتخلق بالقرآن سيرا وسلوكا، وأن يكون قدوة حسنة ومثلا صالحا لطلابه.
التحلي بكل مليح
بينما قال رئيس الجمعية بمدينة الحائط بمنطقة حائل الشيخ ابراهيم بن قبيل بن عوض الضويحي ينبغي على معلم القرآن أن يتحلى بجميل الخصال، وكريم السجايا، ويترفع عن السفاسف والدنايا، فيكون مخلصا حليما وقورا، بالدارسين رؤوف رحيم، شفيق على مستقبلهم كشفقته على أبنائه صابرا محتسبا عالما بأصول التربية الإسلامية في ميدان التنشئة والتهذيب، مرغبا في حفظ القرآن الكريم، قدوة في باب الطاعة، والعبادة إلى غير ما هنالك من الصفات الكثيرة التي يصعب حصرها وضابطها التحلي بكل مليح والتخلي عن كل قبيح.
الاستقامة في المظهر والمخبر
أما رئيس الجمعية بمدينة موقق بحائل الشيخ ابراهيم بن عبدالله الضمادي، فتكلم عن ضرورة أن يكون معلم القرآن مستقيما في مظهره ومخبره، متقنا لكتاب الله عالما بأحكام التجويد سهل وبشوش ذو شخصية مرموقة، مشيرا إلى أن حامل القرآن يتميز عن غيره بأن يكون القرآن له وقع في صدره متأثر به، قراءته تشد الانتباه يستطيع التأثير الايجابي على طلابه وعلى سامعيه.وفي نفس الجانب: قال رئيس الجمعية بمدينة الروضة بحائل سعد بن عبدالله الشهيل إن الصفات الواجب توافرها في معلم القرآن، تتضح في حفظ كتاب الله عز وجل كاملا، فإن لم يتيسر ذلك فحفظ شيء منه أو حفظ بعض الأجزاء، واتقان تلاوة كتاب الله ، ونطقه نطقا صحيحا قال تعالى: )ورتل القرآن ترتيلا(،
وكذلك الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها معلم القرآن الكريم ومعلم الناس الخير وسيرته والعقيدة الصحيحة التي لا فيها زيغ ولا انحراف، كقول عمر بن عتبة لمعلم ولده )ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك(، وأن يكون ذا سكينة ووقار، وكذلك الخشوع وهذه من الأمور المهمة بالنسبة لحافظ القرآن أن يتحلى بهذه الصفات، وأن يتصف بالصبر والإخلاص والجد في العمل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.