هكذا.. هو دوما في قمة كرمه وجوده.. وسخائه.. وعطائه.. وخيراته.. انه صاحب السمو الملكي الامير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ان ما يقوم به سموه من اعمال خيرية ليست بحاجة لمن يكتب عنها او يتكلم.. لانها بلا ادنى شك فضائل عن نفسها تتكلم ولمن حولها تفصح.. وتوضح. لقد طالعت بمشاعري السعيدة والفخورة ذلك التقرير المنشور في )الجزيرة( يوم الاثنين 5 من ربيع الاول 1422ه العدد )10469( وعنوانه )50 مليون ريال قيمة تبرعات الامير الوليد حتى الآن ل 38 مسجدا في جميع انحاء المملكة(. وحقيقة الأمر ان من يطلع على هذه التبرعات في سبيل بناء بيوت الله المساجد ليغبط هذا الامير الكريم على مثل ذلك فهنيئا لك ايها الأمير الكريم الباذل هنيئا لك ما ستجنيه من الخيرات والاجر العظيم.. بإذن من الله. ان صاحب السمو.. قد بذل الكثير ودعم الكثير هنا وهناك وغمر بعطائه القاصي والداني.. وفرج عن العديد العديد ممن اصابهم الكرب ابتغاء مرضاة الرب الكريم. إن بناء المساجد له اجر مختلف عن باقي العبادات والطاعات فالذي يبني المسجد لم يقم ببنائه ليكون له سكنا، ولا موقعا تجاريا بل لتقام فيه الصلوات والعبادات، قال تعالى: )إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر(. مما ورد في فضل بناء المساجد في صحيح مسلم ان عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم : إنكم قد اكثرتم وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من بنى مسجدا لله تعالى قال بكير: حسبت أنه قال يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتا في الجنة». قوله صلى الله عليه وسلم: )من بنى مسجدا بنى الله تعالى له بيتا في الجنة مثله(. يحتمل قوله صلى الله عليه وسلم: )مثله( أمرين: احدهما: ان يكون معناه: بنى الله تعالى له مثله في مسمى البيت، وأما صفته في السعة وغيرها فمعلوم فضلها: أنها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. الثاني ان معناه: ان فضله على بيوت الجنة كفضل المسجد على بيوت الدنيا. ان عثمان بن عفان اراد بناء المسجد فكره الناس ذلك فأحبوا ان يدعه على هيئته فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من بنى مسجدا لله بنى الله له في الجنة مثله. فمن القلب ندعو الله ان يحفظ هذا الأمير الشهم ويبارك في عطائه وأن يمتعه الله بالصحة والعافية وان يبارك الله لنا جميعا فيما أعطينا من خيرات كثيرة وأن يمنحنا القدرة على فعل الخيرات لكسب الاجر والثواب المضاعف بإذنه جل وعلا. إذا المرء لم يعتق من المال نفسه تملكه المال.. الذي هو مالكه ألا إنما مالي الذي أنا منفق وليس لي المال الذي أنا تاركه إذا كنت ذا مال.. فبادره بالذي يحق.. وإلا استهلكته مهالكه حمود مطلق اللحيدان